زهير السراج : واحد وعشرين اكتوبر !!

* اتفق تماما مع تجمع المهنيين في خروج مسيرات للاحتفال بثورة أكتوبر المجيدة، أُم الثورات في السودان والمنطقة بأجمعها التي اسقطت الحكم العسكري الأول (نظام نوفمبر) في اكتوبر عام 1964، وأوصد النظام البائد الابواب أمام الاحتفال بها، أو حتى مجرد الحديث عنها منذ اغتصابه للسلطة في يونيو 1989 وحتى سقوطه في ابريل 2019 !

 

* وفعل نفس الشيء مع ثورة ابريل المجيدة التي اسقطت الحكم العسكري الثاني (نظام مايو)، خوفا منهما على نفسه، اعتقادا منه أنه سيسقطهما عن الذاكرة السودانية، ويقتل الروح الثورية للشعب فيظل حاكما الى الابد، لا يسلم الحكم إلا لـ(عيسى) كما كان يتبجح قادته، ولكنه كان واهما، وسقط بثورة شعبية كاسحة استصحبت معها روح ثورتي أكتوبر وابريل، واستلهمت منهما مبادئ النضال السلمى وقيمة التضحية بالنفس من اجل الحرية والكرامة والعيش الكريم، ولقد حان الوقت لعودة الاحتفال بهما على كافة الأصعدة والمستويات، والاحتفاء بأرواح شهدائهما وشهداء ثورة سبتمبر، وكل شهدائنا الآخرين الذين ارتقت ارواحهم وهم يقاومون الظلم والأنظمة الدكتاتورية !!

 

* سنحتفل بأكتوبر، ونخرج الى الشوارع للتعبير عن اعتزازنا بها وتمسكنا بمبادئها والاحتفاء بشهدائها (القرشي ورفاقه الميامين)، لا تثنينا عن ذلك الدعوات البائسة التي تداعى لنشرها وترويجها الفلول وانصار النظام البائد وعناصر الثورة المضادة وتجار الدين في وسائل التواصل الاجتماعي للخروج الى الشوارع والتظاهر من اجل (إكمال الثورة)، كما زعموا، ولا أدرى من يخيفون وعن أية ثورة يتحدثون، هل هي التي واجهوها بالغدر والرصاص وقتل الابرياء العزل وسفك الدماء الطاهرة، وتوجيه كتائبهم الغادرة للمشاركة في فض الاعتصام وممارسة القتل والاغتصاب وانتهاك حرمة الموت والتمثيل بجثث الشهداء وتقييدها بالأثقال وإلقائها في قاع النهر؟!

 

* أم اختلط عليهم الامر وخلطوا بين الثورة و(الثروة) التي نهبوها باسم الدين الحنيف بلا وازع من دين ولا اخلاق ولا ضمير، ويخشون عليها من الضياع وعلى انفسهم من مواجهة القانون، ويفضلون العيش في الحرام ويعشقون العار كالذي يجلل هامة رئيسهم المخلوع الفاسد وهو يفضح نفسه أمام العالم باعترافه بقبول الرشاوى وبيع نفسه للسلاطين والامراء، لينجو من السجن والعقاب على نهب المال العام مفضلا عليهما الفضيحة والعار .. ليتهم يخرجون في الموعد الذى ضربوه ليروا (حجهم) الحقيقي ورأى الشعب فيهم ونظرته إليهم، ولكنهم جبناء لا يجرؤون على الخروج .. نحن الذين سنخرج ونحتفى بثورتنا ونحتفل بأكتوبر العظيم ونحتفى بشهدائنا الأبرار.

 

* وانتهز هذه الفرصة داعيا لتكريم الشهداء من اكتوبر وحتى اليوم، واقترح ان تتكون لجنة لحصر جميع الشهداء بدقة والحصول على صورهم ومعلومات عنهم تتضمن الاسم كاملا ومكان وتاريخ الميلاد ومكان الاستشهاد وأي معلومات أخرى مفيدة وتوثيقها في كتاب وفى موقع خاص بالشبكة الالكترونية وفى الفيس بوك باللغتين العربية والانجليزية، تحت عنوان مناسب وشعار ولوقو يعبران عن روح الثورة المستمرة لنشر صورهم ومعلوماتهم ومقالات عن بطولاتهم، يكتبها متخصصون بعد الحصول على معلومات دقيقة عن ظروف استشهادهم والذين ارتكبوا تلك الجرائم الفاحشة ..إلخ.

 

* واجدد اقتراحي بإقامة نصب تذكاري في مكان مناسب يحمل اسماءهم وصورهم، يقف دليلا شامخا على شجاعة السودانيين في مقاومة الظلم وتقديم ارواحهم ثمنا لذلك، ويعبر عن امتناننا لهم ويحفزنا لمواصلة المسيرة حتى النصر ويقدح همتنا للتصدي لأى محاولة للانتقاص من كرامتنا وحقوقنا في المستقبل.
* واقترح أخيرا أن يكون يوم 21 اكتوبر عطلة رسمية.. ومرحبا بك، ستجدنا في انتظارك، وانتظار من يريد العبث بك وبثورتنا ومكتسباتنا، وليتهم يخرجون .. ليدركوا حقيقة قدرهم وضآلة حجمهم!!

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.