خبار اليوم تستنطق الناشط الشبابي عثمان ذا النون حول الثورة والأحداث التي أعقبتها«2-2» :

عثمان ذا النون أحد الناشطين والفاعلين في ثورة ديسمبر المجيدة التي تمكنت بتأثيرها أن تقتلع نظام الإنقاذ الذي حكم البلاد بالحديد والنار لمدة ثلاثين عاماً ماضية.
مارس الرجل السياسة عبر الجامعات وتنقل من تنظيم لآخر وبعدها أصبح لا يؤمن إلا بما يقول من أفكار ويعمل لها.

برز صوته وكان الأبرز مع آخرين عبر الأسافير وتحديداً في الحراك الأخير ، حيث كانت « لايفاته « الأهم والأكثر مشاهدة والأكبر متابعة من الآلاف الشباب الذي كانوا يتابعون صفحته في الفيس بوك ويتأثرون بما يقول ويطرح .

سقطت الإنقاذ وعاد الرجل للبلاد ولم تمضي على عودته إلا أيام معدودة فأثار فيها الجدل باستقباله المشهود وأحداث مخاطبته الأخيرة بساحة الاعتصام.
جلسنا إليه واستمعنا له وقال ما لديه من أفكار في حوارنا هذا فإلى مضابطه:___

 

رؤى مختلفة
{ هنالك اتهامات تقول بأنك مؤتمر وطني وشعبي؟
كنت شعبي قبل 10 سنوات ، لم يحدث في تأريخي أني كنت وطني ، بعامل السن الإنقاذ لم أكن جزء منها ، أنا من مواليد 1980م ، وحينما جاءت عمري كان ثمان سنوات ، دخلت الجامعة مع بدايات الإنقسام ، وكنت خارج البلاد وعدت في العام 2002م ، وقتها الشعبي لم يكن جزء من النظام وخرجت منه قبل بدء الحوار مع النظام ودخلت هذه الفترة دخلت السجن أكثر من 15مرة وهذه الفترة التي قضيتها في السجن قيادات الأحزاب السياسية لم يقضوا ربعها في السجون ، كنت شعبي ولم أكن يوماً في الوطني ، لازم تكتب أنه واحدة من أكبر سوءات القوى السياسية في السودان هي ذات السوءات التي موجودة في النظام ، وهي أن كل من يختلف مع النظام يقولون عليه شيوعي وملحد وغيره، الآن ظهرت ظاهرة جديدة ، أيما شخص إختلف مع القوى السياسية ويقدم رؤية سياسية مختلفة عنها يتهم بأنه كوز ، ولا يوجد من يرد على كلامك وتتهم وهذا خطر جداً وستضيع فكرة الإستماع والأخذ والعطاء معه ، هذا أعتبره تهرب من سماع الرؤى المختلفة وسماع رأينا لكننا سنوصله لأي شخص في السودان ، لكن هذه الإتهامات كلها محاولة لإلهاء الناس عن الذي نقوله ، وأول ما نتحدث يقولون علينا « كوز « حتى لا يستمع لنا.

الدليل الدامغ
{ هنالك أيضاً إتهام واضح وصريح لك بأنك كوز ؟
أجبتك على هذا السؤال ….

وواصل قائلاً : أنا محامي وعندما تقول لي إتهام لدي قاعدة قانونية أبني عليها أي حساب أو عقاب وهي أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، لاحظ أنك تقول لي إتهام أنت متهم ، من هذا الذي يتهمني ومن الذي من حقه إتهامي ، وأي شخص يتهم عليه إحضار دليله ، أنا الآن إذا الأمر محاكمات فكرية أطالب بإثبات هذه الإتهامات على هذا لا تقول حديث تطلقه في الهواء ، أي شخص يمكنه إتهام شخص آخر ، لا أتهم أحد وليس لدي إشكال في إتهامي ولكن من يتهمني عليه إثبات هذا بالدليل الدامغ.

حملات توعية
{ عاب البعض عليك في خطابك الأخير في المنصة أن حديثك الذي قلته كان للغرف المغلقة وليس يقال في الهواء الطلق ؟
بأمانة شديدة نسبياً هذا الحديث صحيح ، وهذا لأن هذا الاعتصام منذ يوم 11 أبريل إلى اليوم كان من المتوقع أن تكون حملات هنالك توعية ،وتوقعت أني أخاطب في ناس مدركين وملمين لكل التفاصيل ، لماذا كان هنالك قصور في الخطاب التقدير الذي قدرته للناس كان خطأ في أنهم كانوا معتمصين شهر ولا يوجد ضرب أو رصاص ، هذه فترة كافية جداً لرفع الوعي لدى الناس وأنه تفتح الغرف المغلقة وتصبح معروفة للكل ونريد الخروج منها ، وتصبح القضايا معلومة للكل ، التدخلات الأجنبية التي نتحدث عنها ونعتقد أن الشارع لايعلم مايحدث هذه كارثة ، ويصبح هنا فصل بين القاعدة والقيادة ، ولماذا تكون هنالك غرف مغلقة أصلاً ، من مات وأعتقل ومن يحرسون المتاريس هم هؤلاء العامة ، لماذا تكون هنالك عقلية العامة والنخبة ، الطبقة العليا تذهب وتحاور وتقرر والتي تحت لا تعلم أي شيء هذا ظلم للناس ، والعلة هنا ليست في أن خطابي كان لطبقة محددة ، أنا مؤمن بأنه يجب أن لا تكون هنالك طبقات أصلاً ، وزوال الطبقات لا يتم إلا برفع درجات الوعي ، لديك ولدى خصمك هذا الآن مفقود وما لم يعالج فإنا نكون لم نفعل شيء .

الصف الوطني
{ هل تنوي مخاطبة المعتصمين في القيادة مرة أخرى ؟

لكل حادث حديث ولكن لا أعلم ، حسب الحال ، حتى اللحظة أنا منسحب من الإعتصام حفاظاً على تماسكه لأنه هنالك أصوات تتعالى بأن ذا النون يريد شق الصف وأنا أحرص الناس على أن يكونوا موحدين ، هذه طبعاً لا تعني أن أحلمهم على رأي ، هنالك فهم مغلوط تجاه تعريف كلمة الصف الوطني ، وهذه مفاهيم خاطئة نحتاج لعلاجها ، وأنه هل الصف الوطني يعني الرأي الواحد وهذه كارثة ديكتاتورية جديدة بأنه يعرف الصف الوطني لدى البعض بأنه يجب أن نكون جميعاً على رأي واحد ، نكون على هدف واحد وبآراء مختلفة ، ذاهبين لمكان واحد وبطرق مختلفة ، ولكن تأخذني بطريقك والهدف الذي مشترك بيننا أنا أرى أن هذا الدرب لا يوصل له ، يصبح حفاظاً على الوحدة فلن أدخل الاعتصام قريباً إلى أن يتغير هذا الواقع.

{ حال حدوث انتخابات هل تنوي الترشح فيها ؟
رجع للوراء قليلاً في مقعده وجر نفساً عميقاً وأجاب : من حق أي مواطن أن يترشح …
{ مقاطعاً : سؤالي عنك تحديداً ؟
أنا مواطن سوداني .

فشل الحوار
{ ما أعلمه أنك خلفك ألآف الشباب من الجنسيين ، داخل وخارج السودان ماذا تريد أن تفعل في المستقبل والبعيد ؟
نصاً تكتب أجابتي ، فكرة خلفك هذه ضيعت أشياء كثيرة على البلد ، الآلآف ليسوا خلفي ولا أنا خلفهم ، هؤلاء أريد الجلوس معهم بأي شكل من الأشكال في كيان واحد ، وهم معي أو أنا معهم ، كلنا في إتجاه واحد ، هؤلاء الآلآف أنا متواصل مع كيانات وشباب كثر جداً لنقرر جميعاً ماذا نريد في المستقبل ، لأنه القرار الفردي هو الذي أوصل الجميع لمرحلة فشل حوار المستمر لأنه لا يوجد أحد يجلس مع أحد ويسأله ماذا نفعل ، أليك مثال عملياً مسألة رفع المتاريس التي جرت القوى السياسية جلست إتفقت على رفعها ، لم يحدث في أي يوم في هذا التفاوض الآن الي جري علق شخص نقطة قال أريد أن أشاور الذين في الإعتصام لأقرر ، وكان يجب أن يقال أن المتاريس ليس لأحد أن يفتي فيها مالم أجلس مع لجان الأرض لأتفق معهم وأخبرهم برؤيتي لماذا أريد رفعها ، بعدها العودة ونقل قرار الشارع ، لكن أن يتخذ القرار المباشر أنت لغيت من فوضك ومررت رأيك الشخصي ، هذه ليست مرحلة ذا النون يقول ماذا بل مرحلة الذين معي ورؤيتهم ماذا في الفترة القادمة ومن ضمن هذا الترشح للإنتخابات وبالرغم من أن المسألة شخصية لكنها ليست قرار شخصي وأقول أريد الترشح ، بأي رؤية ومع من وتمثيلا لن ، الترشح عبارة لأناس ومن سأمثل في الإنتخابات ، هذه ليست مستعجل لها إلى أن أعرف هل هنالك أناس يمكنني أن أمثلهم في الإنتخابات ، هذه يجب أن نسمع ونعطي فيها وبعدها نقرر أني أريد الترشح .

مكونات الحراك
{ نريد أن نعرف رأيك في المهنيين وقوى الحرية والتغيير ؟

لهم إسهاماتهم الفاعلة جداً في الحراك ، لكن لا يمكنك أن تقول أنهم أساسه ، ولا كله ، هم جزء من المجتمع السوداني ضئيل أو كبير يحددها صندوق الإنتخابات ، أنا لا أعترف بحجم أي جسم مالم يتم افرز عبر الإنتخابات ، بالنسبة للحراك هم كانوا من مكوناته ، الشارع لم يكن كله منضوياً تحت لواء أحزاب ، والآن قوى الحرية والتغيير هي عبارة عن احزاب سودانية مجتمعة في رؤية واحدة والشعب السوداني كله ليس تحت راية الأحزاب ، كثير من الشباب ليس لديهم أحزاب وبلا ألوان سياسية ، ولم يصبحوا ممثلين للأحزاب ، وجزء كبير من الشارع الذي ليس لديه أحزاب لكنه مؤمن بها ، هنالك جزء كبير في الشارع لا يمثله الذي يحدث هذا ، وليس مقتنع بدور الأحزاب في فترة ماقبل الثورة ،وهم لهم دور إيجابي فاعل وأخيراً أكرر ذات الإجابة لذات السؤال في مرات سابقة أنهم نجحوا في مرحلة من مراحل المتأخرة في إدارة الحراك الثوري ولكنهم فشلوا في إدارة الحوار .

ممثلين للحوار
{ هنالك مفاوضات جارية بين المجلس العسكري وبعض المكونات السياسية ، هل ترى هذه المفاوضات فيها إقصاء لبعض الأحزاب أو التيارات أو النشطاء السياسيين ؟
هذه لأي شخص ينتظر للشارع يمكنه رؤيتها ، وهذا الذي يحدث عبارة عن إقصاء ، ليس لدينا مشكلة في أن يحاوروا ، مشكلتنا في أنهم هم لا يصنعوا كل الأصوات قبل الحوار وليس لدينا الرغبة في الدخول والتفاوض نيابة عن شخص ، ، رغبتنا أن تجلس هذه الوفود وتسمع من الكل ، هذا الأهم ، وفي الآخر لابد من ممثلين للحوار ، والمهم أن الذين يقولون مثولنا وهم لم يمثلوننا إشكاليتنا في التمثيل ليس الوجود ، بقدر ما أنه وجود الرؤية والذين يحاورون يجب أن يستمعوا لكل الناس ليذهبوا برؤية وحينما يعودوا بها ترضي الكل ، لكنهم لا يسمعون من شخص ولا يدعون شخص يوصل صوته للشارع سواهم .

تأثير الحرب
{ جزء من المكون السياسي السوداني الحركات المسلحة التي تحمل السلاح وأبدت بعضها الترحيب للعودة والعمل بالداخل بعد الثورة ، فماهي رؤيتكم تجاهها ؟
تحقيق سلم عادل في البلاد أهم من التهافت الذي يحدث الآن على السلطة ، وهذا قلته قبلاً ، وإن لم نحقق السلام فلن نكن قد حللنا أساس المشكلة وتأثير الحرب ليس أمني أو إجتماعي فقط إنما أمني و إجتماعي وإقتصادي ، الذي تكلفه الحرب يمكنه بناء البلد ، أي شخص يريد بناء السودان عليه نزع فتيل الحرب في الأطراف ، لأن هذا يوفر أكثر من ثلثي الميزانية التي كان يصرفها النظام السابق ، وإلا تصبح أنك تريد السير في خطه النظام ، الحكومة القادمة أو التي قبلها أعتقد أن أهم نقطة أنه السعي والعمل الجاد من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في البلاد.

{ سقط في الثورة هذه عدد من الشهداء والجرحى والمصابين ، ماذا أنت قائل لهم ؟
نترحم على الشهداء ونتمنى عاجل الشفاء للمصابين ، وبنفس القدر الذي كنت أتحدث به عن سماع صوت الكل قبل التفاوض أبدأ لك من هذه النقطة ، أسر هؤلاء الشهداء لهم حق أصيل على أي سوداني حتى على المجلس العسكري ، والمجلس عليه أن يفهم أنه الكرسي الذي يجلس عليه هو بفضل دماء الشهداء ، وقوى الحرية عليها أن تفهم أنها الآن تفاوض نيابة عن أحياء وأموات على رأسهم الشهداء الذين سقطوا في هذا الحراك ، هؤلاء يمثلونهم في الحق العام والتفاوض يكون نيابة عن الشعب السوداني وأسر الشهداء وهم حقهم في « رقبتنا كلنا « كمعارضة وحكومة قادمة ، فلا يجب تغييبهم ولا تغييب صوتهم وحقهم ليس قصاص فقط بل حق أدبي وحقوق أخرى ، وحقهم من قبل ومن بعد القصاص من الذين أطلقوا الرصاص والذين أصدروا تعليمات بإطلاق الرصاص عليهم.

هدف واحد
{ ماذا عن واحدة الصف الوطني وحالياً البلاد تعيش في حالة سيولة سياسية ؟
هنالك إشكال في تعريف الصف الوطني ، والتوحد في تقديري يجب أن يكون في الهدف ، وليس في الآراء ، مالم نكن جميعنا على رأي واحد في هذه المرحلة فلن نجني شيئاً ، لأنا كنا على رأي واحد في إسقاط النظام وإختلاف الرؤى الآن لا يعني تفتت الصف ، هذه لازم الكل يفهمها لأن هدفنا واحد ولم تزال مطالبنا واحدة وكلنا حتى من نختلف معهم أذكرهم بأن مطالبنا واحدة ، وحدة الطالب هي وحدة الصف ، إختلاف الرؤى داخل الصف الواحد ليس به إشكال ، والناس يجب أن تفهم هذا الأمر ، وحتى الذين يهتفوا ضدنا والذين مارسوا إقصاءنا في المسرح أعتقد أن صفنا واحد رغم هذا الذي جرى لأن هدفنا واحد ومطالبنا لم تتحقق ونحن لازلنا نقف في محيط الطالبة للثورة السودانية.

الرشيد أحمد

أخبار اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.