عبداللطيف البوني :معينات للطريق

(1 )
دخلت الجبهة الثورية في حالة قطيعة حادة مع ق ح ت وذلك بسبب عدم تضمين اتفاق أديس أببا في الوثيقة الدستورية ومع ذلك رحبت كل الجبهة بدكتور حمدوك كرئيس للوزراء, رغم أن الحلو لم يرحب علناً بحمدوك ولكن المعروف أنه كان في انتظار الحكومة المدنية. ومن جانبه ذكر حمدوك الحلو بخير في ثنايا تصريح له عن أولوية السلام . الدكتور علي الحاج صاحب التصريح الناري وغير الموفق الذي قال فيه بتمزيق الوثيقة الدستورية التي سوف تحكم الفترة الانتقالية كدلالة لمعارضة حزبه للحكومة الانتقالية إلا أن حزب علي الحاج لم يرفض تعيين حمدوك لرئاسة الوزارة صراحة أما المؤتمر الوطني (المحظور) فقد أظهر كبار منسوبيه احتفاءً بمقولة حمدوك بأنه سيكون رئيسا لوزراء كل السودان. الذي نود قوله هنا أنه على صعيد الجبهة الداخلية هناك قبول كبير لحمدوك و(دي حاجة طولنا منها في السودان).

(2 )
أما على الصعيد الدولي فقد وجد تولي حمدوك رئاسة الوزارة قبولاً واضحاً فعدة تصريحات صدرت من مسؤولين أمريكيين رحبت بحمدوك واعتبرته الرجل المناسب في الوقت المناسب وعلى حد قول أحدهم (إن حمدوك سيكون نقطة الاتصال الرئيسية) . بالطبع لن ولم تقدم أمريكا شيكاً على بياض لحمدوك ولن تتنازل له عن أجندتها في السودان إلا أنه من الراجح سوف تفتح له أبوابها بصورة لم تفعلها إلا مع نميري قبل 1983 . كذلك كان موقف كل الترويكا من حمدوك فقد رحبت به دون أي تحفظ, وهو من جانبه قد اجتمع بسفراء الاتحاد الأوروبي في السودان. وجاء في الأخبار أن وزير خارجية ألمانيا سيزور السودان في الأسبوع القادم وجاء أيضاً أن أول زيارة أوروبية لحمدوك ستكون إلى لندن (من ومتى زار آخر رئيس سوداني أوروبا ؟ ) .على الصعيد الإقليمي تحديداً الخليج ومصر فترحيبهما بحمدوك لاتخطئه العين ومن المؤكد أنه سيكون معفياً من طريقة (من ليس معنا فهو ضدنا) المتعسفة فسيكون بمقدوره أن يبني علاقات جيدة بعيداً عن التمحور فقديماً كان (هوان البلاد من هوان العباد) دول الجوار ترحيبها به لا يحتاج لتصريح حتى أفورقي الذي غاب عن حفل التوقيع جاء في الأخبار أنه سيزور السودان قريباً.

(3 )
ما نود قوله أعلاه أن الرياح الدولية والإقليمية والمحلية تهب كلها في أشرعة حمدوك وهذا سيمهد الطريق له لتصفير كل المشاكل مع العالم حولنا ومصالحة كل مكونات السياسة الداخلية إلا من أبى (حردان السوق ما في زول برضيه) . فإذن يا جماعة الخير مثلما ذكرنا في الأيام السابقة التحديات التي سوف تواجه حمدوك كان لا بد اليوم من أن نذكر ما نراه من معينات له فإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة بطرح نقاط الضعف من نقاط القوة في الحالة الحمدوكية سوف نجد له بقية رصيد في نقاط القوة مما يفتح كوة للأمل لكي يتسرب إلى وجداننا الذي يبس من اليأس فقولوا يارب.

 

السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.