الإختشوا .. ماتوا !

ماوراء الخبر – محمد وداعة
لا عزل لاحد ، و بالطبع لا يمكن تصور ان هناك قوى سياسية شاركت النظام حتي لحظة سقوطه المدوي ، ان تتجراً على المشاركة في حكومة مع من اسقطوها ، ليس هذا فحسب بل ان بعض هذه القوى التي شاركت النظام السلطة حتى لحظة سقوطه وفي اًخر اجتماع مع الرئيس المخلوع تحت لافتة قوى الحوار الوطني كانت تحرض على فض الاعتصام امام القيادة العامة بالقوة ، وتمسكت بالبقاء في الحكومة حتي سقطوا معها ولذلك فلا مجال لخلط الاوراق واختلاق الاًكاذيب حول نوايا قوى الحرية و التغيير في عزل القوى السياسية ، او اقامة دولة علمانية واقصاء الدين من الحياة العامة ،الاسلاميين و حلفاءهم من قوى التوالي و قوى الحوار الوطنى هم من اقصوا الشعب السوداني لثلاثون عاماً حسوما ، فتحول الى شعب مهاجر تتقاذفه امواج البحر ، تائهاً في الصحراء باحثاً عن حياة اخرى ربما يجدها او يموت في سبيلها.

 

وياًتي تبرير اللجنة السياسية للمجلس العسكري وترويجهم لضرورة توافق سياسي فرضه الاتحاد الافريقي مع من سقطوا مع النظام ليكشف ان هناك ربما تواطؤ مخطط لاعادة الاسلاميين للحكم.. و لذلك فان اي محاولة لربط الفترة الانتقالية باجراءات اتخذها الاتحاد الافريقي لا تفسير لها الا الشكوك التي تحوم حول ولاء بعض اعضاء المجلس للقوات المسلحة و تفضيلهم جهات اخرى مما يهدد وحدة المجلس نفسه ..الجيش استجاب لنبض الشارع و دفع ابنعوف و عبد المعروف للاستقالة ، تصحيحاً لمسار انحيازه للشعب ، ولعل مثل هذا التبرير الغريب يضع المجلس العسكري في مواجهة مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بالامتثال لقانون المحكمة الجنائية وتسليم المطلوبين لديها من قادة النظام السابقين وفي مقدمتهم البشير .

 

معركة قوى الحرية و التغيير لا شك هي مع القوى الظلامية الفاسدة سوى كانت في المؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية او في اي حزب اخر شارك في السلطة، وهي بلا جدال تبلغ اوجها في رفض فساد و استبداد الاسلام السياسي ، الذي حكم الشعب بالقوة القاهرة واسرف في قتله وافقاره وتشريده ، وافساد الحياة العامة وتدمير الخدمة المدنية بتمكين اًهل الولاء وفصل الاكفاء ، وفي بيع القطاع العام وتحويل عائداته الي جيوب النافذين وفي ضياع الايرادات البترولية والمعدنية وتبديد كل ثروات البلاد وتحويلها للخارج ، و اهدار قروض تتجاوز( 40 ) مليار دولار لمشاريع لم تر النور من سكة حديد ومطارات وطرق و محطات كهرباء .

كلمة نقولها بوضوح وظللنا نقولها نحن لن نسقي احداً من ذات الكاًس المرة التي شربنا منها وهي الشمولية والديكتاتورية لاننا نؤمن باًن الديمقراطية والشفافية هي الطريق الصحيح لاقالة بلادنا من عثراتها .. نحن احتكمنا للشارع فحكم لنا، وخرج بالملايين نصرة لنا.. اذهبوا للشارع فاحتكموا له وليقل فيكم كلمته وانتظروا انا معكم لمنتظرون .

 

هذه محاولة بائسة لتاًخير تكوين السلطة الانتقالية ومباشرة مهامها في القبض علي الفاسدين والقتلة من قادة النظام السابق ، وهي محاولة لعرقلة سير العدالة يعاقب عليها القانون ، .. وهي مهلة مخططة لاعطاء هؤلاء فرصة لترتيب اوضاعهم وتهريب الاموال التى نهبوها للخارج.

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.