الفاتح جبرا : الشارع بس

من الواضح ومن مجريات الأحداث التي أمامنا والمعطيات التى بين أيدينا أن درب الإنعتاق من هيمنة نظام الإنقاذ طويل ويحتاج إلى صبر وجهاد بمعناه الحقيقي ولا يغرنك ما يحدث من تصريحات وأقوال وطمأنات هنا وهناك ، لا شك أن هذا التنظيم الشيطاني قد وطد لنفسه ما لم يوطده تنظيم من قبله فهو فد عمل على الهيمنة الإقتصادية منذ وقت طويل إنشا فيه البنوك والشركات والمؤسسات والصناديق ومكن لجماعته من إحتكار كل النشاط التجاري عوضاً عن لهط المال العام والذي ولغوا فيه دون خشية أو وازع من ضمير مما جعلهم القوة الإقتصادية الأولى (وليست الموازية) لإقتصاد الدولة .

كما عمل (التنظيم) على إحتكار الوظائف العامة التي تعنى بتسيير دولاب العمل ولعل أخطر ما في هذا التمكين هو إنشاء التنظيم لمليشيات موازية للأجهزة العسكرية الرسمية كالدفاع الشعبي والأمن الشعبي والأمن الطلابي و(كتائب ظل) هذا غير جهاز الأمن والإستخبارات الذي جيره لصالح أهدافه تماماً فأصبح تابعاً له ولم يكتف التنظيم بكل ذلك بل قام بتجنيد عدد لا يستهان به من الرتب العليا والوسيطة في الجيش والشرطة وهذا معلوم لا جدال عليه بل أن رئيسهم المخلوع قد قالها صراحة بأنة (كوز كامل الدسم) !

والحال هكذا وبعد أن أعلنت جماهير الشعب رفضها لبقاء هذا النظام وقدمت الشهيد تلو الشهيد وفتح الشباب صدورهم غير عابئين بالرصاص وهتفت كل المدن بسقوط النظام الذي عرف (حينها) حجم عضويته هنا أحس القوم (بالخطر) وبأن النتيجة النهائية (للمباراة) لن تكون في صالحهم كما تقول كتب التاريخ ففكروا في خروج مؤقت آمن خوفا من (غضبة الشعب) فكان ما كان من إستيلاء (الجيش على السلطة) وقد كان أمامه مساران أولهما تفكيك هذا التنظيم الشيطاني وكل أذرعه من مليشيات مختلفة وممالك إقتصادية والقبض على كل من أجرم في حق هذا الشعب وتنظيف الوطن من رجس هذا التنظيم وإعادته وطناً شريفاً ديموقراطياً آمنا ، أما المسار الآخر فهو عدم الدخول مع (النظام) في مواجهة وغض الطرف عن كل ما فعله بالبلاد والعباد خلال ثلاثين عاماً وتركه قوة إقتصادية وعسكرية (كما هو) حيث من الممكن بل المؤكد أن تخرج هذه القوة من بياتها متى ما وجدت ذلك ممكناً لتذيق الشعب من كأس بطشها وغسادها من جديد !

للأسف الأسيف فقد إختار المجلس العسكري (الأول والتاني) الطريق الثاني (لحكمة يعلمونها) وتفاجأت جموع الشعب بأن كل ما فعله المجلس تجاه (التنظيم) هو إعتقال رئيسه ووضعه في مكان آمن (وبس) هذا الرئيس الذي إعترف (بعضمة لسانو) صورة وصوت بانه قتل نحو عشرة ألف مواطن من دارفور !

ولعل قبول إستقالة مدير الأمن والمخابرات الذي قام بالإشراف على فض التظاهرات وقتل المتظاهرين وتاريخة المليء بالقسوة المفرطة منذ مجيء الإنقاذ لعل ذلك مؤشراً على مدي (ليونة) التعامل مع هذه الأزمة المستفحلة التي تمر بها البلاد هذه (الليونة) التي بالطبع لن تفضي إلى أي حلول في مصلحة الوطن فالمعادلة واضحة إما تفكيك هذا التنظيم وإعتقال من أجرموا في حق هذا الشعب وتقديمهم إلى محاكمات جراء ما إقترفوا من جرائم وإما بقاء هذا التنظيم مهدداً أمنياً وإقتصاديا للبلاد .

كسرة :
لابد من حل المجلس العسكري اليوم قبل الغد وتكوين حكومة مدنية إنتقالية تمثل فيها القوات النظامية تمثيلاً نسبيا … هذا أو (الشارع بس)
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.