حيدر المكاشفي: مظاليم المخلوع

أثار الخبر الرئيس الذي انفردت به هذه الصحيفة (الجريدة) الصادرة أمس السبت،والذي يفيد ملخصه بأن الرئيس المخلوع أقر بالتهم الموجهة له وقال(أصابتنا دعوة المظلوم)،أثار موجة من التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي،وكان من الطبيعي أن يثير هذا الاعتراف الجهير بممارسة المخلوع للظلم هذا السيل من التعليقات،وحسنا فعل فالظلم الممنهج الذي وقع على خلق كثيرون من أهل السودان خلال السنين المتطاولة للنظام المندحر مما لا يمكن اخفاءه أو انكاره،والحقيقة أن المخلوع ليس وحده من مارس الظلم بل كل أركان نظامه الفاسد الظالم مارسوا الظلم بدرجات متفاوتة،بدءا ممن مارسه بدرجة مشير وتدرجا ونزولا حتى مرتبة من مارسه بصفة عضو لجنة شعبية (واذا كان رب البيت ظالما فشيمة أهل البيت الظلم)،ولهذا حق عليهم جميعا وعد الله الذي توعد الظالمين بسؤ الخاتمة،والغريب في هذا الاعتراف المتأخر للمخلوع أنه لم يتعظ ليكبح جماح نفسه الأمارة بالظلم،اذ أذكر أنه ذات مرضة شديدة له غادر بسببها للاستشفاء خارج البلاد كان وهو في حالة ضعف وخشية من الموت قد طلب من كل من ظلمه أو آذاه أن يغفر له ويعفو عنه،ولكن ما ان تنسم هواء العافية وتعافى من علته عاد لممارسة ضلاله القديم وظلمه المقيم..

نعم صدقت هذه المرة أيها المقلوع فدعوات المظاليم لن تروح سدى مهما تجبر الظالم وطغى ومهماتطاول الزمن،لأن المظاليم أصحاب حق وقضايا حقيقية وعادلة لن تموت ولن تندثر فالحق كما يقال قديم،وبالمقابل فان الظالم لن يهنأ فدعوات المظلومين له بالمرصاد ترفع للسماء كالشرارة ليس بينها وبين الله حجاب،يقول صلى الله عليه وسلم:(اتَّقوا دعوةَ المظلومِ فإنَّها تصعدُ إلى السَّماءِ كأنَّها شرارةٌ)،و(اتقوا دعوة المظلوم،وإن كان كافرًا،فإنه ليس دونها حجاب) وشدد عليه السلام على أن دعوة المظلوم مستجابة ولو بعد حين فقال:(اتَّقُوا دَعْوَةَ المَظْلومِ فإنَّها تُحْمَلُ على الغَمامِ).

يقولُ الله عزَّ وجلَّ:وعزَّتي وجَلالِي لَأنْصُرَنَّكِ ولَوْ بعدَ حِينٍ).ولكنك ورهطك من الظلمة والفسدة ورغم ادعاءات مشروعكم الحضاري الزائف الضلالي وتمشدقكم بالاحتكام لشرع الله،الا أنكم في واقع الحال كنتم تعصون الله وتقارفون حرماته وحرامه ولا تنتهون من نواهيه،ثم للعجب بعد كل هذا يخرج علينا من يحدثنا عن (الزود عن شرع الله) أي شرع هذا أيها الضلالي،ان الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي(يا عبادي إني قد حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي،وجعلتُه محرَّمًا بينكم فلا تظَالموا)،وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم(إنَّ المفلسَ من أمَّتي،يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ،ويأتي قد شتم هذا،وقذف هذا،وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا،وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه.فإن فَنِيَتْ حسناته،قبل أن يقضيَ ما عليه،أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه. ثمَّ طُرِح في النَّارِ)

فانظروا أنتم وانتظروا حسابكم يا من سفكتم ليس نفسا واحدة بل ولغتم في دماء الالاف وأكلتم ليس مال أحد ولا عشرة ولا ألف بل مال أمة بأجمعها بعد أن غركم تقلبكم في الظلم علوًا وتكبرًا وإفسادا ولكن الله يمهل ولا يهمل..

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.