ناهد قرناص: وكل الطيبات بنات

سودافاكس- الخرطوم : الاعلامي والمحاور الذكي (عماد البشرى) خلال استضافته لي في برنامج طوق الياسمين باذاعة المساء ..سألني عن رأيى في قول الدكتورة نوال السعداوي (ان المرأة لا تكتب بصدق عن الرجل الا في حالتين ..المحبة الشديدة او الكراهية العميقة)..كان ردي انني لن اناقش مقولة السعداوي لكني انتهز الفرصة لأقول (متى يحين الوقت لكي تخرج المرأة من دائرة الأنثى ..الى فضاء الانسانية ؟؟..متى يتم النظر اليها كأنسان له عقل ورأي وافكار ومن حق هذا الانسان بغض النظر عن (نوعه) التعبير عن نفسه وعن شريك حياته في كوكب الأرض..متى يحين ذلك الوقت؟؟ )..

الضجة التي أثارها فريق كرة القدم النسائي ما بين مؤيد ومعارض ..ومعترض ومخالف ..وما بين ساخر وشامت ..المهم كل اصناف الانفعالات والمشاعر تم سكبها على ارضية الاستاد ..لم تلفت انتباهي ..وتعاملت معها كشئ عادي ..اصلا كما يقولون (الجديد .شديد) ..لكن الذي لفت نظري هو ان هناك فتوى من هيئة علماء السودان بتحريم رباضة كرة القدم للنساء ..(تحريم عديل كدا ) وليس حتى (مكروه ) او على الاقل (غير مستحب) ..!! الحقيقة الاندهاش كان سيد الموقف ليه طيب ؟؟ …اعتقد ان الامر التحريمي صدر من باب سد الذرائع وخوفا على نصف المجتمع من الفتنة .

طيب الم يكن من الاجدى و من ( باب سد الذرائع) ايضا منع الرجال من ارتياد الاستاد وتحريم المشاهدة عليهم ؟ خاصة وان هناك عالم كرة يخصهم وتتوقف فيه الحياة باكملها من اجله ايام كأس العالم مثلا ؟ مش كدا أفضل ؟ اليس من حق المرأة (كانسانة) ان تمارس الرياضة ؟ وهي الوحيدة التي تقرر ان كانت تناسبها ام لا؟؟ لماذا يترك مجلس علماء السودان كل القضايا التي تشغل الرأي العام ..وكنت شخصيا قد طلبت رأيهم الواضح في المكوس والتي تسمى (الجمارك ) وهي محرمة تحريما قاطعا في الاسلام ..وندفعها عن يد ونحن صاغرون ..طلبت رأيهم في الزكاة من المرتبات التي لن تبلغ النصاب عبر السنين ولا يحول (اليوم ) عليها دعك من (العام )..طلبت رأيهم في كثير من الامور الواضحة ولا تعد خلافية ..فلم اجد ردا شافيا ..وكنت اجد لهم العذر لانشغالهم بعظيم الامور ..حتى وجدتهم (يتركون الجيش والمماليك ) على حد قول عادل امام ..ويحرمون لعب الكرة النسائية ..فتحسرت على نفسي ..وبناتي ..اذ ان حتى علماء هذه الامة ..لا ينظرون الينا كبشر ..وانما (تمومة جرتق) يحسم امرها ..انفعال الرجال او عدمه.
المرأة انسان قبل ان تكون انثى ..وعندما قال رب العزة (اني جاعل في الأرض خليفة) كان يقصد الانسان (بنوعيه) ..وعند ذكر الامانة (حملها الأنسان ) بنوعيه ..امراة ورجل ..وعندما نزل التكليف نزل على (الانسان ) بنوعيه ..وحتى المحاسبة يوم الدين ستكون للانسان وكل آتيه يوم القيامة (فردا) …اخرجونا من الزاوية الضيقة ..انظروا الينا كانسان شريك للحياة في كوكب الأرض ..اختلاف الوظائف النوعية لا يعني الانتقاص من المكانة الانسانية ..و لا يعطي الشريك الحق في التعامل بدونية .. اما اذا دار سؤالكم عن الرياضة فهي حق مكفول للجميع ..واختيار نوع الرياضة يعود للانسان الذي يمارس ذلك النوع ..اما المشاهدة فهي (فرض كفاية ) ان قام به البعض سقط عن الآخرين ..وانا ما بفسر ..وانتوا ما تقصروا ..لكني اهدي اليكم قول امير الشعراء احمد شوقي
مولاي ان الشمس في عليائها انثى …وكل الطيبات بنات

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.