هنيئا للمجلس العسكري ازالة المتاريس!

من تراه اقنع المجلس العسكري ان الناس قد جأروا بالشكوى والتذمر من تصرفات قوى الحرية والتغيير وربيبها تجمع المهنيين الذي يصر على تحطيم ما بناه من مجد نعترف انه وفق في انتزاعه ، دون الاخرين ، جراء اقتناصه اللحظة التاريخية المواتية لتحريك الشارع المشتعل غيظا من الازمة الاقتصادية الطاحنة؟
> من تراه اقنع المجلس بأن السيل قد بلغ الزبى وان الروح قد بلغت الحلقوم من تصرفات قوى الحرية والتغيير التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء حين ظنت ان حلم المجلس العسكري وصبره الجميل على تطاولها وغطرستها وممارساتها الاقصائية ينم عن ضعف وعجز اغراها بتحديه والاستخفاف به والنيل من كرامته ورجولته بل وتهديده بانه سيواجه مصير البشير اذا لم يذعن صاغرا لارادتها ولم يقم بتسليمها وبصورة فورية السلطة المطلقة؟!

 

نحمد الله تعالى أن المجلس العسكري قد اقتنع اخيرا بما ظللنا ندندن حوله ، فإن تأتي متأخرا خير من الا تأتي ، ولقد سعدت وسعدت الجماهير ، والله العظيم ، من قرار المجلس بفتح الشوارع وازالة المتاريس وانهاء عبث شباب قوى الحرية والتغيير الذين ظلوا منذ نحو شهر يغلقون الشوارع الرئيسية والكباري بل وخطوط السكة حديد ويوقفون العربات ويفتشونها ويسائلون كبار ضباط القوات المسلحة ويطاردون ويسيئون الى من هم في اعمار آبائهم وامهاتهم من الرجال والنساء بعد ان منحتهم قوى الحرية والتغيير تلك السلطة التي ظلوا يمارسونها لابتزاز المجلس العسكري حتى يرضخ ويستكين لمطالبهم المستحيلة.
> لو كان للمجلس العسكري مؤسسات استطلاع رأي عام لكان قد علم منذ الايام الاولى بعد سقوط النظام السابق مقدار ضيق الشعب وتبرمه من تلك الممارسات الاستفزازية البغيضة بل لو تحلت قوى الحرية والتغيير بادنى درجات الذكاء السياسي والمسؤولية الاخلاقية تجاه الشعب الذي زعمت زورا وبهتانا انها ممثله الشرعي وناطقه الرسمي لما اقدمت على تلك الافعال الشنيعة التي تضيق على الناس حياتهم وتهدر اوقاتهم وتلحق بهم الاذى ، فتخيلوا بربكم ما يمكن ان يحدث لمريض في حالة صحية سيئة يطلب الاستشفاء ويغلق الشارع امامه الساعات الطوال.

 

وافق المجلس العسكري من اول يوم وبكرم حاتمي على استمرار اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة رغم ما في ذلك من انتقاص لهيبة المؤسسة العسكرية في اعظم مؤسساتها وفي رمز عزها وشرفها ولكن سرعان ما انتقلت تلك الممارسات الخرقاء الى اغلاق الشوارع والكباري وخطوط السكة حديد الناقلة للسلع الاستراتيجية الى اطراف السودان والى الاعتداء على المؤسسات والافراد وباتت قوى الحرية والتغيير تستخدم تلك الوسائل اللا أخلاقية للضغط على المجلس العسكري وما ان يحدث خلاف حول أية قضية سياسية مطروحة حتى تصدر التوجيهات الى الشباب والصبية للتحرك نحو الشارع ظنا منها ان ذلك كفيل بارغام المجلس العسكري على الرضوخ لمطالبها ولا اظن هناك كذبة انطلت على الناس وعلى اصحابها حتى صدقوها اكبر من تلك التي اوهموا بها الكثيرين ان اغلاق الشوارع واقامة المتاريس احال المجلس العسكري الى نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر بينما حول قوى الحرية والتغيير الى اسد هصور ما ان يزأر حتى يرتجف المجلس ويرتعد ويستجيب صاغرا!

> لعله من الغرائب والعجائب ان يكون استخدام المتاريس احد الوسائل المحببة لدى الشيوعيين منذ سيطرتهم على النظام المايوي ولا نزال نذكر نداءآت فاروق ابوعيسى للرفاق باقامة المتاريس في الايام الاولى للنظام المايوي مثلما اشتهر البعثيون (بشخبطة) جدر المباني ليلا!
> باستخدام المجلس العسكري (العين الحمراء) اخيرا وتجريد قوى الحرية والتغيير من سلاحهم الوحيد والكذوب تكون الكرة قد انتقلت الى ملعبهم وعلموا انهم هم النعامة الربداء سيما وان اعتصام القيادة العامة لم يعد يشكل اي ضغط حتى لو استمر مئة عام طالما ان المعتصمين ملتزمون بالقانون ومعلوم انه من غير المسموح باي تجاوزات او خروج على مبدأ السلمية الذي رفع شعارا للمتظاهرين حتى لا تتكرر غضبة المجلس العسكري التي فتحت الشوارع والكباري واعادت الى الدولة شيئا من هيبتها المنقوصة.

> هناك سلاح اخر هزيل هددت به قوى الحرية والتغيير يتمثل في الاضراب او العصيان المدني واعلم يقينا انهم ما رفعوه الا للتخويف وهم يعلمون تماما انه سيمنى بالفشل الذريع ذلك ان صورة قوى الحرية والتغيير اهتزت بصورة مريعة سيما بعد الخلافات التي عصفت بين مكوناتها خاصة حول الوثيقة الدستورية وتشكيل مكتبها القيادي واهم من ذلك فان الروح الاقصائية التي يصرون على ابدائها تجاه المكونات السياسية الاخرى اظهرتهم بمظهر الطماع والشره الباحث عن المكاسب الحزبية والشخصية الرخيصة ولا اظنهم استطاعوا ، رغم اعلام (العربان) الفضائي المساند لهم بالليل والنهار والمتخصص في نقل انشطتهم من ميدان الاعتصام بصورة مباشرة ، لم يستطيعوا اقناع الشعب انهم جديرون بتمثيله فصور الفيديو واحاديث بعض الشباب والشابات الخارجة على قيم وتقاليد المجتمع السوداني المسلم وبعض السلوكيات الشاذة داخل ساحة اعتصام القيادة العامة ومبيت الفتيات بعيدا عن اسرهن وغير ذلك كثير مما تم تداوله عبر الوسائط بشكل كثيف ، مثل صدمة لغالب الاسر السودانية وهذا لا ينفي ان هناك كثيرا من الاتقياء الانقياء ولكن ذلك القليل الشاذ خصم الكثير من صورة ميدان الاعتصام ومن يديرون امره.

ليت الناس رأوا او سمعوا حديث الشيوعي محمد يوسف زعيم تجمع المهنيين في ميدان القيادة العامة امس والذي يفقع المرارة ويفري الكبد مما ساتناوله في مقال اخر ان شاء الله.
> ثمة نقطة جديرة بالذكر هنا تتمثل في غياب مراكز الدراسات واستطلاع الرأي لمعرفة حقيقة ما يجري في ميدان اعتصام القيادة العامة وكم هو العدد رجالا ونساء وفي مختلف الاوقات وكم تبلغ نسبة المسيسين الذين يقودون ويوظفون الحراك لتحقيق اجندتهم السياسية وكم نسبة اصحاب تزجية وقت الفراغ؟!
> اقول هذا وانا اعلم ان شارع النيل قبل اشتعال الثورة ، خاصة حول برج الاتصالات ، كان ملتقى اجتماعيا يضم الاف الناس يوميا تقريبا.
> بعد الثورة تحول ملتقى شارع النيل الى ميدان القيادة العامة مع فارق كبير هو ان ميدان القيادة العامة مهيأ بشكل افضل تشجيعا من نشطاء وممولي(صابنها) بالداخل وربما الخارج الذين وفروا – لا ادري من اين – ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وتطرب الاسماع ، بمعنى توافر الاكل والشرب و(الاسكراتشات) المجانية وربما السجاير والتمباك والمطربين والمطربات.. كل ذلك وغيره من المشهيات بالمجااااااان!
> فكم بالله عليكم من يأتون ، كاسر وافراد ، لمشاهدة ذلك البرنامج المسلي ليقضوا فيه وقتا ممتعا وكم الحضور من الفقراء والمساكين ومن طالبي الافطار والسحور الرمضاني وبالتالي كم هي نسبة المسيسين من ذلك العدد الكلي الذي يستخدم جميعه من قبل قوى الحرية والتغيير لتحقيق الاجندة والاهداف السياسية بالرغم من علمهم ان معظم هؤلاء الحضور لا ناقة لهم ولا جمل في ما يطرحه اولئك المنظمون من رؤى وافكار !!!
> للاسف فاننا مجتمع بدوي رعوي بقليل من الحداثة وبالتالي فانه يعاني من كثير من امراض البداوة ووالله اني لاعجب الا نسمع او نقرأ في اي يوم عن دراسة علمية لما يجري في ساحة الاعتصام من حيث اعمار المعتصمين ومستوياتهم الدراسية واتجاهاتهم السياسية.
> كان الله في عون السودان وهنيئا للشعب السوداني عودة الحياة الى طبيعتها وهنيئا لنائب رئيس المجلس العسكري الجنرال حميدتي الذي اشفقت عليه وعلى مصداقيته ان يعجز عن انجاز ما وعد به حين قال ثلاث مرات: (لا فوضى بعد اليوم).

 

الطيب مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.