مأمون أبو شيبة: جزائر وسنغال أوروبية.. وكورتنا في مستنقع شداد

* رغم إن قطوعات الكهرباء المزعجة في هذا البلد المنكوب حرمتنا من متابعة كل فعاليات بطولة الأمم الأفريقية بمصر إلا إننا تمكنا من متابعة مباراة النهائي، والحمد لله إنها أقيمت يوم الجمعة وهو اليوم الوحيد في الأسبوع الذي لا يشهد هذه القطوعات الفوضوية اليومية للكهرباء.

* قدم منتخبا الجزائر والسنغال مباراة نهائي حقيقية حافلة بالخطط والتكتيكات والفن الكروي والبذل والكفاح والعرق والدم.. ولم يقل المستوى الفني عن مستويات منتخبات الدول الأوروبية الكبيرة..
* تفوق المنتخب السنغالي يشكل ملحوظ ولكن نعتقد إن منتخب الجزائر استحق الكأس بعد أن حالفه الحظ في خطف هدف (استروبيا) مبكر ثم أدى محاربو الصحراء مباراة تكتيكية دفاعية متوازنة على مستوى عال لينجحوا في المحافظة على هدفهم الذهبي حتى صافرة النهاية والصعود لمنصة التتويج..
* عقب تتويج المنتخب الجزائري انتشرت الكرنفالات والأفراح في الكثير من دول العالم خاصة فرنسا التي تشكل فيها الجالية الجزائرية أكبر جالية أجنبية وتصل إلى 6 ملايين جزائري بخلاف الفرنسيين من اصل جزائري (مثل زين الدين زيدان) وقد شاهدنا عبر القنوات الحشود المليونية الجزائرية في دوران الشانزليه وحدائق برج ايفيل وإطلاق الألعاب النارية في السماء وكان فرنسا هي التي حققت البطولة!!

* عند تتويج المنتخب الجزائري تذكرنا السودان الذي أصبح نسياً منسياً في هذه المحافل الكبرى.. وتحسرنا للدرك السحيق الذي تهاوت فيه الكرة السودانية.. حتى تلاشت وأصبح السودان في ذيلية منتخبات المستوى الرابع وقد تفوقت عليه حتى منتخبات الجزر الأفريقية الصغيرة التي يقل عدد سكانها عن المليون!!
* في عقد الستينيات كان منتخب السودان مصنفاً مع منتخبات المستوى الأول وقد فزنا ببطولة الأمم عام 1970م في عهد الإداريين الفطاحلة والرجال الشرفاء بقيادة الدكتور عبدالحليم محمد الذي ترأس الاتحاد الأفريقي (كاف) عدة دورات..
* وبدأ تدهور الكرة السودانية منذ أن ابتلانا الله بأمثال الدكتور شداد الذي حفر لدكتور حليم لاسقاطه في انتخابات الكاف.. ووصلت الرياضة في السودان للدرك الأسفل بتدخلات السياسيين والحزب الحاكم البائد الذين اتوا لنا بإداريين المصالح والمنفعة الشخصية والذين لا علاقة لهم بالرياضة وكرة القدم.. مما أدى لتدهور البنيات الأساسية للرياضة وكرة القدم في السودان.

* واليوم تعيش الكرة السودانية في محنة بتواجد شداد وجيل الإداريين الخسيسين الجبناء من مشجعي نادي الهلال.. الذين لا هم لهم سوي إعدام بكري المدينة وضرب المريخ لتهيئة الجو لفريقهم الهلال كي يسيطر على الساحة المحلية!!
* شداد شخصية سادية متعجرفة يعادي الأشخاص ويمارس الديكتاتورية والتشفي في الرياضيين بعد أن أوهوموه بأنه العالم والعارف الوحيد في كرة القدم بالسودان وإنه الرجل القوي!! فأصبح مثل فرعون يعيث في الأرض فساداً معتقداً إنه مصلح.. حتى وصلت كرة القدم للدرك الذي نحن فيه اليوم..
* شداد يحارب المواهب بقراراته الديكتاتورية ويكفي معاداته للاعبنا الدولي بكري عبدالقادر والحكم عليه بالإعدام الكروي.. وتسببه في وأد جيل الشباب بإلغاء الفرق السنية في الأندية عدة سنوات.. وحتى بعد أن عادت فرق الشباب لا ينظم لها منافسات دورية منتظمة..

* ويتخذ شداد قرارات غريبة وبليدة لم يأت بها الأولون والآخرون في العالم كله مثل القرار الأخير بإلزام أي فريق في الممتاز بإشراك لاعب تحت سن 21 سنة في أي مباراة تنافسية وإلا سيعتبر الفريق مهزوماً..
* نحن نعلم إن هذا القرار أصلاً جاء لضرب فريق المريخ الذي ليس لديه لاعبين تحت السن مؤهلين للمشاركة كأساسيين بينما يملك منافسه الهلال عدة لاعبين تخت السن يشاركون بانتظام مع الفريق الأول مثل بشة الصغير وموفق صديق ومؤمن عصام ثم اسكندر وهناك لاعبون أساسيون في الهلال وصلوا سن النضج  وأصبحوا من كبار اللاعبين ولكنهم يشاركون بأعمار مزورة مثل وليد الشعلة وولاء الدين!!

* المريخ صعد لاعب الشباب كلاسيك لتفادي مخطط شداد اللئيم.. ولكن ماذا سيفعل المريخ إذا أصيب هذا الكلاسيك أو مرض أو تعرض للإيقاف بواسطة حكم متربص مثل بتاع نيالا الذي أطلق ساقيه للريح خوفاً من بطش الجماهير فوصفه شداد بالشجاعة وحفزه بعشرين مليوناً مع تكفل الاتحاد بعلاجه!! علماً إنه سليم والذي تعرض للضرب ويحتاج للعلاج هو مساعده المسكين.. وشداد بصدر القرارات التعسفية وما عارف المطرة صابة وين!! ولكنه معذور وهو في هذا العمر!
* قرار إجبار أي فريق بإشراك لاعب تحت 21 سنة وإلا اعتبر مهزوماً قرار بليد ومتخلف ويمكن أن يتسبب في نسف الموسم.. ولكننا في عهد شداد عهد خراب ودمار الكرة السودانية..
* كان الله في عون هذا البلد وعون الرياضة وكرة القدم بالسودان.

باج نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.