“نطحة زيدان”.. من فن معاصر إلى “صنم”

أزالت السلطات القطرية تمثال “نطحة زيدان” للفنان الفرنسي الجزائري عادل عبد الصمد بعد أقل من شهر من وضعه على كورنيش الدوحة، بعد جدل حول نصب التماثيل التي اعتبرها البعض “أصناما”، رغم سعي الدوحة لتقديم نفسها على أنها حاضرة ثقافية معاصرة.

ونشرت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي صورا لعملية إزالة التمثال الذي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار ويجسد “نطحة الرأس” التاريخية التي قام بها لاعب كرة القدم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان خلال المباراة النهائية لمونديال 2006 في ألمانيا ضد اللاعب الإيطالي ماريو ماتيرازي.

وكانت الأصوات ارتفعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما عبر تويتر للتنديد بما اعتبره البعض نصبا “لأصنام” في دولة قطر المحافظة، التي باتت تعد في نفس الوقت من أهم مقتني الفنون في العالم.

ومنذ وضع التمثال المثير للجدل على كورنيش الدوحة، خرجت عبر تويتر أصوات مطالبة بإزالته، فأطلقت حملة لهذا الغرض مع “هاشتاغ” خاص هو “تمثال_زيدان_في_قطر” و”تمثال_زيدان_بالكورنيش”.

وعند إزالة التمثال الاثنين، كتب المغرد جابر الشهواني “يتم حاليا إزالة مجسم نطحة زيدان ونشكر المسؤولين على سرعة تجاوبهم ونشكر أهل قطر الغيورين على بلادهم”.

وكان المغرد محمد الشيب كتب في وقت سابق “أينكم ياولاة الأمر، أين وزارة الأوقاف” منددا بالسماح بوضع هذا التمثال. وكتب مغرد آخر متهكما “مبروك عليكم الأصنام” في الدوحة.

وأكدت مواقع محلية لاسيما موقع “دوحة نيوز” أن هيئة متاحف قطر التي تملك التمثال نقلته إلى متحف الفن الحديث في الدوحة. وكان التمثال أثار جدلا لدى عرضه في السابق في فرنسا وإيطاليا.

فقد رأى بعض المغردين في قطر أيضا أن التمثال يحتفي بالعنف بينما رأى آخرون أن أبطال قطر من الرياضيين أولى بالاهتمام.

وخطفت قطر خلال السنوات الأخيرة الأضواء في سوق الفنون مع اقتنائها عشرات الأعمال الباهظة الثمن لتكون جزءا من مجموعات الأسرة الحاكمة ومتاحف قطر الجديدة التي تشرف عليها شقيقة أمير قطر الشيخ المياسة بنت حمد آل ثاني.

واختيرت الشيخة المياسة لتكون الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم في مجال الفن المعاصر للعام 2013، بحسب صحيفة “آرت ريفيو” الصادرة في لندن الخميس. ووفقا للمجلة، فإن شقيقة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، تنفق مليار دولار سنويا في سوق الفنون.

ويعادل هذا المبلغ ثلاثين ضعفا مجموع المبالغ التي أنفقها متحف الفن المعاصر في نيويورك و175 ضعفا مجموع ما أنفقه متحف الفن المعاصر في لندن في العام الماضي، وفقا للمجلة.

وفي 2012، أثارت قطر ضجة لدى شرائها لوحة “لاعبو الورق” للرسام بول سيزان بمبلغ قياسي هو 250 مليون دولار.

ومولت إدارة المتحف القطرية العام الماضي معرضا للفنان داميان هيرست المثير للجدل في متحف الفن المعاصر في لندن جذب 463 ألف زائر، قبل أن ينتقل إلى الدوحة في وقت سابق هذا الشهر.

وقد صنع هيرست لقطر مجموعة من 14 تمثالا برونزيا ضخما تجسد تطور الحياة البشرية من لحظة التلقيح إلى لحظة الولادة. وقد وضعت التماثيل أمام مركز السدرة الصحي بالقرب من الدوحة.

وتسعى قطر التي تملك ثالث أكبر ثروة غازية في العالم إلى تكريس نفسها عاصمة ثقافية للشرق الأوسط، وهي تتنافس على ذلك مع أبوظبي التي تبني هي أيضا سلسلة من المتاحف العالمية.

1 462573
سكاي نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.