زهير السراج :المخاليع الخمسة !!

* يظن المجلس العسسى ان سلبيته المتعمدة تجاه الضائقة المعيشية وانعدام المواد الاساسية وانقطاع الكهرباء والماء عن الاحياء السكنية والمناطق الصناعية ..إلخ، ستجعل الناس يُعلقون المسؤولية على رقبة الثوار ويلعنون الثورة ويتخلون عن مطلبهم بانتقال السلطة كاملة الى الشعب، ولكنه واهم ولا يقرأ الواقع بشكل صحيح!!

 

* مسؤولية توفير هذه الضروريات، أيها (السادة)، تقع على عاتق مجلسكم العسسى الذى يديره البعض من وراء ستار كما تُدار عرائس السيرك، وليس على عاتق الثوار حتى يغضب منهم الشعب ويجرى وراء الاحلام الدونكيشوتية لمجلسكم الذى سرق السلطة وعجز عن القيام بواجباتها، إن لم يكن تعمد ذلك بأوامر من الذين يحيكون له المؤامرات حتى تختنق البلاد وتزداد معاناة المواطنين فتنهار الثورة، ولكن هيهات .. فإن لم يكن مجلسكم يفهم ذلك بسبب اختلال أجهزة الفهم لديه، فليعرف أن الثوار هم الشعب وأن الشعب هو الثوار، أم يظن أن الشعب استورد ثوارا من الخارج ليثوروا نيابةً عنه، كما تفعل بعض الدول عندما تستورد من يحارب نيابةً عنها وتدفع الثمن، ثم تصرف الاوامر والتعليمات؟!

 

* لا اريد تكرار ما قلته قبل يومين ولكن التكرار يعلم (الشطار) ــ كما يقول البعض ــ فإذا كان القانون الدولى يفرض على أية سلطة إحتلال القيام بمسؤولياتها كاملة تجاه المواطنين في الدولة المحتَلة بتوفير كل اساسيات الحياة لهم .. الأمن والغذاء والعلاج والوقود ..إلخ، ويعاقب على التقصير في ذلك، فإن القانون والاخلاق والانتماء الوطنى والدين (الذى يحاول مجلس العسس ان يتاجر به كما كان يفعل أباه المخلوع) يفرض عليه توفير الأمن والغذاء والعلاج والكهرباء والماء وكل شئ للمواطن الذى جثم على صدره وسرق حقه في أن يحكم نفسه بنفسه لا بمجلس عسكرى يترفع عليه ويعطى نفسه صفة (السمو)، كما جاء على لسان ناطقه الرسمى في مؤتمر صحفى قبل يومين عندما ذكر ان الاعلان الدستورى الذى قدمته قوى الحرية والتغيير يضع القوات النظامية تحت سلطة مجلس الوزراء، بينما يجب ان تخضع لسلطة المجلس السيادى لأنها أجهزة (سامية)!!

 

* تخيلوا هذا التكبر والترفع والغرور .. القوات النظامية أجهزة (سامية) ولهذا يجب ان تخضع للأجهزة السيادية (وليس للأجهزة الدونية) .. هذا هو فهم المجلس الذى يتربع الآن على كرسى السلطة ويضع في يده كل شئ، فهو السيد والبقية عبيد .. نفس الفهم ونفس الإستفزاز الذى اعتدنا عليه من النظام المخلوع، ولم يبقَ إلا الحلقة والرقص !!

* يعتقد المجلس العسسى أن السلطة رفاهية وقصر جمهورى، وبزات عسكرية لامعة ونجوم مصقولة ومؤتمرات صحفية يمارس فيها الحذلقة الكلامية، أما الكد والعمل والقيام بواجبات الكرسى الذى يجلس عليه وتوفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، فهى مهمة شخص غيره، أو قطار يسد عليه الثوار الطريق .. قطار شنو ياخى، هو نظامكم الفاشل المخلوع خلّى فيها قطر ولا سكة حديد ولا اى حاجة، حتى تزعموا ان الولايات جائعة لانو الطريق متروس؟!

 

* حتى لو إفترضنا صحة هذا الحديث الساذج الذى يثير الشفقة والرثاء، فلماذا ترَس الثوار الطريق .. أليس لأنكم سرقتم السلطة وتبذلون الآن أقصى الجهد لإجهاض الثورة، ولهذا ظل الشباب الثائر مرابطاً ومعتصما ومتمترسا رغم الصيام والظروف الطبيعية القاسية، لحماية الثورة المجيدة وتحقيقات تطلعات الشعب والانتصار لدماء الشهداء، أم تظنون أن الشعب يعشق الجلوس على طريق القطار، كما تعشقون أنتم الجلوس على كراسى السلطة وسرقة الحقوق ؟!

* يجب ان تجتهدوا بأسرع ما يمكن لمعالجة أجهزة الفهم لديكم حتى تفهموا أن توفير الرغيف والدواء والبنزين والغاز والفحم والسيولة هو مسؤوليتكم، وليس مسؤولية الطريق المتروس .. وأن تفهموا قبل ذلك أن الكرسى الذى تتحكرون عليه ليس ملكا لكم، وإنما ملك الشعب، وهو وحده الذى يقرر مَن يجلس عليه وليس انتم، أم تعتقدون ان النجوم المرصعة التى تضعونها على أكتافكم ستحميكم من غضب الشعب الذى خلع قبلكم أربعة مخاليع، إثنان منهم في يومين، والخامس في الطريق .. عارفنو ولا أقولو ليكم؟!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.