رسالة من قبل أربعة عشر سنة تكشف المثير عن تفكير وكيل وزارة الخارجية الجديد

أثار تعيين السفير عبد الغني وكيلاً لوزارة الخارجية الكثير من الأحاديث والجدل على الرغم من أنه من صلب الوزارة وتدرج في الوظائف ولديه مؤهلات أكاديمية علاوة على انجازات كبرى تمثلت في اعفاء ديون ضخمة على السودان .. وبالرغم من أن هناك الكثيرين الذين نالوا ذلك الشرف كوكلاء للوزارة سواء كانوا من (أولادها) أو من غير أسرتها لدواعي التمكين ولكن بالكاد أن يتذكر أحد اسمائهم إذا استثنينا عدداً باصابع اليد الواحدة .. هذه الرمية كما يقول الرائع والمبدع البوني رد الله غربته لكتابة أعمدته لابد منها قبل أن أخوض في موضوع معرفتي بالوكيل الجديد لوزارة الخارجية السفير المثال للسفراء أو كما يجب أن يكونوا .. وفي ذلك قصة جمعتني وادخلتني دائرة الجدل الذي صاحب تعيينه وأنا العبد الفقير لله الذي يمشي في مناكب الأرض جنب (الحيطة) قاصداً تمكين رسالة التثقيف والترسيخ لكل ما يهم المجتمع من خلال شركة خاصة وبمجهود شخصي أي بالعربي لست دبلوماسياً أو سياسياً وبالتأكيد غير مسؤول في أي حكومة اتحادية أو ولائية .. في عام 2001م وبلادنا تمر بحقبة تعاني فيها من العزلة والضغوط الدولية لاخضاعها وعلى استحياء العمل على اسقاطها جرت أحداث هذه القصة كانت شركة تلمسان الكندية شريك أصيل في إنتاج النفط في بلادنا وكانت تتعرض لضغوط دولية للانسحاب من السودان ورأيت أنها سانحة لاختراق الكنديين في معقلهم وتكوين رأي عام في كندا عن الوجه السمح عن السودان من خلال إقامة أسبوع ثقافي شعبي اجتماعي فني يعكس طبيعة هذا الشعب الجميل وأخذت الفكرة إلى أحد المسؤولين في شركة تلسمان الكندية بالخرطوم وهالني ما وجدته من ترحيب وحماس خاصة أن هنالك ضغوطات يمارسها المجتمع الدولي لخروج شركة تلمسان من السودان .. قال المسؤول لاشك إن تشكيل رأي عام في كندا عن السودان قد يستقطب دعماً للشركة من الكنديين ربما يخفف الضغوط الدولية عليهما .. كانت الخطوة التالية كيف الوصول إلى سفارتنا في كندا بعد مجهودات تواصلت مع سفارة السودان في (أوتاوا) عبر السيد مدير إدارة الشؤون الأمريكية العربية بكندا السيد مازن شعيب المدير التنفيذي والذي كان ترحيبه كبيراً بهذه الخطوة وثمن هذا المجهود بل إضافة أن القائم بالأعمال بسفارة السودان السفير عبد الغني النعيم رجل خلوق ومتجاوب وفاعل وحريص على تبني مثل هذه الأفكار التي هي من صميم عمله ورسالته وتم الاتصال بالسفير عبد الغني وحقيقة دهشت وسررت لهذه الروح الوطنية التي تتحلي بالمسؤولية والادراك والفهم لدور التحرك الشعبي في انجاح مثل هذه المبادرات وكان دائماً التواصل معي ومحاولة المساعدة من على البعد لانجاح هذه المبادرة التي كان من الممكن أن تؤتي أكلها لولا الضغوطات الكبيرة التي مورست على شركة تلمسان لبيع حصتها وترك السودان وقد كان .. ومن ثم فقدنا الراعي الداعم لهذه المبادرة .. لكن رغم ذلك فقد سرني كثيراً ذلك الوعي والفهم للسفير عبد الغني النعيم وإيمانه بدور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في القيام بأدوار لا تقل أهمية عن دور الدبلوماسية الرسمية ذلك فهم متقدم وحضاري يعكس شخصيته وروحه المنفتحة .. لهذا كانت فرحتي لا توصف بالرغم من أننا لم نلتق وجهاً لوجه حتى هذه اللحظة إذن كان خبر تعيينه وكيلاً لوزارة الخارجية أسعدني لانه صادف أهله إنني لواثق بأن عهده سوف يمثل نقلة كبيرة لدور وزارة الخارجية في قيادة سياستنا الخارجية الى بر الامان ما دام هنالك رجل بمثل هذه المواصفات على قمة وزارة الخارجية .. وتبقى الرسالة التي كتبها لي في عام 2001م من كندا خير شاهد ودليل على ذلك.
والله من وراء القصد

الوان

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.