صلح البني عامر والنوبة.. مخاوف الصمود

الاتفاق الذي وقعه طرفا النزاع في مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الأحمر، بعد أحداث دامية شهدتها المدينة، طوى صفحة دموية بين القبيلتين، أعضاء وفد المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، محمود شيخ إدريس، محمد حسن التعايشي، الذين حرصوا على حضور الصلح، ساهم وجودهم بشكل كبير في توقيع الصلح (القلد)، الذي وقع عليه الطرفان خاصة الجهد الكبير لعضو السيادي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، بعد أن كادت الجهود التي قادتها لجنة الحكماء أن تنسف الصلح داخل قاعة الاجتماع قبيل لحظات من التوقيع، عقب المداخلة غير الموفقة من قبل من كلف بقراءة شروط الصلح، وما أعقبه من هرج ومرج، إلى أن تدخل حميدتي ودعوته الطرفين لإحترام ممثلي القبائل الأخرى الذين توافدوا لحضور القسم، وتكبدوا المشاق بغرض إخماد نار الفتنة فقط بين المكونين، ساهم في اقناع الطرفين وقبولهما بالصلح والجلوس لتوقيع (القلد).

إعتذار حميدتي
بعد سوء الفهم الذي حدث داخل القاعة نتيجة للخطأ القاتل الذي تم من قبل من كُلف بقراءة شروط الصلح، وقوله إن التعايش السلمي بدأ قبل التوقيع على الصلح، مستشهداً بما قام به أحد أبناء قبيلة البني عامر بإسعاف شخص من قبيلة النوبة تعرض لإصابة بآلة حادة(سكين) نتيجة مشاجرة بينه وشخص آخر من ذات قبيلته، الأمر الذي دفع أبناء النوبة المتواجدون بالقاعة لتكذيب الواقعة، وساد هرج ومرج كبير داخل القاعة التي احتضنت الصلح، وكاد أن يتسبب في انهيار الاتفاق، مصادر عليمة أكدت صحة الحادثة ووقوعها، لكنها كانت بين شخصين لا علاقة لهما بالنوبة، رغم أن من أسعف المصاب ينتمي لقبيلة البني عامر، وحينها تدخل عضو السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) وحاول تهدئة الطرفين، متوعداً بترحيل كل من يتسبب في تجدد النزاع من القبيليتن مرة أخرى، تصريحات حميدتي هي الأخرى قوبلت بالرفض من الطرفين ووصفت بأنها غير مقبولة، لكنه سرعان ما تدارك الأمر وقدم إعتذاراً لطيفاً للقبيلتين عن حدته في الحديث وانفعاله وعن ما بدر منه، وقبل الطرفان الإعتذار لجهة أنه يأتي في إطار مصلحة الطرفين، وأنه قيل من باب الحرص على عدم تجدد الاقتتال مرة أخرى، ساهم في ذلك إن القبيلتين يكنان إحتراماً خاصاً لقوات الدعم السريع، وتدخلها الإيجابي في الأحداث ومساهمتها بشكل كبير في وقف الاقتتال بين البني عامر والنوبة وعودة الاستقرار للمدينة .

مخاوف حاضرة
لكن مراقبين يرون أن ما تم من توقيع صلح بين القبيلتين مجابه بعدة تحديات وقد لا يصمد طويلاً، حال كان الصلح حدث كنوع من إحترام وفد السيادي وبقية مكونات القبائل الأخرى، التي شدت الرحال من مختلف بقاع البلاد بغية الصلح وطي صفحة الاقتتال، مؤكدين أنه حال لم يكن الصلح قد تم نتيجة رغبة حقيقية بين الطرفين فإنه يظل هشاً وقابلاً للانهيار في أي وقت، خاصة في ظل تخوفات من استثمار طرف ثالث في تجدد النزاع والاقتتال.
ضمانات الاستقرار
لكن في الضفة الأخرى هنالك من يتوقع استمرار حالة الاستقرار والمحافظة على ما وقع من صلح، حال أوفت الحكومة بالتزاماتها والمتمثلة في معاقبة الجناة، وكل من حرض على الاقتتال، بجانب ما ستسفر عنه نتائج التحقيق، لكن حال حدوث أي محاولة لطمس ولو جزء من الوقائع والتستر على المتورطين، فإنه قد يؤدي إلى تجدد الأحداث مرة أخرى، خاصة وأن هنالك من يرى أن النتائج غير المرضية من قبل لجنة التحقيق التي شكلت من قبل في الأحداث الأولى، التي اندلعت في شهر رمضان الماضي كانت أحد مسببات تجدد الأحداث مرة أخرى، لعدم نيل المتورطين فيها العقاب، وتدوين كافة التهم والبلاغات ضد مجهول.
آخر لحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.