زهير السراج : كيف نحمى ثورتنا ؟!

* خلونا نتكلم اليوم بلغة خليط بين الدارجى والفصيح بسيطة ومفهومة لكل زول، وحاطرح اليوم ثلاثة مواضيع مهمة ومكملة لبعضها البعض.

 

* الموضوع الاول هو التفاوض، وهو علم وفن بيدرسوا الناس في الجامعات وبيعملوا ليو ورش عمل قبل الدخول في مفاوضات، وما مجرد كلام وصراخ، واصرار وتعنت وتمسك كل طرف برأيه، وما أى زول بنفع ليو .. يعنى الزول البينفع يقود الثورة أو يخطب في المنابر ما بالضرورة ينفع يكون مفاوض، والعكس صحيح .. والتفاوض ما مكافأة عشان يكون فلان او علان القادوا الثورة في وفد التفاوض، وبنفس القدر ما بالضرورة رئيس المجلس العسكرى او اعضاء المجلس يكونوا هم وفد التفاوض في الجانب الآخر .. المهم تكون الجهة أو الشخص المكلف بالتفاوض مفوضاً ويستطيع أن يتخذ القرار وعنده ملكة وفن التفاوض !!

 

* بعدين انت لمن تمشى تتفاوض ما بتكون شايل ورقة واحدة خاتيها في جيبك، وما بتتنازل عن الفيها لو السما انطبقت على الأرض، الواحد بيمشى وعندو عدة خيارات يستخدمها حسب الظروف وبيكون متفق عليها مع ناسو، وفى نفس الوقت تلبى (غالب) طموحاتك ما بالضرورة (كل) .. لأنو لو كل طرف أصر على (كل) ما حنصل لى حاجة، ومافى داعى للتفاوض وكل زول يعمل العايزو!!

* كمان لمن الناس يصلوا لى طريق مسدود او يكونوا عايزين مفاوضاتهم تنتهى بسرعة وتنجح، بتفقوا على مجموعة خبراء و(مسهلين) عندهم خبرة بفن التفاوض ودراية بظروف البلد ومعرفة بالقوانين الدولية، يقربوا وجهات النظر ويشاركوا في وضع المقترحات ويحاولوا يصلوا مع الطرفين لحلول مرضية للجميع، والسودان مليان بالخبرا وكذلك إفريقيا والمنظمات الإقليمية والدولية، وبعدين، زى ما قلت أمبارح، قبل ما نخش في انتو كم وانحنا كم والاسماء، نحدد انحنا عايزين شنو من المجلس السيادى وباقى المؤسسات في الاول بعدين تجى الاسماء!!

* الموضوع التانى .. التهديدات بتاعت (حميدتى) واللغة التى إستعملها في المؤتمر الصحفى مرفوضة تماما، ونوع التهديدات دى الشارع إتجاوزها زمااان، ولازم حميدتى والمجلس العسكرى يكونوا فاهمين انو لغة القوة لم تعد تصلح في سودان اليوم الذى تحرر بالدم والأرواح والتضحيات الغالية، وأنحنا مستعدين للمزيد، وأرواحنا ما اغلى من أرواح الذين سبقونا الى الشهادة !!

 

* أخيرا وللمرة التانية أقول، لقد انتزعنا حقنا بالتظاهر السلمى والسلمية والتحضر. ما فى زول بيجرؤ يفك اعتصام عشرات الالاف الا اذا كان مجنون ويسعى لنهايته. لو فتحنا الطرق وحاولوا يفكوا الاعتصام وزول واحد اتقتل دى حتكون نهايتهم الى الابد، وهم عارفين كده كويس وما حيقدروا يعملوا حاجة او يلمسوا زول واحد. الكثرة والتماسك والسلمية هى الضمان ما تقفيل الطرق، والثوار هم من يحمون ثورتهم بالاعتصام السلمى والمحافظة على مصالح الناس موش تعطيلها. الناس بعد شوية هتزهج، ونظرة العالم لثورتنا السلمية حتتغير وحندى الفرصة للانتهازيين والمتربصين للتخريب والصيد فى الماء العكر. المصالح تقتضى فتح الطرق، كما ان فتح الطرق يمكن ان يساعد فى ردم هوة الثقة بين العساكر والمتفاوضين ويدى متفاوضيننا قوة اكتر فى غرفة التفاوض موش العكس، لانو حيسحب من العساكر حجة انو انحنا قافلين الطرق ومعطلين المصالح. النغمة دى حتنتهى.

 

* أنحنا شعب معلم ومتحضر نستطيع أن نحمى ثورتنا بتماسكنا وتحضرنا موش بالفوضى، لو كان العنف يخلق الثورات او يجهض الثورات ما كنا انتصرنا على كتائب الظل والملثمين والقتلة وما كانت ثورتنا نجحت .. وما تنسوا انو شعارنا كان سلمية سلمية. وهذه السلمية هى التى قادتنا الى الطريق الصحيح والنجاح!!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.