لهذه الأسباب.. لا يجب التسرع في اقتناء هواتف الجيل الخامس

حتى مع دخول شبكات الجيل الخامس حيّز التنفيذ فإنه من الذكاء التريّث وانتظار ظهور مزيد من التطورات على مستوى هواتف الجيل الخامس قبل التسرع في شراء أحدها.

يذكر الكاتب أندرو وليامز، في تقرير نشرته مجلة “وايرد” في نسختها البريطانية أن هواتف الجيل الخامس باتت جاهزة بما في ذلك هاتف “وان بلس 7 برو” و”سامسونغ غلاكسي إس10″ و”أوبو رينو” و”شاومي مي ميكس 3″ و”أل جي في 50″.

وتشبه هذه الهواتف إلى حد بعيد الإصدارات الأخيرة من هواتف الجيل الرابع، حيث تتميز بتعديلات على غرار وجود شاشة أكبر تُستخدم حجة لتبرير التكلفة المضافة.

 

ضاف الكاتب أن هواتف الجيل الخامس تقدّم في الوقت الراهن لمحة سريعة عن التقدم الذي أحرزته هذه الخدمة، وعلى الرغم من أنها ما زالت في أولى مراحل تطوّرها، فإن هذا التطور يتجسد من خلال عدة طرق مختلفة.

وأوضح أن نطاقات ترخيص شبكات الهاتف من الطيف الترددي، التي تنقل عبرها خدمات الإنترنت بالهاتف المحمول تُباع في المزاد العلني مقابل مبالغ طائلة تصل إلى مئات ملايين الدولارات.

وعلى سبيل المثال دفعت شركة الاتصالات البريطانية العملاقة “إي إي” مبلغا يزيد على ثلاثمئة مليون جنيه إسترليني مقابل أربعين ميغاهيرتزا من النطاق 3.4 غيغاهرتزات، وعند الإطلاق، ستستخدم خدمات شبكة الجيل الخامس لشبكات الخلوي هذا النطاق.

 

ومن الناحية التسويقية، تبدو شبكة الجيل الخامس بمثابة التحفة الفنية التي من شأنها أن تسهم في حل جميع المشاكل المتعلقة بالنطاق الترددي التي واجهتها شبكات الجيل الرابع. ومع ذلك، لن يتحقق هذا الأمر ببساطة عن طريق استخدام شرائح من النطاق 3.4 غيغاهيرتزات.

الحاجة إلى مزيد من الهوائيات
وتقوم هوائيات الجيل الخامس لشبكات الخلوي أيضا على تقنية “ميمو” الضخمة أو ما يعرف بالناقل متعدد المدخلات والمخرجات، المسؤول عن الارتفاع الهائل في عدد الأجهزة المتصلة.

وعلى الرغم من هذا التقدّم الملحوظ، فإن الانخفاض في طول الموجة من نطاقات الجيل الخامس يعني أيضا انخفاض النطاق لكل جهاز إرسال، لذلك هناك حاجة إلى إنشاء مزيد من مجموعات الهوائيات الأصغر حجما في كل مكان. وفي الأثناء، ستقتصر إشارة الجيل الخامس على جيوب صغيرة في مدن محيطة بالمملكة المتحدة.

 

ونوّه الكاتب بأن إنشاء البنية التحتية المطلوبة سيستغرق سنوات، ومن المرجح أن يشهد تباطؤا بسبب احتجاجات أولئك الذين يصدّقون الادعاءات الواهية التي تفيد بأن شبكة الجيل الخامس بصدد هدر أدمغتها تدريجيا.

كما تثير فكرة أن شركة هواوي تلعب دورا في إعداد هذه الشبكة بالمملكة المتحدة، غضب كثيرين. وتجدر الإشارة إلى أن هواوي سبق أن سجلت حضورها بالفعل في البنية التحتية لكل من الجيلين الثالث والرابع بقطع النظر عن شروع مجموعة “بي تي” البريطانية وشركة “إي إي” حاليا في إزالة معدات هواوي.

 

الإشارة لا تعد ممتازة بعد
بعيدا عن النقاط الساخنة، من المحتمل أن يشهد الجميع سرعات مشابهة لشبكة الجيل الرابع في معظم الأماكن بما في ذلك في وسط لندن، على امتداد فترة زمنية معينة حتى في حال أظهر هاتفك أنك متصل بشبكة الجيل الخامس.

وأضاف الكاتب أن هناك مشكلة أخرى تواجه هواتف الجيل الخامس، حيث تعتمد سرعتها على موجات راديو ملليمترية عالية، يُطلق عليها اسم “أم أم ويف”، إلا أن شبكات الهاتف غير قادرة على الولوج إليها حتى الآن. ويشير ذلك بشكل أساسي إلى موجات تردد يبلغ نطاقها 28 غيغاهرتزا، وهي ترددات عالية للغاية بحيث يقع اختزال طول موجة الإشارة إلى ملليمتر واحد، عوضا عن تسعين ملليمترا كما هي حال تردد إشارة شبكة الجيل الرابع الحالية التي تبلغ 3.4 غيغاهرتزات.

 

وتجدر الإشارة إلى أن موجة “أم أم ويف” ستوفر السرعة الحقيقية المذهلة لشبكة الجيل الخامس بمجرد أن يبدأ كثير من الأشخاص في استخدامها. وعلى الرغم من ذلك، تواجه الترددات العالية صعوبة في اختراق الجدران، وفي حال أتاحت الهيئة التنظيمية للاتصالات “أوفكوم” الوصول إلى نطاق تردد يبلغ 26 غيغاهرتزا، ستنتشر هوائيات شبكة الجيل الخامس في كل مكان، على غرار محطة الحافلات، وتحت عربات التسوق.

بعبارة أخرى، من المحتمل أن تصبح الهوائيات غير مرئية، كما هي الحال مع أجهزة التوجيه المثبتة على أسقف جميع محطات المترو في لندن. وفي الوقت الذي تعتبر فيه شبكة الجيل الخامس ذات أهمية بالغة، تعد في الآن ذاته عملية طويلة.

 

تكلفة البيانات مرتفعة للغاية
ونوّه الكاتب بأن البيانات تُعد أكبر مشكلة سيواجهها مستخدمو الهواتف التي تعتمد على شبكة الجيل الخامس، فعلى سبيل المثل تبلغ قيمة عقد التمتع ببيانات بحجم 120 غيغابايتا من شركة الاتصالات البريطانية العملاقة بي بي 79 جنيها إسترلينيا، وهذه التكلفة تعد عالية بالنسبة لمعظم المستخدمين.

ولكن في ظل المميزات التي تتيحها شبكة الجيل الخامس -مثل تراجع زمن الانتظار والسرعة العالية- سيظل مقدار البيانات التي تستخدمها عائقا.

ويشير الكاتب إلى أنه من المرجح أن يكون عام 2019 هو العام الرسمي لانطلاق شبكة الجيل الخامس، لكن التبني الجماعي لهذه الشبكة فسيكون على الأغلب في عام 2020 أو 2021.

 

الجزيرة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.