الفاتح جبرا : جابت ليها كضب

لأننا لا نعرف (اللف والدوران) والدغمسة (على قول الرئيس المخلوع) وبنقول للأعور (أعور في عينو) فقد قلناها من (قولة تيت) بأن المجلس العسكري الانتقالي (بنسختيه) هو مجلس (كيزاني) من أهدافه غير المعلنة (بالطبع) تجنيب رموز النظام المدحورالمساءلة وإعطائهم الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم بهدوء من خلال المراوغة في تسليم السلطة، بل العمل على وضع (العقد) في المنشار متى ما كان ذلك ممكناً لمنحهم المزيد من الوقت للاختباء وتنظيم الصفوف وبالطبع سوف يجدونها فرصة لمخارجة الأموال (المنهوبة) وبيع الأصول والممتلكات و(فتلها) ومن ثم الهروب الكبير وهذا شيء واضح وما عاوز ليهو (كلام).

قال لي جاري (الحاج عوض) وهو في حالة من الغضب :
• قصة عجيبة والله .. كمان جابت ليها (كضب)؟
• بالراحة يا حاج ما تزعل كده إنتا راجل عندك السكري والضغط !
• ما أزعل شنو؟ خد هاك أقرأ الكلام ده؛
وأعطاني الحاج الصحيفة التي كان ممسكاً بها وتعالوا نقرأ (الخبر) معا ً:
“نفى مدير عام السجون في السودان إطلاق سراح العباس البشير، شقيق الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، لأنه لم يكن موقوفا أصلا لديهم وقال: “لم نُطلق سراح العباس شقيق الرئيس المخلوع لأنه لم يأتِ إلينا أصلاً” !

التفت إليَّ الحاج مندهشاً فقلت له:
• المشكلة يا حاج طيب وين؟ ناس السجون قالو أساسا ما جاهم؟!
نظر إليَّ الحاج متسائلاً في حسرة واضحة:
• يا أستاذ ما جاهم كيف إذا المتحدث باسم المجلس صرح قبل كده إنو أخوان البشير الإتنين (عبدالله والعباس) مقبوضين وفي كوبر !

قلت للحاج:
• والله فعلا أنا سمعتا الفريق (كباشي) ده شوفتو بي عيوني ديل وسمعتو بي أضاني دي إنو الاعتقالات جارية لرموز النظام المخلوع، ومن تدور حولهم شبهات الفساد وغيرهم من رموز النظام وإنو تم اعتقال شقيقََي البشير (عبد الله والعباس).
وهنا أدخل الحاج يده في جيب الجلابية (في عصبية واضحة) وأخرج لي نسخة من صحيفة (اليوم التالي) الصادرة (أول أمس الأحد) قائلاً:
• شوف يا أستاذ (العباس) القالو في كوبر ده هسه هو وين؟
وكان مانشيت الصحيفة الرئيس (بالأحمر) يقول:
• هروب شقيق البشير من سجن كوبر إلى تركيا !!

حيث جاء في الخبر:
(أفلح العباس حسن أحمد البشير، شقيق الرئيس المخلوع، في الهروب من الخرطوم إلى تركيا سراً. وذكر مصدر موثوق لـ(اليوم التالي)، أن العباس نجح في مغادرة معتقله في سجن كوبر بطريقة غامضة، وسافر إلى مدينة إسطنبول التركية عبر مطار الخرطوم، مستخدماً جواز سفره الأصلي، برغم أنه أودع السجن عقب خلع شقيقه من الرئاسة، ليشيع هروبه موجةً من التساؤلات حول الإجراءات المتبعة في التحفظ على رموز وقادة النظام السابق في سجن كوبر، حيث تم إسناد أمر الإشراف على حبسهم إلى إدارة السجن في الأيام الأولى التي أعقبت سقوط النظام السابق، قبل أن يعهد بحراستهم لقوة من جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بسبب اعتذار إدارة السجن عن القيام بتلك المهمة، متعللةً بأنها لم يسبق لها الإشراف على إدارة القسم المخصص للمعتقلين السياسيين) !

ما إن إنتهيت من قراءة الخبر حتى صاح في الحاج قائلاً:
• بالله ده إسمو كلام يا أستاذ ؟ (المجلس العسكري) قالوا مقبوض وفي كوبر … ومدير السجون قال الزول ده أساساً ما جاهم وما مقبوض … والجريدة قالت هرب وفي تركيا … أها أنا كمواطن (أصدق منو؟) !
• بسيطة أقول ليك … شوف يا حاج:
• إنتا كمواطن ومفروض يكون عندك (قمبور) و(ريالتك) صابة مفروض ما تشكك أبداً في رواية (كباشي) القال إنو الزول ده مقبوض .. وتصدق (كلام مدير السجون) القال إنو الزول ده (ما جاهم) وتحلف المصحف إنو كلام اليوم التالي صاح (إنو الزول ده في تركيا) .. وتمشي تسلم نفسك (التجاني الماحي ) طواااالي .

كسرة :
مليون حرامي (تقبضو) خمسة!! وكمان فيها دغمسة وعدم شفافية …. يا رااااااجل !!

كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.