زهير السراج: الضربة الأولى !!

* توقعت استقالة مدير التلفزيون القومي بعد النقد الذى وجهه رئيس الوزراء للتلفزيون في المؤتمر الصحفي الاخير امام حشد كبير من اجهزة الاعلام المحلية والعالمية، ولكن يبدو انه (ملتصق) في الكرسي بنوع قوى من الصمغ لا يزول إلا بالإقالة !!

 

* أتوقع أن يكون أول قرار لوزير الاعلام الجديد (بعد القسم مباشرة) هو إقالة مدير التلفزيون فورا، وتكليف أحد الأشخاص المنتمين للثورة والمؤمنين بقضايا وطموحات الجماهير، والبدء في حملة تطهير واسعة لكل اجهزة الاعلام من عناصر النظام البائد والأرزقية والمنتفعين والمنافقين الذين كانوا يعادون الشعب وثورته، ثم انقلبوا فجأة الى ثوريين بعد استعادة الشعب لدولته وحريته وكرامته، يصفقون للثورة ويرفعون شعاراتها، وكأن الناس أغبياء!!

* لا يعقل، ولن يقبل الشعب السوداني، أن يظل الأشخاص الذين كانوا يطبلون من خلال مواقعهم كإعلاميين للنظام البائد، ويروجون لفساده وبيعه للوطن، ومتاجرته بالدين، وبطشه بالشعب وسياساته القمعية، ويسخرون من الثورة والشهداء، هم أنفسهم الذين يسيطرون على اجهزة الاعلام ويظهرون امام الكاميرات ويكتبون في الصحف، ويلعبون دور المؤيد للثورة والمناصر للشعب، ويجرون الحوارات مع قادة التغيير بدون ذرة من حياء او خجل وكأنهم أبرياء لم يرتكبوا ذنباً، أو أننا فقدنا الذاكرة، ولم نعد نتذكر مواقفهم المخزية، ومناصرتهم للنظام البائد !!

 

* يجب أن يخرج كل هؤلاء بضربة واحدة، ويتسلم المسؤولية شخصيات تنتمى للثورة، تحترم تضحيات الشعب، وتعمل بإخلاص لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير، فالإعلام هو روح الثورة ورأس الرمح لتحقيق شعاراتها، وإن لم يكن لها اعلام يعبر عنها ويحميها ويعمل من أجلها، فكأنها لم تكن، ولا شك أن الأخ (فيصل) يعرف هذا ويفهمه جيدا، ولديه من المعرفة والعزم ما يجعله قادرا على تحقيقه!!

* ونتوقع من بقية الوزراء نفس النهج ونفس الروح الثورية التي لا تحتمل الانتظار الطويل وإلا ماتت واندثرت، خاصة مع تصاعد الثورة المضادة وتغلغل الدولة العميقة، مما يتطلب التحرك السريع (وليس التسرع) في اتخاذ القرار الحاسم الذى يتسق مع الثورة ويعمل لتحقيق اهدافها !!

 

* نتوقع من وزيرة الخارجية (مثلا)، الإعفاء الفوري لعناصر النظام البائد، على الاقل في المواقع الحساسة داخل الوزارة، وفى المحطات الخارجية الرئيسية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، وبريطانيا وألمانيا، ودول الخليج ومصر وإثيوبيا ..إلخ، لحساسيتها وأهميتها القصوى في تأسيس علاقة جديدة بيننا وبين تلك المنظمات والدول قائمة على الاحترام المتبادل، وليس على العداوة او الانتقاص من السيادة والكرامة، كما كان يفعل النظام البائد ا!!

* نتوقع من وزير الصحة إصدار توجيه فورى لكافة اقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة باستقبال وعلاج الحلات الطارئة مجانا خاصة مع الظروف الصحية السيئة التي تعانى منها البلاد بسبب الخريف وتفشى الوبائيات، وذلك الى حين وضع النص الدستوري بمجانية العلاج موضع التنفيذ، كما نتوقع منه انتهاج مبدأ الشفافية والامتناع عن ممارسة سياسة التعتيم وحجب المعلومات التي كان ينتهجها النظام البائد لإخفاء عيوبه ومفاسده وخطاياه، خاصة عند انتشار الوبائيات كوباء الكوليرا، الأمر الذى كان يزيد الوضع سوءا بسبب غياب المعلومة عن الجمهور، وامتناع الدول والمنظمات عن تقديم العون !!

 

* وأريد أن ألفت نظره هنا الى المعاناة الفظيعة لمرضى السرطان بسبب تعطل اجهزة العلاج الإشعاعي في كل من الخرطوم ومدنى، وقد لا يُصدّق أن سبب توقف الأجهزة في مدنى (منذ شهر تقريبا) مبلغ (مليون ونصف مليون جنيه) فقط لا تساوى قيمة عربة واحدة، عجزت وزارة الصحة بمدني وجامعة الجزيرة عن دفعه للشركة المسؤولة عن الصيانة، فتعطلت الاجهزة وتوقف العمل!!

* نعرف ان التركة ثقيلة، ولكن لا بد من الضربة الأولى بأسرع ما يمكن فهي التي ترسم ملامح الاداء خلال الفترة المقبلة، وتمنحكم ثقة الشعب، وتعطيه الامل في الاصلاح فيشارك بكل ثقله في تحمل المسؤولية، وتُخيّب ظن من يتربص بنا ويتمنى لنا الفشل !!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.