محمد لطيف : علي من تقع مسؤولية الطلاب الدواعش وهل تتحمل جامعة واحدة مسئولية هجرة طلابنا للجهاد فى سبيل الله

هل تتحمل جامعة واحدة مسئولية هجرة طلابنا للجهاد فى سبيل الله .. أو فى سبيل مبادىء داعش وشعاراتها ..؟ هل تتحمل الأسر وحدها مسئولية هجرة اولادها ذات الإتجاه الواحد هذه ..؟ هل تتحمل ظروف التنشئة مسئولية هجرة هؤلاء الشباب ..؟ هل يتحمل المجتمع مسئولية هذه الهجرة الجماعية ..؟ هل تتحمل الدولة بمختلف أجهزتها مسئولية ما يحدث من تفويج منظم لهؤلاء الطلاب ..؟ هل مناهج الجامعات هى المسئولة أم علاقات المجتمع الرأسية منها والأفقية ..؟ هل شلة الأصدقاء هم المسئولون عن ما يحدث لهؤلاء الطلاب المهاجرين ..؟ وما هو الحد الفاصل والمعيار بين قرناء السوء وأصدقاء الخير .. ؟ وهل من يجرؤ على وصف الإلتقاء فى الله والإجتماع على الله بقرناء السوء ..؟ ولكن .. هل راجع المجتمع معايير السوء والحسن ..؟ وهل المجتمع اليوم مؤهل لإطلاق معايير الخير والشر .. وإلزام الشباب بها .. ؟ إذن .. من هو صاحب المرجعية الذى بيده أن يحدد الخير والشر .. ثم يرسم خارطة طريق للطلاب تقودهم الى الوجهة التى يريد .. هذه الوجهة يمكن أن تكون يوما داعش .. ويوما آخر أمر آخر .. ؟ أم أن كل هؤلاء مسئولون .. كل بمقدار عن ما حدث ويحدث .. وتتفاوت المقادير .. ولئن كانت بعض الأسر تدفع ثمن هجرة ابناءها الآن .. فكل الأسر مرشحة لذات المصير .. ولا يحق لأسرة دون الأخرى أن تحمل فى يدها قلم تصحيح لتشرح لهذه الأسرة المصعوقة .. كيف تربى ابناءها .. هذا تزيد وشطط لا يليق .. بل الأحرى والأجدى أن يبادر الجميع لتناول القضية كقضية قومية .. بل كظاهرة كونية .. وفى إطار هذا التناول يجرى إعادة تشريح هذا المجتمع .. ومراجعة كل مدخلاته المكونة .. لعقيدته .. ولثقافته .. ولتقاليده .. ولعاداته .. ولعلاقاته .. وفى هذا .. وفى منعطف ما .. لا شك أن الباحثون .. سيعثرون على الإنسداد الذى تسبب فى الجلطة الأولى والثانية .. ويتجه نحو القلب .. إن لم ينجح هؤلا ءالباحثون فى تداركه .. وإستئصاله .. وعلاج آثاره .. كما ولا يستقيم عقلا ان ثمة علاقة عضوية بين تفويج هؤلاء الشباب وبين وجودهم فى جامعة معينة .. بل لعل المفارقة تقتضى أن يبحث الباحثون فى ان ينطلق التفويج بعيدا عن جامعات يفترض بحكم التخصص والتكوين والنشأة انها حاضنة طبيعية لمثل تلك الأفكار الدافعة للتفويج .. جامعة القرءان الكريم والجامعة الإسلامية مثلا .. والدولة .. وما ادراك ما الدولة .. هذا الكائن الخرافى .. كيف يقف عاجزا فى مواجهة بضع صبية .. يفعلون بها وبأجهزتها ما يريدون .. ؟ ولكن منذ الأمس وإنهمار المعلومات التفصيلية عن كيفية خروج الفوج الثانى .. ثمة ما يشير الى أن الخطة أقوى من الأجهزة .. وأن المخطط اكبر من الدولة حتى ..!
وإذا استمرت حالة النقد والنقد المتبادل .. واستمرت حالة إسداء النصائح .. وإملاء الدروس .. بعد وقوع الفؤوس على الرؤوس .. ستصبحون ذات صباح .. وكلكم إما ضحايا داعش .. أو عاملين فى صفوفها ..!

اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.