تُعد الخطوط الجوية السُّودانية إحدى الشركات العريقة في العالم العربي وأفريقيا، بدأت سفرياتها بأسطولٍ يتكوّن من أربع طائرات من الطراز دي هافلاند (دوف)، وهي طائرات بريطانية صغيرة الحجم تسع ثمانية مقاعد، وتمّت إضافة طائرات إليها من نفس الطراز في العام 1952م.
وفي السنة الأولى من انطلاق رحلاتها، بلغ ما نقله أُسطولها الصغير 736 راكباً و543 كيلو غراماً من البضائع المشحونة، وفي نفس العام ألحق بأسطولها تسع طائرات من طراز دوغلاس دي سي-3 بسعة ثمانية وعشرين مقعداً.
وبدأت الخطوط السودانية، رحلاتها إلى العالمية بتشغيلٍ مُشتركٍ لطائرة من طراز فايكاونت فيكرز إلى لندن عبر القاهرة وأثينا وروما. وفي أوائل الستينيات تمّت إضافة سبع طائرات فوكر27 للعمل على الخُطُوط الداخلية التي تشهد زحاماً وعلى الخطوط الإقليمية، وكانت محطات سودانير في ذلك الوقت الظهران والبحرين وجدة وعدن عبر أسمرا وأديس أبابا ونيروبي وعنتيبي وإنجمينا والقاهرة ومنها إلى بيروت، وكانت تسيِّر خطاً إلى الأقصر استمر لفترة بسيطة.
وكانت طائرات دي هافلاند كوميت سي -4 أول طائرة نفّاثة انضمت لتخدم عُملاء الشركة على الخطوط الدولية مثل خط لندن والقاهرة وبيروت.
وبعد توقُّف طائرات الكوميت عالمياً عن الخدمة، تمّ استبدالها في السبعينيات بأسطولٍ حديث من طائرات بوينغ الأمريكية من طرازي بوينغ 707 وبوينغ 737 – 200.. ازداد عدد المحطات الدولية بين قارات العالم، حيث شملت محطات في أفريقيا (أديس أبابا – كانو – نيروبي – لاغوس وأسمرا)، وآسيا والشرق الأوسط (بيروت – بغداد – دمشق – القاهرة – صنعاء – جدة – الرياض – أبوظبي – مسقط والكويت)، وأوروبا (لندن – باريس – فرانكفورت – روما وأثينا).
وفي بداية التسعينيات، تم تزويد الخُطُوط الجوية السودانية بأُسطول من طائرات ايرباص الأوروبية، كانت أولى طائرات ايرباص التي انضمت للخطوط الجوية السودانية، هي طائرة ايرباص ايه 310 وايرباص ايه 320. وبعد سنواتٍ قليلةٍ انضمّت الايرباص ايه 300. وزاد عدد الوجهات بين القارات لتشمل إسطنبول – عمان بالأردن – الشارقة – دبي – العين والدوحة.
وتسعى الآن الخُطُوط الجوية السودانية للنهوض وتقويم مسيرتها لتكون في مَصَاف الخُطُوط العالمية من جديد من خلال الاتّصالات التي تُجريها الشركة السودانية مع الحكومة للإيفاء بالوعود التي تلقّتها منها لتمويلها بمبلغ 110 ملايين دولار من بنك التنمية الإسلامي لإعادة سيرتها الأولى.
وبحسب الصيحة قال المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية ياسر تيمو في تصريح إنّ الوعود التي تلقّتها الشركة من بنك التنمية الإسلامي بمبلغ 110 ملايين دولار وذلك في حال الالتزام بسداد الديون السابقة والتي لا تتجاوز الخمسين مليون دولار، مُضيفاً أنّ الأيام المُقبلة ستحمل الكثير فيما يتعلّق باستئناف حركة الطيران ونقل المُعتمرين والحجاج، وأن هناك ترتيبات تتم من أجل ذلك، وأنّ الشركة تَعمل جاهدةً للمُحافظة على وضعها في سوق الطيران والمُتابعة مع عددٍ من الجهات داخل وخارج السودان، وقد أبدى عدد من الجهات استعدادها لدعم الشركة وتوفير العُملات الأجنبية لمُقابلة احتياجات الصيانة من أجل الخُرُوج من أزمتها.
والجدير بالذكر أنّ الخُطُوط الجوية السودانية كانت تقوم بتشغيل رحلات مجدولة أسبوعية من مطار بورتسودان الدولي الجديد إلى وجهات دولية مثل جدة والقاهرة.
يضم الأسطول الحالي للخطوط الجوية السودانية، ثلاث طائرات من ايرباص إيه 300 وطائرتين من طراز ايرباص إيه 310 وطائرة من طراز ايرباص إيه 320 انضمّت مُؤخّراً للخدمة، وخمس طائرات من طراز فوكرز 50. كما تمتلك طائرة من طراز بوينغ 707 مُجهّزة لأغراض الشحن الجوي. وتتم الاستعانة ببعض الطائرات المُؤجّرة عند الضرورة.
وتشير إلى أنّ شركة الخطوط الجوية السودانية مرّت بعملية هيكلة في العام 2017م، حيث تم تكوين مجموعة عمل لإعادة تنظيمها وهيكلتها، ضمّت 14 خبيراً من مُختلف التّخصُّصات، بهدف دراسة وتحليل الوضع في الشركة وتحديد نقاط القوة والضعف وحصر الاحتياجات، وهناك مديونية على الشركة تعمل على سدادها، فهي حالياً تسيِّر رحلات إلى القاهرة وجوبا فقط.
سونا