الفاتح جبرا: تضامن تشيف.. مجازر ما تشيف؟

حينما كنا نكتب عن جرائم النظام المباد وفساده ونعري ما كان يرتكبه من موبقات وتتعرض الصحف التي نكتب فيها للمصادرة (بعد الطبع) كما نتعرض نحن إلى (المصادرة بعد النشر) والإعتقال والمعاملة الفظة في دهاليز مباني الأمن، كان كتاب النظام (بعرفونا وبنعرفهم) يعيشون حياة الدعة والانبساط وهم يدبجون المقالات في مدح رموز النظام و(رئيسه) متغاضين عن كل جرائمه وفساده ومتمتعين بالولائم والعوازيم والسفر مع (المخلوع) خارجياً وداخلياً ومرافقة المسؤولين أينما حلو، فبدلاً على أن يكونوا قادة رأي صادقين آثروا حينها أن يكونوا أزلام وأتباع نظام باطش يتمسحون بردائه ويسبحون بحمده ويدافعون عنه بكرة وأصيلا حتى آخر دقيقة لسقوطه .

 

لم يكتب قلم أحدهم كلمة واحدة عن (الحق) أو (العدل) رغم ما حاق بهذا الشعب من جور وظلم وهوان وما أرتكبت فيه من جرائم سارت بذكرها الركبان ولم تعرف هذه المفردات إلى قلوبهم التي ران عليها ما كانوا يكسبون ولكن ما أن سقط الحكم الباطش الحاضن لهم حتى طفقوا يحدثوننا عن (العدل) وكراهة (الإقصاء) والشنو ما عارف !
مناسبة هذا المقال هذه الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الحكومة وهي تعلن عن تضامنها مع (الوزيرة) التي أخرجها هذا الشيخ (الساكت عن الحق) من ملة محمد، وبغض النظر عن إن كان ما فعلته الحكومة صواباً أم غير ذلك تبقى الإشكالية في هذه الأقلام التي لم تكن ترى الحق حقاً فتتبعه بل كانت (تزوغ) عنو وتعمل (رايحة) هذا إن لم تمجده وتقف معه وفي صفه، والآن نفس هذه الأقلام ها هي تشير إلى مواطن الزلل وتتحسر على الإنحياز وغياب العدالة فسبحان الله !

 

نعم الحكومة (في إعتقادي) أخطأت وهي تقف (ضمنياً) مع مواطن ضد مواطن آخر وكان كذا نقولها لأننا مع الحق أينما كان (أي زمان أي مكان) ولكن متى كانت هذه الأقلام (المنتفعة) تقول الحق حينما كان مطلوباً منهم التفوه به عالياً؟ أنظر لهم وهم يتحدثون عن وقوف الحكومة مع مواطن ضد آخر وقد وقفوا مع رئيس ناشذ ضد شعب بأكمله؟ أين كانت هذه الأقلام المأجورة (المنتفعة) يوم أن حصد الرصاص أرواح أبنائنا ؟ عودوا لأرشيف صحفهم لتقرأوا مقالاتهم الهشة وكتاباتهم (الرمادية) و(مسك العصاية من النص) الذي كانوا يمارسونه أثناء إندلاع هذه الثورة وكتائب النظام تنتهك أعراض الأسر والبيوت؟ وأبناء هذا الشعب وشبابه يقتلون وحرائره يغتصبون؟ فليرجعوا إلى قراءة مقالاتهم (الرمادية الرديئة) المتزامنة مع هذه الأحداث الجسام التي تعرض لها هذا الشعب الذي يدعون الإشفاق عليه وينشدون له العدالة الآن مطالبين بعدم إنحياز الحكومة لمواطن دون آخر؟.

إن الذي يستدعي الشفقة والرثاء على كتاب النظام البائد هؤلاء هو هذه (العين القوية) وهم يسودون مقالاتهم في تصحيح مسار الثورة وعرض أخطائها والتبرع بإسداء النصح لمسؤوليها ومحاسبتها على ما يصدر منها من هفوات.
نعم يتحدثون عن هفوات وقد إلتزموا الصمت عن جرائم النظام المباد ضد الإنسانية وقتله للمواطنين وفساد مسؤوليه ، هم بلا شك يعولون على ذاكرة هذا الشعب المتسامحة غير ان أرشيفهم المخزي مبذول على الأسافير يشهد ويذكر بممالاتهم للطغيان ووقوفهم ضد إرادة هذا الشعب وسكوتهم عن قول الحق، هذا الحق الذي يبذلونه الآن في موضوع لا يساوي شيئاً أمام ما كان يرتكبه (نظامهم) الذي كانوا يدافعون عنه ،حيث لم يكن مطلوباً منهم أن يتخذوا موقفاً سياسياً محدداً حينها فذلك خيارهم الشخصي، لكن كان المطلوب منهم إتخاذ موقف أخلاقي وإنساني تجاه ما كان يحدث.

 

لقد عانت الأقلام الشريفة في عهد الإنقاذ ما عانت في وقت كان فيه أصحاب هذه الأقلام يرفلون في نعيم عطايا السلطة يذودون عنها في شراسة كما تذود (اللبوة) عن حوض أشبالها ضاربين عرض الحائط بكل القيم التي تفرضها عليهم رسالة القلم لكنهم الآن يعودون دون (وجل أو خجل) وكأن شيئاً لم يكن متناسين كل ذلك (العار) وقد أمسكوا بالقلم الأحمر ليصححوا ما يعتبرونه أخطاءاً أخلاقية لحكومة الثورة متحدثين في (خبث) في قضايا لا تستحق كل هذا الزخم مقارنة بما كان يفعله نظامهم المقبور !

إننا لا نستعدي على هؤلاء أحداً ولا نؤلب عليهم جهة لكننا نؤلب عليهم ضمائرهم ان كانت لديهم (ضمائر) بأن يعتذروا أولاً لهذا الشعب الكريم عن مواقفهم المخزية وصمتهم وهم (قادة رأي) إزاء كثير من الجرائم الشنيعة التي إرتكبت في حقه ومن بعد ذلك يحق لأقلامهم أن تكتب مستهجنة وقوف الحكومة مع مواطن ضد مواطن أو عدم وقوف الحافلات في موقف جاكسون !

 

كسرة:
هل تعلم عزيزي القارئ أن جميع (كتاب النظام) الذين إنتقدوا الحكومة لتضامنها مع الوزيرة لم يكتبوا مقالا أو حرفاً واحداً عن مجزرة القيادة؟ … معقولا بس (تضامن تشيف) مجزرة ما تشيف !؟

 

كسرات ثابتة :
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.