قصة أسطورة تؤمن بها النوير أسطورة واندينق.. قصة العصا المتهمة بإشعال الحرب في الجنوب

انشغل الناس كثيراً بالأسطورة التي تتحدث عن أن الرجل الأفلج، الذي سيقوم بإحضار عصا واندينق من بلاد الضباب “لندن” سيؤول إليه حكم الجنوب، وسيكون الرجل الذي ينهض بالدولة وإنسانها. ولعل هذه الأسطورة أو الخرافة حاضرة في المشهد السياسي والأمني في الدولة الوليدة، بعدما اتهمت قبائل الدينكا قبيلة النوير بأنها هى السبب المباشر فى إشعار الحرب في جنوب السودان، انطلاقاً من إيمانها العميق بتلك الأسطورة، خاصة أنها تبدو منطبقة إلى حد ما بالدكتور رياك مشار الذي ينحدر من قبيلة النوير، والذي اهتم بأمر إحضار العصا من أحد المتاحف البريطانية.

قصة الخرافة تقول إن أسطورة تنسب إلى سلاطين الكجور عند قبيلة النوير هو السلطان واندينق والذي تقول الرويات إنه عاش ايام الحكم الاستعماري الإنجليزي في السودان، وكانت له عصاة محفوظة في أحد متاحف بريطانيا وأن هذه العصا تمثل قيمة روحية وتراثية كبيرة لدى العديد من أبناء الجنوب بصفة عامة وأبناء قبيلة النوير بصفة خاصة، ويقال إن تلك العصا تمت استعادتها من بريطانيا إلى جنوب السودان وسط استقبلات شعبية أقيمت بمطار جوبا قبل اندلاع الحرب، وكان في مقدمة الحضور د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب وتقول أسطورة السلطان وان دينق إن الحرب بين الشمال والجنوب ستخف وتيرتها عندما يأتي سلام صغير ولكنها لن تنتهي إلا بسلام كبير يحين عندما يكتمل مبنى في الخرطوم شكله يشبه بيض النعام، وتقول الأسطورة إن القائد الجنوبي الذي سيأتي بالسلام سيمكث في الحكم أياما بقدر سنوات حربه في الغابة وسوف يستلم منه الحكم أحد أقربائه وسيحكم فترة من الزمن سيعقبه أحد أبناء النوير ومن صفاته أن هنالك حول في أعينه ويستخدم يده اليسري (أحول وأشول) وسوف يترك الحكم لاحقاً لأحد أبناء الشلك كثير التقلبات السياسية، ومن تفاصيل الأسطورة أن الشمال سيحاول مرة أخرى الحرب مع الجنوب وسيفشل وإنه لن يكون هنالك انفصال وستنتهي الحرب الكبيرة إلى الأبد ولكن ستستمر حروب صغيرة.

ويقول المثقفون في قبائل الدينكا إن د.رياك مشار يستند كثيراً في أفكاره ورؤاها على أسطورة أن جنوب السودان سيحكمه رجل مفلج كما جاء في أسطورة نياندينق بينما يقول أبناء النوير وهم أنصار رياك مشار إن أسطورة مثل هذه لا علاقة لها بما يدور في جنوب السودان بل حاولت قبائل الدينكا التي تسيطر على مفاصل الحكم فى الجنوب بإعطاء الحرب طابعاً آخر واغفلوا كثيراً جوانب الفساد والقبلية التي تسببت في الحرب الدائرة, ويرى أبناء النوير أن رياك مشار رجل له من الأفق والرؤى أكثر مما في الأساطير. وبالمقابل هناك من يرى من أبناء الدينكا أن الأسطورة تم تحريفها، ولصقها بالنوير، وهي في الأساس تتحدث عن أن الرجل الذي سيتم إعادة العصا في فترة حكمه، سيتمكن من حكم الجنوب، وسيعمر في الحكم ليقيم الدولة وينهي الحرب الكبيرة مع الشمال والحروبات الصغيرة.

وما بين تلك الأسطورة وتلك الاتهامات تظهر حقائق كثيرة تحول ما بين السلام والتنمية فى جنوب السودان الذي أصبح يعيش الآن أوضاعاً مأساوية أبلغ بكثير من الأساطير نفسها.

صحيفة الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.