زهير السراج :حكومة الاستاذة قمرية !!

* أقدر واحترم لجنة المعلمين التي كان لها نشاط ثوري واضح ضد النظام البائد قبل فترة طويلة من اندلاع الثورة المجيدة، واذكر على سبيل المثال دعوتها الشهيرة للإضراب في فبراير عام 2017 إثر مصرع معلمة بعد سقوطها في بئر مرحاض داخل مدرسة بمدينة أم درمان، بالإضافة الى معارضتها المستمرة للنظام البائد بسبب سياساته الفاسدة وتجاهله للتعليم والمعلمين والانفاق الهزيل على العملية التعليمية مما ارغم المدارس على الاعتماد بشكل كامل على اولياء الامور الامر الذى شوه سمعة المدارس وخلق جفوة كبيرة بين المعلمين واسر التلاميذ.

 

* كما كان للجنة المعلمين وللمعلمين دور عظيم في الثورة وتماسكها حتى وصلت الى مبتغاها، وقدموا الكثير من التضحيات والشهداء على رأسهم الشهيد (أحمد الخير) الذى كان استشهاده وشجاعته وصبره أحد مشاعل الثورة التي أضاءت لها الطريق وألهبت مشاعل الجماهير حتى سقط النظام البائد في مزبلة التاريخ، وستظل روح (أحمد الخير) وأرواح رفاقه الميامين تحلق فوق سمائنا ابد الدهر رمزا للعزة السودانية، وعنوانا لصمود الشعب البطل وقدرته على قهر المستحيل والثأر لكرامته واسترداد حريته مهما تجبَّر الظالم وطال ليل الظلم .. المجد والخلود والتحية لشعبنا البطل وشهدائنا الأبرار، وللمصابين والمفقودين الذين لن يرتاح لنا بال حتى نعرف مصيرهم وتهدأ النفوس.

 

* والتحية للجنة المعلمين وكل لجان الثورة المجيدة ولجان المقاومة في اماكن العمل وفى الاحياء وفى كل مكان وزمان في بلادنا الحبية، وللسودانيين في الخارج الذين كانوا خير مثال للثائر السوداني والمواطن السوداني، وفتحوا اعين العالم على الثورة السودانية وسلميتها وتضحياتها الغالية.

 

* والتحية للمعلمين الذين ظلوا الشعلة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين رغم الظروف الصعبة التي يعملون فيها والظلم الكبير الذى يقع عليهم ولم يفلح في قهرهم وإثناءهم عن أداء واجبهم المقدس ومهنتهم النبيلة .. وهى فرصة يجب ان اغتنمها للمطالبة بإنصاف المعلم وإعطائه الأجر الذى يستحقه، وتوفير التدريب الجيد والظروف المناسبة له للقيام بعمله، وعودة (عيد المعلم) اعتزازا به وتكريما له على أن يكون عيدا يحتفى به السودان في المدارس واجهزة الاعلام ومؤسسات الدولة الاخرى يتم فيه تكريم المعلمة والمعلم المثالي بترشيح من المدارس ولجان الآباء والمعلمين والاجهزة المختصة، وإنشاء وسام رسمي يصدر بمرسوم من مجلس السيادة يُطلق عليه اسم (وسام المعلم) يُمنح للمعلمين للفائزين كل عام ويقدمه لهما رئيس مجلس السيادة في عيد المعلم تكريما للعلم والمعلمين .. لقد حان الوقت لرفع الظلم عن رسل العلم في بلادنا ومعاملتهم بما يليق بالرسالة العظيمة التي يؤدونها.

 

* وتحية خاصة للأستاذة الجليلة (قمرية عمر) عضو لجنة المعلمين المركزية التي ظلت تتصدى مع زملائها الكرام للكثير من الأعباء والمهام الجسيمة خلال الثورة، بدون ان تخشى او تهاب من شيء وكانت خير نموذج للكنداكة والروح الثورية، ولكن أرجو أن تسمح لي أن اعاتبها على تعديها على سلطات الدولة بالإعلان للمدرسين والطلاب بعدم التوجه الى المدارس يوم امس السبت باعتباره عطلة رسمية، وتحدى القرار الحكومي بإلغاء عطلة السبت للمدارس لتعويض فترة التوقف خلال فترة الثورة وظروف الخريف، وهو تدخل غير مقبول في اعمال الحكومة، يؤدى لخلط الاوراق ويفتح الباب امام الفوضى والمتربصين، خاصة مع اعلان الأستاذة (قمرية) عن تنظيم وقفة احتجاجية لإرغام الحكومة على إلغاء قرارها!

 

* لا ينكر احد الدور العظيم الذى قامت به لجنة المعلمين وبقية لجان المهنيين في الثورة، ولكنها يجب ان تفهم ان هذا الدور لا يعطيها الحق في إصدار القرارات والقيام بعمل الحكومة، وإلا فما معنى وجود هذه الحكومة، وإذا كانت اللجنة ترى رأيا مخالفا لرأى الحكومة فإنها تستطيع ان تحاورها وتصل معها إلى تفاهم بدلا عن المظاهرات والإضرابات والقرارات الفوضوية التي لن يستفيد منها احد سوى أعداء الثورة والمتربصين!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.