زهير السراج : القيادي بالحرية والتغيير !!

* لا أجد سببا واحدا يجعل قوى الحرية والتغيير تُخفى المعلومات عن المواطنين، وتتعامل معهم وكأنهم (عبيد) يجب ألا يتدخلوا فيما لا يعنيهم، ليس من حقهم سوى السمع والطاعة فقط. نفس الطريقة الاستعلائية التي كان يتعامل بها النظام البائد مع الشعب، ويعتبره مجرد (حمار) لا يساوى في نظره شيئا سوى وظيفة (جر الكارو) التي يؤديها، بدون ان يحصل حتى على الغذاء الذى يعينه على القيام بها .. ولو تجرأ على الوقوف بعض الوقت للراحة، كان مصيره الضرب واللعنات.

 

* هل هذه هي الطريقة التي تتعامل بها قوى الحرية والتغيير مع الجماهير الصابرة الثائرة التي قادت الثورة وقدمت أغلى التضحيات، وأتاحت للكثيرين الصعود على أكتافها، لا يشغلهم شاغل سوى الظهور في أجهزة الاعلام بمساعدة أصدقائهم العاملين بها سعيا وراء نجومية زائفة، لا يدركون من فرط تهافتهم عليها أنها قريبا ستنقشع عندما تحين لحظة العمل، وينتهى وقت الدق على الطبول الفارغة ؟!

 

* وليتهم يقولون شيئا مفيدا أو مفهوما، فمعظمهم لا يفقه شيئا، ولا يدرك حتى ماذا يجرى في المشهد السياسي العام، دعك من إدراك ما يجرى في دوائر اتخاذ القرار .. وعندما يجد نفسه واقفا او جالسا امام الكاميرا لا يجد ما يقول سوى تكرار ما سمعه في مقدمة النشرة أو الخبر، وبلغةٍ ركيكة في كثير من الأحيان تصيب المستمع والمذيع بالخجل !!

* مئات ممن يطلقوا على انفسهم صفة (القيادي بالحرية والتغيير) صار شغلهم الشاغل والوظيفة التي يؤدونها ويلهثوا وراءها، أن يطلوا علينا كل يوم بفضل والصداقات و(الشلليات) من خلال الاجهزة الاعلامية المحلية والعربية، بدون ان يكون لهم دور حقيقي او حتى مزيف في صناعة الأحداث أو معرفة ماذا يدور.. ولو سألت أحدهم عن محتوى الاتفاق السياسي او اعلان الحرية والتغيير أو حتى مكونات قوى الحرية التغيير لظهرت على وجهه كل مظاهر البله. كل المؤهلات التي ينعم بها هي الشلة التي تتيح له الظهور فتخلق منه بطلا وهميا في نظر نفسه فقط، تنقصه حتى المفردات اللغوية التي تؤهله للحديث، ومن المضحك أن بعضهم استبدل مقر سكنه بعربته حتى يكون قريبا من مقر القناة الاعلامية، فيستجب لنداء الحضور بأسرع ما يمكن قبل ان يحظى غيره بالفرصة !!

 

* أما الذين يعرفون، فإنهم يتعاملون مع الناس وكأنهم آلهة والناس عبيد لهم، فلا يدلون بشيء مفيد ويظلون يراوغون ويدورون وكأن الحقيقة ملك لهم وحدهم ، ليس من حق (الرعاع) الاطلاع عليها حتى لا يفسدوها فتظل ملكا حرا لهم يتصرفون فيها كما يريدون، مع أن الناس يعرفون كل شيء فليس ليس هنالك سر في السودان، ولكنهم يصرون على التعامل معهم بكل استعلائية واستخفاف .. وعندما تضيق بهم الضائقة، يدركون أهمية (الرعاع) الذين ظلوا يمارسون عليهم حب السيطرة وتفريغ العقد النفسية، فيلجؤون إليهم لإنقاذهم من السقوط، وتبدا جداول التصعيد الثوري في الظهور، وهم لا يدركون أن لكل شيء حدود .. ولولا بعض (الظروف غير الموضوعية) وإحساس الناس بوجود (عدو) مشترك لم يألفوه في الثورات السابقة، لتخلوا عنهم منذ وقت طويل !!

 

* مرة أخرى ومرات .. أطالب بنشر الاتفاقية في العلن قبل التوقيع عليها بوقت كافٍ، ويجب أن يطلع عليها الناس من مصدرها الأساسي، وليس من الشائعات وتسريبات الواتساب والفيس بوك، فالشعب الذى صنع الثورة، وهو الذى يجب أن يعرف كل تفاصيل ما يدور عنها في الخفاء، وهو الذى يجب أن يقرر في مصيره .. وليس أي شخص آخر مهما ظن أنه البطل الذى فعل كل شيء. غدا تتفرق قوى الحرية والتغيير ويذهب وكل حزب، وكل شخص الى حال سبيله ويبقى الشعب وحيدا يتحمل التبعات!!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.