العمود الذي كشف المريخاب !

منذ ان اعلن الاتحاد الافريقي عن قرعة دوري الابطال لم يتوقف اعلام المريخ عن التندر في مباريات الهلال ..

حولوا كل الاندية التي ستقابل الهلال الي اندية ضعيفة وكادوا ان يقذفوا ملعبها بالقاذروات وناصبوها العداء وكأنها المسالمة !

ركزوا مع الهلال وقرعة الهلال ومباريات الهلال وتناسوا فريقهم حيث كانوا مقتنعين بان المريخ لن يستطيع التقدم في البطولة بسبب ما اعقتدوا ان القرعة قد ظلمتهم وان هزائمهم المتكررة في انغولا لن تسمح لهم بتخطي دور الـ16 دعك من الترجي !

تفننوا في وصف كي ام كي وحولوا اسماء الاندية التي قابلها الهلال الي اسماء كرتونية مضحكة !

كان الاهلة يضحكون ويتعاملون ببرود معهم فقد تعودنا منهم هذا الحديث المتكرر ففي كل موسم يدخل الهلال الي دوري المجموعات يتفرغ له المريخاب حتي اصبحوا يخافون من منتصف الموسم لانه يشغلهم بالهلال في دوري المجموعات .. وعندما فتح الله عليهم بالدخول معنا في دوري المجموعات لاول مرة في تاريخهم في البطولات الافريقية والذي بدأ مع سبعينات القرن الماضي كان شعارهم ( ما بنطير برانا) شعار يعبر تماما عن دواخل المريخاب ويجعلنا نعود للتاريخ لنفسر ما يصدر منهم وكل هذا الهلع الذي يصيبهم عندما نكتب عنهم ..

بعد كل الكتابات التي كتبوها لم يحتملوا عمود واحد كتبته بعد مباراتهم مع فريق الدرجة الثانية (العلمة) بعنوان (هدف وحيد في فريق درجة ثانية)

جيوش من المريخاب تدافعت لترد علي هذا العمود حتي ان المشرف علي موقع الهلال الاخ شهاب استغرب من العددية الكبيرة من المريخاب التي ردت علي العمود والتي فاقت الستمائة عضو في موقع الهلال !

اما في مواقعهم فحدث ولا حرج فقد تفننوا في الاساءة لخالد عزالدين حتي انني شكرت الله علي الحسنات الكثيرة التي تدفقت علي في هذا الشهر الكريم ..

وبالتاكيد فان كل الاخوة الزملاء في الصحف الحمراء لم يتركوا هذه الفرصة تفوتهم ليدافعوا عن الكيان المهدد بالزوال بسبب عمود بدون حجاب !

حتي الصحفي الذي يقرأ لمحمد عبد الماجد ومعتصم محمود فقط وجد من يقرأ له العمود فقام بالرد عليه هههه !

الاخ اسماعيل حسن انفعل وكتب باسلوب لا يشبهه عن (حاقد عزالدين) والزميل احمد محمد احمد باسلوبه الساخر رد علينا وسلك قطع السلك ومامون ابوشيبة كتب حتي عاد للتاريخ القديم وأعاد حكاية المرحوم طلعت فريد وقال ان الهلال اصلا من دم المريخ ولولا انتقال طلعت فريد لكان الهلال قد (اندثر) لانه مستواه كان متدهورا في عام 1934..

وهنا مربط الفرس .. والقاعدة التي يمكن ان نفسر بها انفعال المريخاب علي عمود يشبه الي حد كبير كتاباتهم عن الاندية الضعيفة التي قابلت الهلال .. هنا الفارق بيننا وبينهم .. فالمريخاب لديهم احساس قديم منذ النشأة بانهم مهددون في وجودهم .. وهو احساس متأصل كبر معهم حتي بعد ان اصبح المريخ نادي كبير ولديه جماهير وقادر علي حماية نفسه .. ولكنه لم يستطع ان يتخلي عن خوف ( الاقليات) من الفناء .. لذلك تجد انهم يدافعون بشراسة عن انفسهم في مواضيع بسيطة او عمود يمكن ان يتم تجاهله او التعامل معه بهدوء او في حدود الفعل ولكن رد فعلهم يكون كبيرا وجماهيريا حتي انك احيانا تحس بانهم يطالبون مجلس الامن بالتدخل !

أرتبطت نشأة المريخ بحي (المسالمة) وهو حي قام في زمن الثورة المهدية وضم عددا كبيرا من الاقباط الذين عانوا ما عانوا في الثورة المهدية .. الاحساس بالظلم والقهر ومصادرة الممتلكات .. بعد الثورة المهدية وعودة الاستعمار الانجليزي واحساس الاقباط بشئ من الامان تم تكوين فريق كرة قدم صغير مثله مثل بقية فرق الاحياء مع بدايات القرن العشرين اختار له اهل الحي اسم الحي كغيره من اسماء فرق الاحياء ! ابوشيبة يقول انه اول فريق .. كده بس رجالة من ابوشيبة !!

المهم تأسس فريق المسالمة وانضم له عدد من الاعضاء من بينهم عبد السيد المسيح وهو ليس مؤسس لفريق المسالمة ..

في يوم ثورة 24 كان لفريق المسالمة مباراة ضد فريق بري كما يذكر المؤرخ المريخي ابوبكر عابدين !!

لم تقم المباراة طبعا فمن غير المقبول ان تقوم مباراة في يوم ثورة كبيرة ضد المستعمر من المناضلين السودانيين !

توقفت الكرة لفترة بعد هذه الثورة التي كانت بعيدة دون شك بعيدة عن حي المسالمة !

في عام 1926 عاد النشاط الرياضي لفرق الاحياء واصلا لم يكن هناك نشاط كبير لكرة القدم .. وجد عبد السيد المسيح فرح ابوسيفين ان فريق (المسالمة) اصبح ضعيفا ومهددا في وجوده ! فاقترح ان يتم تطعيمه بعدد من اللاعبين من خارج المنطقة .. لاحظ ان الاخ مامون ابوشيبة يريد دوما ان يتحدث عن ضعف الهلال وانه كان من الممكن ان ينتهي من الوجود !!!!!!

عبد السيد المسيح وجد معارضة في هذه الفكرة من شاب تشبع بحب المنطقة وهو فتح الله بشارة .. اختار عبد السيد المسيح ترك فريق المسالمة وتاسيس فريق المريخ خوفا من (اندثار) فريق المسالمة ! ولكن الخوف من (الاندثار) استمر مع الفريق الجديد (المريخ) والذي لم يكن يرفض اي طلب بتغيير اسمه ثمنا للحياة فبدل اسمه للاهلي وبدل شعاره اكثر من مرة وقبل كل الشروط التي تفرض عليه !!

وفي النهاية استمرت جذور هذا الخوف لدي المريخاب حتي بعد ان اصبحوا اقوياء اشداء ومدعومين حتي من الحكومة !

ولكن الجذور البعيدة تظهر فيهم فيخافون من (الاندثار) حتي لو تحدثت عن ضعف خصمهم وليس ضعفهم فيهبون كلهم للدفاع عن الكيان !!!!!!!!!!!!!

نواصل ونضرب امثلة باقليات كثيرة في المنطقة تخاف من الاندثار رغم قوة جيشها والدعم الذي تجده من القوة العظمي في العالم !!

صحيفة اخر لحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.