في اليابان رئيس و14 وزيراً، الصين رئيس و15 وزيرا وفي السودان 36 وزير من منازلهم

في اليابان رئيس و14 وزيراً، الصين رئيس و15 وزيرا، بريطانيا رئيس و21 وزيراً، الولايات المتحدة الأمريكية رئيس ونائب رئيس و13 وزيراً، فرنسا رئيس و22 وزيراً.

وكما ترون كلها دول متخلفة وفقيرة وتشكو لطوب الأرض من خلل في ميزانياتها. لذا اكتفت بهذه الأعداد القليلة من الوزراء لأنها لا تستطيع أن تصرف على الوزراء فالوزير يحتاج مكتباً ومدير مكتب وسكرتارية وحرساً خاصاُ وكل واحد من حاشية الوزير هؤلاء يحتاج سيارة لا تقل عن سيارات اتحاد الطلاب ووقودها وكل واحد من هؤلاء يحتاج مكتباً مؤثثاً أثاثاً جديداً ولا يقبل بأثاث الذي قبله.

لهذه الأسباب رأت الدول المتخلفة أعلاه أن تقلل عدد الوزراء. وتقليل عدد الوزراء هو أول مؤشرات تقليل الصرف الحكومي وإذا لم تفعل الدول المتخلفة أعلاه تقليل الإنفاق الحكومي لن تحترمها شعوبها وستعتبرها إما عاجزة أو كذابة ومراوغة.

دولتنا متفردة في التوظيف السياسي والذي يسمونه تحت تحت ترضيات سياسية وهي حيلة لا تنطلي على الكثيرين إذ أن المسترضيين دائمًا لا وزن لهم ولا يعرفون قواعدهم التي يتكسبون بها وهي ما عادت تعرفهم ولكن قسم الله لهم من يسمعونه ويسمع ويرجف من أي ضغط ويظل يقسم في السلطة والتي هي الثروة.

بالله هسه فلان دا الوراه منو؟ وعندو شنو؟

طيب بما أن الله ابتلانا فلا نسأله رد القضاء ولكن نسأله اللطف. قبلنا 36 وزير دولة. وكلمة وزير دولة تقابلها في اللغة كلمة واحدة فقط هي ترضية. ولا يشك واحد من هؤلاء الوزراء الـ 36 في أن هذا التعيين مجرد مجاملة ولا ينتظره عمل ذو بال فقط ليأكل عيشه من هنا.

إذا صح افتراضنا، وهو صحيح ولكن هذا من باب التواضع وإفساح المجال للرأي الآخر ليجد مدخلاً إن أراد، قبلنا ولكن نرجو أن لا يرهقوا ميزانية هذه الدولة المرهقة أصلاً بتبعاتهم من مدير مكتب وسكرتارية وحرس ونثريات وسيارات ووقودها فأرجو أن يكونوا وزراء من منازلهم تصرف لهم مرتباتهم فقط مع سيارة فخمة ووقودها علينا وكفى الله خزينة الدولة الخراب.

طبعاً لا يتوقع أحد أن تتراجع رئاسة الجمهورية عن مراسيمها بين يوم وليلة حتى لو كتبت كل الصحف مستنكرة وزراء الدولة الستة والثلاثين ولكننا نريدها أن تكف هؤلاء 36 وزيراً مؤونة الحياة بأن تقول لهم بارك الله فيكم خذوا رواتبكم وابقوا في بيوتكم وكتر خيركم ولحدي هنا كفاية لا في مكاتب ولا سكرتاريات ولا حرس ولا هيلمانه انتو عارفين الشغلانة كلها مجاملات.

قبل سنوات كتبت: إذا استمر حال الاستوزار على هذا المنوال سيأتي يوم يجتمع فيه مجلس الوزراء في الساحة الخضراء.

د. أحمد المصطفى إبراهيم
صحيفة الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.