نص استقالة الصادق المهدي من نداء من السودان

بسم الله الرحمن الرحيم

القاهرة في 16/9/2019م

إلى الزملاء في نداء السودان

 

​سلامات وبعد،

كان إعلان باريس في أغسطس 2014م فتحاً وطنياً كبيراً، ثم أعقبه فتح أكبر في تكوين نداء السودان. وفي مارس 2018م انتخبتموني رئيساً لنداء السودان.

نداء السودان صار أضخم تحالف بين قوى سياسية ومدنية وقوى مسلحة، وجمع بين هذه القوى وممثلين للمركز وقوى الهامش، وأفضل موفق لإثنيات الوطن العربية والنوباوية والنوبية والبجاوية والزنجية، وجغرافياً صار جسراً بين أهل النهر وأهل الظهر.

هذه المعاني المعززة لوحدة الوطن أزعجت النظام البائد لأنه ركز على نهج فرق تسد، والفتنة بين إثنيات السودان المختلفة.

 

لذلك عندما أقدمتم على انتخابي رئيساً لنداء السودان طاش صواب النظام البائد واعتبرني رمزاً لهذه المعاني المدمرة لسياساته الظلومة فوجه ضدي سهامه وفتح ضدي 10 بلاغات كيدية عقوبة بعضها الإعدام، بل وأعلن رئيس النظام استهدافي بتركيز شيد وأنني لن أفلت منه. هذا الكيد اعتبرته فخراً لي، وتحملت أذاه، بل عدت للوطن في 19/12/2018م وسيف الاتهامات على رقبتي.

 

نداء السودان ساهم مع آخرين في الثورة الشعبية الظافرة وحقق ما حقق من عبور تاريخي.

وقد حرصت على مراعاة الأمور عبر مرحلة ولاية المجلس العسكري بصورة تحافظ على أهداف الثورة وتتجنب المزالق حتى بلغت المرحلة الانتقالية الراهنة.

إن المرحلة الحالية تتطلب مراجعات للمواقف بما في ذلك هيكل نداء السودان وتحالفاتنا مع القوى الوطنية الأخرى.

استعداداً لمتطلبات هذه المرحلة أعلنكم باستقالتي من رئاسة نداء السودان، وأرجو أن نجتمع بأعجل ما يكون لبحث الهيكلة الجديدة والخيارات المتاحة الآن.

 

لقد تابعت الحوارات التي دارت في أديس أبابا، وفي جوبا، وما يتوقع من مثلها. ويطيب لي أن أبارك ما انطوت عليه من إيجابيات. ولكن ينبغي أن نجنب عملية السلام مآخذ الانتقاء والحضانة الخارجية، فالنهج المنتظر لعملية السلام أعمق وأوسع.

إن ما جرى من لقاءات يجب اعتباره خطوات تمهيدية في الطريق لتكوين مفوضية السلام التي تضع الخطط لعقد مؤتمر السلام العادل الشامل.

 

هذا المؤتمر ينبغي أن يكون جامعاً مكوناته:

كافة قوى المقاومة المسلحة.

القوى التي أبرمت اتفاقيات سلام سابقة.

النازحون واللاجئون.

أطراف النزاعات القبلية.

قوى الحرية والتغيير.

القوى الأخرى المشاركة في الثورة.

على أن يعقد المؤتمر داخل الوطن بعد تنفيذ إجراءات بناء الثقة.

 

وعلى أن توجه الدعوة لحضور جيران السودان والاتحاد الأفريقي والأسرة الدولية كمراقبين.

كما هو معلوم فإن تكوين مفوضية السلام سوف يكون بالتشاور بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء.

هذه المهمة سوف نساهم في إنجازها بتقديم مشروع كامل مقترح. ويرجى أن تعتبر أية تفاهمات تمهيدية لتكوين المفوضية ثم مؤتمر السلام وعدم اتخاذ أية إجراءات مبتسرة تستبق وتعرقل مؤتمر السلام الجامع.

هذا مع أطيب تمنياتي،

الصادق

 

الاحداث نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.