هنادي الصديق : تعرية مطلوبة

الواقع الجديد للثورة الذي أصبح حديث العالم، حطم غرور الجبهة الاسلامية و هز عرش المُتسلقين على رقاب الناس من الطفيليين والفطريات الخبيثة التي تعيش في بيئة الفساد .

الشارع السوداني الذي إنتظم في مواكب إنتزاع الحقوق بمطالباتٍ كثيرة أهمها الهتاف الذي يطالب بالكشف عن رموز الفساد من القتلة و آكلى قوت الشعب يردد الشارع، يواجه بالمقابل مقاومة من المجلس العسكري العنيد، وينعكس ذلك في الصراع الداخلي بين الشرفاء من ضباط الجيش و زبانية النظام ممن يحاولون تحطيم روح الثورة بخلقِ عددٍ من المتاريس التكتيكية التي تبطئ من حركة المجلس و تحرجه أمام هدير الجماهير الثائرة والتي اتحدت خلف لافتة واحدة هي قوى إعلان قوى الحرية والتغيير والتي عبرت بشفافية عن نفسية الشارع وخاض معركة الكرامة حتى تكسرت أوتاد النظام المخلوع.

و لكن ثقة الشارع في الشرفاء حتما سوف تحسم الصراع لصالح الوطن بحذفِ آخر أيقونات النظام من المجلس و من كامل الوطن .
إن خلايا المنظومة الإسلاموية التي تحاول إظهار إنقسام وسط الجماهير عبر إطلاق حملات الكراهية تحت راية نصرة الشريعة أو إئتلاف الهيئة الوطنية الإسلامية أو التيار الوطني العريض هى تحت النظر و المتابعة من الشرفاء ولابد من انزلهم من المسرح العام وكشف خططهم وقطع أزرعهم المتطرفة التي تتواثق مع ما يعرف بالسنة الجهادية أو الدولة الإسلامية.
إن ظهور هذة الرايات من جديد ومطالبتها بتسيير مواكب تحت شعارات تهزم فكرة الثورة مما قد تؤدي إلى إحتكاكات كان قد نادى بها رئيس المؤتمر الوطني المخلوع أحمد هرون، هو تكتيك إسلاموي صرف ومعروف بخلقِ واقعٍ جديد عبر الدم والفوضى فيما عُرِف عندهم بشرعية الدم،
لذلك لابد من اطلاق النداء إلى المجلس العسكري بسرعه إنجاز مطلوبات الثورة وأولها وقف ما يخطط له بعض أفراد المجلس مع خلايا التنظيم المخلوع .

الشارع السوداني ومنذ إقتلاع النظام هو صاحب السلطة الوحيدة و هو من يقرر في تشكيل الواقع في الحاضر والمستقبل، إن توافد الجماهير من الولايات إلى الخرطوم لمناصرة تجمع المهنيين في صورة باهرة عبرت بها عطبرة وولايلت دارفور وكوستى والجزيرة أباً، تعطى فكرة كاملة عن الشرعية التي تكتسبها قوى تجمع المهنيين و رغبة الشارع فيمن يقود المرحلة .
مع كل صباح جديد، تتكشف صحيفة جديدة من صحف الفساد الذي، لم يكُ يتوقعه أحد لهذا النظام الوالغ في الفساد . وربما أكثر ما أدهش الشارع العام في كل الوطن العربى ليست الفتوى السلطانية التي كشفها الفريق ( حميدتى ) و التي تقضى بقتل وسحل ثلث الشعب السوداني، لأن الإتكاءة على الفتاوى السلطانية لدى الإسلام الجهادي وتحويره لصالح التمكين معروف، ولكن المدهش هو إستجلاب شركات أمنية و مرتزقة من روسيا لقمع المتظاهرين وتنفيذ سيناريوهات أمنية تهز ثقة المجتمع السوداني بالعلاقات الإجتماعية وإجتياح المنازل والتعدي على الحرمات وهتك الأعراض ، لهو أمرٌ مدهش لا يمكن أن يتخيله أي سودانى تربى داخل هذا الوطن الذي تحرسه أعراف و تقاليد و قيم و لكنه الإسلام السياسي الذي لايعترف بالقيم و لا الأخلاق .
الخميس ٢٥ أبريل ثم الخميس ٢ مايو الموكب الذي عم كل البلاد تلبيةً لدعوة تجمع المهنيين للضغط على المجلس لتسليم السلطة للمدنيين، أظهر تأييد الشعب للتجمع وأبان القيادات الشبابية في الولايات ومستوى الإستنارة ومعرفة الجماهير لحقوقهم والتاكيد عليها في المنابر التي عمت كل الوطن .
إن بقايا الحركة الإسلامية أو مايعرف بكتائب الجهاد الإكتروني تفرغ آخر جهدها بنشر الإشاعة أحياناً بالفوضى الأخلاقية في ساحه الإعتصام وأحياناً بتفشى مرض السحائي واحياناً بالسرقات والتعدي على بعض المؤسسات المجاورة، أو إستلاف صورة من الإنترنت ودبلجتها لن تعيد السلطة لساكن السجن ولن تستطيع فض الإعتصام وهي محاولات جبانة يجب على الناشطين الإنتباه لها وهزيمتها بتكذيبها بالمنشورات و اللايفات عن المواقع المزعومة.
الثورة مستمرة وهي في مبتغاها قاصدة إلى الدولة المدنيةو التنمية والعدالة

 

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.