صلاح حبيب :من المسؤول عن مسلسل قطوعات الكهرباء؟!

قبل أن تتشكل الحكومة المدنية قال الدكتور “علي الحاج”؛ الأمين العام للمؤتمر الشعبي إنهم دخلوا مع نظام الإنقاذ لخلخلته من الداخل في إشارة إلى أن المؤتمر الشعبي كان له ضلع في سقوط النظام. إن حديث الدكتور “علي الحاج” يعيدنا إلى حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري” الذي شاركت فيه الجبهة الإسلامية القومية بعد المصالحة الوطنية والدكتور “علي الحاج” واحد من رموزها آنذاك، فحينما سقطت مايو قالت الجبهة الإسلامية إنها شاركت في النظام المايوي من أجل خلخلته وإسقاطه من الداخل، وهذا يعني أن الإسلاميين يشاركون في السلطة مع أي جهة ليس من أجل الإصلاح والتقدم ورفعة البلد، بقدرما يعملون لإسقاط النظام القائم، إن حديث دكتور “علي الحاج” وخلخلتهم لنظام مايو ثم الإنقاذ يؤكد أنهم ضد مصلحة الوطن وهم يعملون لتعذيب الشعب السوداني، الآن سقط نظام الإنقاذ ولم يمض على السقوط شهر.

 

فبدلاً من الامتثال إلى قول الحق (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) بدأوا يكيدون إلى النظام الذي لم يبدأ حكم البلاد بطريقة رسمية، فالإنقاذ ما زالت باقية في مفاصل الدولة فبدلاً من العمل على راحة الشعب خاصة المنتمين إليها ولم يطالهم التطهير كما كانت تفعل الأحزاب الأخرى في أيّ تغيير يحدث بدأوا في تعذيب الشعب ونحن في الشهر الفضيل بقطوعات الكهرباء من الأحياء السكنية ومن المصانع والورش التي تعتمد على الكهرباء في عملها، إن عملية قطوعات الكهرباء لم تكن خبط عشواء أو حمولة زائدة أو لنقص فيها ولكن الذي يجري الآن عمل مفتعل وهذا لا يرضاه الله ولا رسوله فلا أدري كيف هؤلاء يقولون إنهم مسلمون هل الإسلام جاء ليعذب الناس أم لراحتهم؟!،.

 

وكيف يسمح لهم ضميرهم ونحن في شهر رمضان بقطع الكهرباء للساعات الطوال عن المواطنين وهل الدين يبيح ذلك أم ما زالوا يتمسكون بفتوى مالك الذي قال عنها الرئيس السابق بأنه أباح أن يقتل ثلث الشعب ليعيش الباقون، إن موظفي الإنقاذ الذين ما زالوا يعملون ولم تطالهم يد التطهير إن ظنوا أن عين المجلس غافلة عنهم أو شباب قوى التغيير غافلون يكونون واهمين، فالمرحلة الآن مرحلة اتفاق بين المجلس وقوى التغيير ومن ثم سيتم تكوين الحكومة المدنية فإن أرادوا أن يعيشوا في سلام عليهم أن يؤدوا عملهم من أجل المصلحة العامة بدلاً عن تلك الأساليب الفاسدة والمضرة للشعب وليس للحكومة والتي سبق أن تحدث عنها الدكتور “علي الحاج” ما الفائدة التي يجنيها موظف في الكهرباء أو المياه أو في طلمبات الوقود وهو يعمل على تعطيل تلك الخدمة.. هل لإثارة الحكومة أم عمل قصد منه تعذيب المواطن؟ إن الشعب الذي تريد تعذيبه، أنت جزء منه فإذا ذهبت إلى مسكنك ووجدت الكهرباء قاطعة وأنت سبب فيها فلن تنعم بالراحة أو الماء البارد ولن تنعم أسرتك، لذا علينا أن ننسى الذي حدث.

 

وعلينا أن نعمل من أجل بناء الوطن كل في محله فالأحزاب لن تفيد الشعب إلا دماراً وخراباً، والموظف الذي ينتمي إلى الحزب الفلاني لن يجني شيئاً غير اللعنة من الله ومن الموظفين (المعاه) ومن عامة الشعب فيجب أن نطوى تلك المرحلة وأن نعمل من أجل المرحلة القادمة بدلاً من تلك الأساليب التي عفا الدهر عنها وهي سبب تأخرنا.

 

المجهر السياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.