زهير السراج : ها هي الثورة !!

* لم افهم حكاية التهافت من وزراء الحكومة على الحوارات التلفزيونية قبل أن يدخلوا مكاتبهم و(يفهموا الحاصل شنو) !!

 

* خمسة وزراء تحدثوا الى اجهزة الاعلام الاجنبية حتى قبل ان يروا مكاتبهم ويفهموا ماذا يجرى، وبعضهم قبل اداء القسم، وأدلوا بآرائهم الشخصية بدون التعرف على الموجهات الجديدة للدولة لو كانت هنالك مثل هذه الموجهات، أو الى حين صدور هذه الموجهات التي يجب أن يلتزم بها جميع الوزراء والمسؤولين وأجهزة الدولة حتى لا يحدث تضارب في المواقف والسياسات خاصة ونحن في بداية مرحلة جديدة لا بد ان يكون فيها العمل بناءً على رؤية واضحة وموحدة لكل مؤسسات الدولة انطلاقا من الوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي، (موش كل واحد يقول أي كلام ويعمل أي حاجة على كيفو)، ويدلى برأي شخصي لا ينسجم مع السياسة العامة، ويدخلنا في مشكلة، ويثير الكثير من الضجة حتى قبل ان يتسلم مهام منصبه ويعرف ما يدور حوله!!

 

* ما هي الحاجة الى التصريحات الآن والموافقة على الحديث مع أي شخص يأتي حاملا كاميرا او ميكرفون او جهاز تسجيل، ولماذا التهافت على التلفزيونات الاجنبية، والحديث بدون مناسبة !!

* ولم يقتصر التهافت على الوزراء فقط، فقبل يومين خرج علينا مذيع من (الجزيرة مباشر) على الهواء ومعه اربعة اعضاء من مجلس السيادة (حتة واحدة) وهو يوزع عليهم الاسئلة بالدور مثل أي تلاميذ في مدرسة أولية، وليتهم اجابوا عليها من الموقع الذى يشغلونه، ولكنهم خلطوا في ردودهم بين العمل التنفيذي الذى يختص به آخرون والعمل السيادي الذى يقومون به، مما يؤكد عدم استيعابهم لسلطات ومهام مجلسهم بعد، الأمر الذى كان يحتم عليهم أن يتريثوا في الاستجابة لطلبات الحديث مع اجهزة الاعلام حتى يستوعبوا دورهم، ويعرفوا قدر الموقع الذى يتحدثون منه !!

 

* بل ان العضو المحترم الفريق (الكباشى) حاول اختلاق مشكلة مع رئيس الوزراء، بقوله في الرد على سؤال المذيع حول المرسوم الدستوري بتعيين الوزراء، إنهم سلموه المرسوم الدستوري وبه 19 وزيرا، ولا يدرون لماذا اعلن عن 18 فقط، وعندما سأله المذيع لماذا لم تسألوه، أجاب بأن السبب هو العطلة .. تخيلوا !!

* وأضاف بأن “المرسوم الدستوري ملزم ولا يستطيع رئيس الوزراء او أي شخص آخر أن يعدل أو يغير فيه إلا الجهة التي أصدرته”، ولا ادرى ما غرضه من ذلك وما يرمى إليه، ولكن حتى لو كان حديثه صحيحا فهل مثل هذا الجدل مكانه أجهزة الاعلام المحلية دعك من الاجنبية .. ثم انك قلت يا أخ كباشى انكم لم تتصلوا برئيس الوزراء وتسألوه بسبب العطلة، فما الداعي للعجلة إذن وطرح الموضوع في أجهزة الاعلان وكأنك تتربص برئيس الحكومة، وتتعمد خلق مشكلة معه أمام أجهزة الاعلام!!

 

* كما أنك تعلم ان رئيس الوزراء هو الذى يعين الوزراء وليس مجلس السيادة، حسب الوثيقة الدستورية، ولا يعنى هذا بالطبع أن يتصرف رئيس الوزراء كما يحلو له في قائمة الوزراء بعد اعتمادها بشكل رسمي من مجلس السيادة، وكان يجب عليه لو غير رأيه في أحدهم او فيهم جميعا (قبل أدائهم للقسم) ان يخطر مجلس السيادة بذلك حتى يقوم بتعديل المرسوم الذى اصدره قبل الاعلان عنه ناقصا او معدلا، وذلك حتى تسير الامور بدون مشاكل نحن في غنى عنها، خاصة مع التركة المثقلة التي ورثناها من النظام البائد، ولكن هل يعنى ذلك أن تناصبه العداء أمام أجهزة الاعلام؟!

* مجلس السيادة، أيها السادة، هو رأس الدولة (مثل الملك في الملكيات الدستورية)، وليس اتحاد طلاب أو اتحاد فنانين أو جمعية خيرية (مع اعتذاري لكل هؤلاء) حتى يضعكم مذيع (بالجملة) أمامه ويوزع عليكم الاسئلة بالدور، لتجيبوا عليها كما يريد .. اهدأوا قليلا، واقرأوا الوثيقة الدستورية واعرفوا قدركم الرفيع ودوركم .. أنتم رمز الدولة في اعلى هرم السلطة، وعنوان الشعب المعلم وثورته المجيدة، ولستم اعضاء اتحاد طلاب !!

 

* كما ان الثورة لم تكن ظاهرة صوتية رفع فيها الناس اصواتهم بالهتاف ضد النظام البائد وهم جالسون في بيوتهم، كما يظن البعض، ولكنها كانت عملا عظيما.. تجلى فيه التنظيم المثالي، والروح الثورية في أعلى قممها، والتآزر والوحدة، والمظاهرات السلمية الحضارية، والاعتصام المهيب، والشجاعة والإقدام، ونكران الذات وتقديم أغلى التضحيات.. وهو ما نريد لحكومتنا أن تحذو حذوه، وتقتدى به وتضعه نصب عينها، حتى نتقدم الى الامام ونثبت لأنفسنا وللعالم جدارتنا بالثورة العظيمة التي بهرت الجميع !!

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.