ما بين ظلام وعطش ذبلت حياة سكان مربع (2) بالفيحاء

شكا عدد من سكان الفيحاء مربع (2) الدرجة الأولى بشرق النيل من القطوعات اليومية والمتكررة للكهرباء في الفترة المسائية، حيث أوضح سكان الحي أنهم متى ما جاءت الساعة التاسعة يقومون بإغلاق أجهزتهم الكهربائية وينتظرون انقطاع التيار الكهربائي الذي انتظم توقيت انقطاعه، وأصبحوا متأهبين لتدارك البدائل من شموع و(هبابات) إسعافية للأطفال، لأن الأمر يتكرر بصورة يومية، فالتاسعة والنصف أصبحت هاجساً للكل خاصة الطلاب، وكبار السن، يعيشون عتمة الليل وحرارة الجو لساعتين وأحياناً لثلاث ساعات ترقباً (لفترة السماح) والانفراج الذي يكون لفترة بسيطة أو لسويعات ليتكرر الانقطاع مرة أخرى مكدراً صفو نعاس الأطفال متضامناً مع رفيقته المياه التي تجاريها في الغياب على طريقة (غيب وتعال تلقانا مساهرين من الحر والعطش).

(الصيحة) زارت الحى ووقفت على الوضع على الطبيعة والتقت بعدد من سكان الحي، حيث أفاد المواطن عاصم محمد بأنه كان سعيدًا عندما استطاع إكمال بناء منزله والإقامة فيه، ولكنه تفاجأ بالوضع السيئ للإمداد الكهربائي والمائي حيث أوضح (للصيحة) قائلاً: إنني ومنذ ستة أشهر هي فترة سكني في هذا الحي أعاني من انقطاع المياه والكهرباء، مضيفاً: فبعد يوم مرهق من العمل نمني أنفسنا ببعض الراحة بمنازلنا ولكن تأبى الكهرباء والمياه إلا أن تحرمنا من أبسط حقوقنا لنظل مرابطين حتى الساعات الأولى من الصباح في انتظار المياه والتي غالباً لا تأتي وإن أتت فلا تجد الكهرباء (لتشغيل الموتور)، لقد فكرت جدياً في الانتقال من الحي رغم حزني على منزلي الذي سكبت فيه العرق والدموع حتى أراه بالصورة التي هو عليها الآن لكن الكهرباء والمياه حرمتني من الاستمتاع ببيتي والعيش فيه.

أما المغترب حمد النيل صالح الذي جاء لقضاء العطلة بالسودان فقد قال: والله ندمت غاية الندم بأنني اشتريت قطعة في هذه المنطقة التي حسنها لي الكثيرون قبل أن أقوم بالشراء ولكن تفاجأت تماماً بالمستوى المتدني في الخدمات أولاً على مستوى الكهرباء الامداد سيئ جدًا ومتذبذب وما إن يحل المساء يصيبنا القلق والتوجس في انتظار أن تقطع الكهرباء لأن الانقطاع هذا يومي وقد حفظنا (مواعيدو)، أما المياه فلا نراها إلا نادرًا بعد منتصف الليل أو في الساعات الأولى من الصباح، أما المشكلة الكبرى التي يعاني منها الحي النفايات التي تملأ الطرقات والفسحات مستدركاً أن النفايات مشكلة ولاية الخرطوم الكبرى، وأضاف حمد النيل بأنه ذهب لمكتب كهرباء الفيحاء والتقى بالمنهدس المسؤول والذي قال له نعلم بهذه المشكلة وهي ناتجة من أن الأسلاك (تحتك) ببعضها البعض وأن هذا الاحتكاك يتسبب في انقطاع التيار، وقال إن المهندس قال له (لديكم حلين واحد صعب وآخر سهل) وأن السهل هو تغيير الأسلاك بأخرى (مكسية) وحتى الآن لم يحصل شيء رغم أنني ذهبت إليه قبل فترة طويلة.

ومن جهته عبر المواطن محمد مكي عن استيائه من هذا الوضع وقال (للصيحة): إنه سكن في هذه المنطقة منذ فترة طويلة ولكن عملية الانقطاع اليومى للكهرباء ازدادت من حوالي العامين، وأنهم مغلوبون على أمرهم حيث أوضح بأنه ذهب لمكتب كهرباء الفيحاء أكثر من مرة ولكن لا فائدة من ذهابه فالحال في حاله .

وعبرت أم أحمد عن قلقها الشديد من هذا الأمر حيث قالت إن مشكلة الكهرباء مشكلة كبيرة هذه الأيام وخاصة أن العام الدراسي قد بدأ ويحتاج الأبناء للاستذكار والمراجعة وأن الكهرباء (تقطع) في أوقات حرجة والناس في أشد الحاجة إليها، وزادت بالقول: نحن نسكن في شقق وهذه الأيام الجو ساخن جداً ففي بيوتنا المرضى وأصحاب الحساسية الذين لا يحتملون الحر، وناشدت أم أحمد المسؤولين حل مشكلة كهرباء مربع (2).

أما الشيخ نور الدين فقد قال: والله يا لا أدري ماذا أقول لك، بالمساء نعاني من انقطاع الكهرباء وبالنهار من انقطاع المياه، (الحكاية طولت) .. حسبي الله ونعم الوكيل.

وقال مصعب السيد أحد سكان الحي إنهم لم يتوصلوا لشيء مع مسؤولي مكتب الفيحاء، وهم الآن قاموا بكتابة شكوى وقع عليها كل سكان الحي بمن فيهم ضباط مركز أمن المجتمع الذي تقع مبانيه في نطاق مربع (2) والذي هو أيضاً يعانى من الانقطاع المتكرر للكهرباء، لتقديمها لرئيس اللجنة الشعبية بالحي للسعي من جهته لحل المشكلة .

ولمعرفة جذور المشكلة والوقوف على أبعادها ذهبت (الصيحة) لمكتب توزيع كهرباء الفيحاء، والتقت بالمهندس أحمد حامد مدير المكتب، وسألته عن المشكلة وأسبابها، وما هو حلها، وما هو الجهد الذي بذل لحلها، اعتذر الباشمهندس أحمد بلطف وقال إنه لا يستطيع الخوض في التفاصيل، ولكنه وعد بأن المشكلة سوف تحل اليوم الخميس.

(زووم) اتصلت بمدير الإدارة العامة لتوزيع الخرطوم المهندس عبد الرازق الذي نفى وجود برمجة في القطوعات وقال إن الخطوط اتسعت في شرق النيل عمومًا والعمل جارٍ على تحسينها ووعد بانتهاء مشكلة القطوعات قريباً.

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.