نواعم السودان يرتدين ثوب المواجهة

نساء في خط المعارضة.. الياسمين في حديقة بارود السياسة..!!

نساء هن قيادات في المشهد السياسي السوداني ومن خط المعارضة تقدمن الصفوف في أحزابهن بفكرهن وآراءهن وجرأتهن والبعض منهن إختار المواجهة والصراحة في معارضة الحكومة والبعض الآخر إختار الحوار المباشر وصعد به إلى المشاركة الحقيقية في الحكومة قاصداً التغيير من الداخل وهكذا ولجن باب السياسة بلا مساحيق ولا رتوش إعتمدن في ذلك على قوة الشكيمة والفكر والصمود والشخصية الصلبة والمؤمنة بقدراتها في التصدي للتكاليف والمهام الشاقة فعبرن جسر الصمت بالحديث إلى حيث مسرح السياسية ودهاليزها ومن منصة الأحزاب التي يمثلونها كانوا كما الياسمين الذي هو مزهر في حديقة بارود السياسية.

د. فاطمة عبد المحمود.. الأولى سياسيًا
رغم أنها من المعارضة بحسب رئاستها لحزب الإتحاد الإشتراكي لكنها إختار المشاركة في الحكومة عبر حكومة الوحدة الوطنية وهي تعتبر من الرواد في السياسية السودانية خاصة وأنها أول إمرأة سودانية وفي الوطن العربي تترشح لمنصب رئاسة الجمهورية وذلك في العام 2010م وعادت للترشح مرة أخرى في إنتخابات 2015م وهي أول إمرأة عضو في مجلس وزراء 1975م وأول وزير دولة للصحة والرعاية الإجتماعية 1974م أول وزير مركزي للشئون الإجتماعية والرياضة 1975م وهي إستاذة بالجامعات والبروفيسور المحاضر وخريجة جامعة موسكو للصداقة 1967م.. والحائزة على جائزة سيرز الذهبية للأمم المتحدة ضمن أميز نساء في العالم وهي من مناصري حقوق المرأة، فقد أيدت في عهد الرئيس جعفر نميري تخصيص حصة برلمانية للنساء لا تقل عن 25% من جملة مقاعد البرلمان.. وهي الآن عضو بمجلس الولايات في الحكومة الجديدة.

نعمات مالك.. صوت الشعب
من الرواد في الحركة النسائية الشيوعية وهي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني والمكتب السياسي لها موقفها الواضح تجاه الحكومات غير الديمقراطية هي زوجة القيادي المعروف عبد الخالق محجوب من أوائل الذين إحتضنتهم سجون النظام المايوي وأن وجودها في الحزب الشيوعي السوداني ونقابة المهن الصحية والإتحاد النسائي السوداني جعلها تحت عيون جهاز أمن الدولة تعرضت في فترة حكم جعفر نميري النميري لأكثر من إعتقالاً، وسجنت (4) مرات.. تقول في تصرحيات صحفية إنها مؤمنة بالديمقراطية كحل للمشكلة السياسية السودانية وأنها تثق في الشعب السوداني وقدرته على التغيير، وتؤمن بأن الوطن سيكون بخير بما هو قادم من تغيير على يد الشباب والسياسيين الغيورين على الوطن.

هالة عبد الحليم.. أول رئيسة حزب
من خلف الروب الأسود للمحامين جاءت لمنصة السياسية تقدم دفوعاتها وتترافع عن قضايا الشعب ضد الحكومة تلك هي الأستاذة هالة عبد الحليم رئيسة حركة القوى الجديدة (حق) الذي برز نجمها في عالم السياسة كواحدة من رموز المعارضة والقيادات الناشطة في الحراك السياسي من خلال تصريحاتها المباشرة ضد خصومها وضد السياسيين فيما تراه هي من رأي واضح وصريح وهي التي تم إنتخباتها في ديسمبر 2006م رئيسة لحركة حق، كأول إمرأة على نطاق العالم العربي والسودان تفوز بقيادة حزب سياسي، ويشفع لها تاريخها منذ أن كانت طالبة بالجامعة وإلتحقت بالجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين الواجهة الطلابية للحزب الشيوعي السوداني في العام 1987م.. كانت عضوة نشطة وفاعلة في الحركة الطلابية ومن ثم إنخرطت في صفوف الحزب الشيوعي السوداني في العام 1990 وظلت تمارس نشاطها السياسي فيه بجانب إحترافها مهنة المحاماة.

د. ميادة سوار الذهب.. طوق الياسمين
الدكتورة (ميادة سوار الذهب) رئيسة الحزب الإتحادي (الليبرالي) هكذا ببذلتها الأنيقة وحديثها الواثق ظهرت على المشهد السياسي السوداني متحدثة عن مفهوم الثورة الفكرية وأهمية الوعي في المجتمع مؤطرة خطابها الفكري السياسي بإستصحاب أدوات الوحدة الوطنية لتطبيق الحرية والديمقراطية والسلام الإجتماعي وهي في ذلك تقدم أنموذجاً لبيرالياً حراً ديمقراطياً حين تحدثت عن رفضها لفكرة الإسلام السياسي وتأثيره وآخر نشاطها السياسي هو طرحها لمبادرة (سودان الغد) وقولها بأنها ليست مركزاً جديداً للمعارضة ولا تقف ضد أحد، مشيرة إلى أن المبادرة تحتوي على أهداف إستراتيجية لإيجاد حلول لمشكلات البلاد وليست تكتيكية مرحلية، داعية الأحزاب للخروج من دائرة المصالح الذاتية الضيقة وأن المبادرة ترتكز على ثلاثة مرتكزات هي التنسيق بين قوى المعارضة والإتفاق على آلية تنسيقية، والإتفاق على خارطة طريق موحدة تصبح ميثاق شرف بين قوى المعارض.

المنصورة.. المرأة الحديدية
الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي إبنة الإمام والحبيبة كما يحب الأنصار مناداتها بها عرفت بمواقفها المتشددة ضد الحكومة ورفضها للمشاركة في أي حكومة والمطالبة بإسقاط النظام وهي عضو وقيادية في تحالف قوى الإجماع الوطني وشهدت العديد من توقيعات الإتفاقيات والنداءات للمعارضة داخل وخارج السودان ولها إسهام كبير في حراك المعارضة وتعرضت للإعتقال عدد من المرات ومن أقولها في قضية الحوار بأن أي إنسان يتحدث عن نقل الحوار للخارج فهو كاذب ويريد تغييب الوعي السوداني وإن في السودان توجد دستة إتفاقيات كلها أبرمت في الخارج وأن تدويل الحوار مسئولية القائمين على أمر الحكم ومن يسير معهم ونقول بوضوح الأمر الذي يعمل الآن على تدويل الحوار الوطني السوداني هو عدم إحترام المؤتمر الوطني لبني جلدته ونكوصه عن إتفاقاته مع القوى الداخلية وإصراره على ترؤس الحوار الوطني.

تابيتا بطرس.. حمامة السلام
الدكتورة تابيتا بطرس شوكاي تعتبر من الحمائم في جبهة النساء السياسيات في السودان رغم دخولها الحديث إلى المشهد السياسي إلا أن نجمها قد لمع عندما تم إختيارها وزيرة عن الحركة الشعبية وهي من معارضي الخارج حيث عملت ببريطانيا لكنها جاءت للسودان بعد إتفاقية السلام ضمن خياراتها التي ظلت مؤمنة بها من الداخل فعينت وزيرة للصحة الإتحادية بعد توقيع إتفاق السلام وعند الإنفصال إختارت أن تكون حمامة للسلام عبر إنشقاقها وتكوينها مع عدد من رفاقها حزب الحركة الشعبية جناح السلام والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية إيمانياً منها بأن طريق السلام هو الحل وليس الحرب وهي تمثل جنوب كردفان المنطقة الأكثر إشتعالا بالحرب وبالتالي في قيادتها لأبناء ولايتها تزرع بزور المحبة والسلام في أرض مفخخة بالخلافات.

المرأة والسياسة
تقول الناشطة السودانية في حقوق الإنسان والكاتبة سلوى السعيد أن المرأة قادرة على صناعة وإتخاذ القرار، سياسياً كان أم غيره، شأنها في ذلك تماماً كشأن الرجل.. وقد عملت كل المنظمات الحقوقية النسائية، المحلية والعالمية، على تثبيت ذلك الحق البديهي للمرأة في كل مجالات النشاط الإنساني العام وذلك حتى تسترد حقوقها المسلوبة في العمل والأجر المتساوي للعمل المتساوي والتعليم والإنتخاب والتصويت وحق المواطنة المتساوية دون أي تفرقة بسبب النوع أو العنصر أو الطبقة أو السن أو الدين أو الخلفية الثقافية، مشاركة المرأة السودانية في العمل السياسي- المدني والمسلح- والحقوقي في السودان هو أنها شاركت بفعالية وجدية ونكران ذات، في كل ذلك قبل وبعد الإستقلال.. لكن المشاركة في صناعة وإتخاذ القرار السياسي ظلت دوماً بعيدة عن متناول يدها.. وبالرغم من نجاح بعض الشخصيات النسائية السودانية في تولي بعض المناصب القيادية في السودان إلا أن ذلك النجاح جاء إما بمجهودات فردية أو ضربة حظ عشوائية أو نتيجة لضغط المنظمات النسائية والحقوقية السودانية.

تقرير عيسى جديد – صحيفة السياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.