نجوم لا تأفل الإذاعي عبيد عبد النور: أول من قال عبارة (هنا أمدرمان)

من أوائل الذين وضعوا لبنات العمل الإذاعي والثقافي ببلادنا فكان مرجعاً إعلامياً وثقافياً خرج من بين ثنايا الدهشة ومُزج بطينة الروعة والإبداع؛ فكان من الأولين النابغين السابقين الذين انعكس ظل إبداعهم وتميزهم علماً وثقافةً على كافة مستعمي الإذاعة السودانية في بواكير انطلاقة صوتها وأثيرها، فلا زال يذكرنا بالمقولة القائلة: (مازالت أضواء النّجوم التي انطفأت منذ عصور مضت تصل إلينا حتى الآن، كذلك الأمر مع العظماء الذين ماتوا منذ قرون مضت، ولكنهم مازالوا يصلون إلينا ويؤثرون فينا بأشعة شخصياتهم (خليل جبران) كيف لا وهو أول سوداني آنسنا وحيّانا عبر الأثير وقال (هنا أمدرمان).
(1)
ولد عبيد عبد النور في عام 1896م بمدينة رفاعة، وقرأ الخلوة وحفظ القرآن فيها وتعلم على يد الشيخ والأستاذ بابكر بدري ثم ذهب إلى أمدرمان وواصل تعليمه العالي إلى أن دخل كلية غردون التذكارية في عام 1913م ثم تخرج معلماً في عام 1917م وعمل مدرساً في مختلف ولايات السودان وداخل أمدرمان، ثم هاجر عبد النور في بواكير صباه إلى لبنان ليدرس هنالك بالجامعة الأمريكية ببيروت، ليتخصص في التاريخ وحضارات الدول، وبعد أن تأهل عبيد عبد النور بصورة أفضل عاد وعمل معلماً بنفس الجامعة التي تخرج فيها وهي كلية غردون في ظاهرة فريدة وجديدة من نوعها وهي توظيف معلمين سودانيين بكلية غردون التذكارية.
(2)
جاء استيعاب عبيد لكفاءته وتميزه وذكائه الحاد؛ فكان يُدرس التاريخ والتربية الوطنية وتميز عبد النور بقوة الطرح وإجادة الخطابة وسرعة اتخاذه للقرارات الجادة والصائبة في أحلك الظروف والمناسبات كما كان عبيد يحتفظ بود خاص لمدينة رفاعة وأهل رفاعة، وظهر ذلك في كثير من مقالاته ومذكراته ولكنه كان كثير الاختلاف مع المفتشين الإنجليز ومدير كلية غردون نسبة لأفكاره وآراءه المناهضة للحكومة الإنجليزية، وإزداد الأمر سواءً بانضمامه المعلن جهرةً لجمعية اللواء الأبيض ودخوله لمؤتمر الخريجين في بواكير تشكيله وتكوينه؛ حيث كان من المؤسسين له.
(3)
كان لعبد النور اهتماماً كبيراً بالفن والأدب والشعر وجمع التراث الشعبي، كما وظَّف الشعر في خدمة قضاياه الوطنية في مناهضة الاستعمار؛ فكتب قصيدتة الشهيرة المغناة بعنوان (يا أم ضفاير قودي الرسن واهتفي فليحيا الوطن)، التي رددها الجيش والمواطنون في أحداث 1924م الشهيرة. وعن دقة عبد النور في التوثيق والتأكيد من صحة المعلومات قال عنه الأديب محجوب عمر باشري ما يلي (إن الدور الذي لعبه عبيد عبد النور في الفكر السوداني لا يستهان به، فقد كان المستشرق (هيللسون) يدرس التاريخ الإسلامي باللغة العربية ويعتمد في ذلك على آراء المستشرقين، ولكن عبيد عبد النور رجع إلى المؤرخين العرب والمسلمين وصحح كثيراً من المعلومات والأخطاء).
(4)
في بداية أربعينيات القرن الماضي أدخل الإنجليز الإذاعة بالسودان ولكنهم رغم اختلافهم في كثير من الأحيان مع عبيد في عدد من القضايا إلا أنهم لم يجعلوا هذا الخلاف عائقاً على ألا يأتو بعبد النور إلى الإذاعة وذلك لتأهله وثقافته العالية، ولذا وجد الإنجليز أنفسهم مضطرين للتعامل معه رغم أن الإذاعة كانت في تلك الفترة تبث برامجها لمدة نصف ساعة فقط يومياً، وتركز في برامجها على استراتيجيتهم في أخبار الحرب العالمية الثانية وتترك مساحة أغنية سودانية واحدة فقط أو قراءة لبعض الآيات من القرآن الكريم، فأثبت عبد النور تفوقاً ونبوغاً كبيرين في التقديم الإذاعي، وكان له قدم السبق بأن كان أول سوداني يقول (هنا أمدرمان)، ولكن بعد بداية خروج المستعمر قام عبيد عبد النور بسودنة كل أخبار الإذاعة، وزاد ساعات البث وأدخل فقرات للدراما والمسرح والتراث والشعر والغناء. حتى أنّ الإذاعة في بدايتها الأولى بعد السودنة كانت في منزل عبيد عبد النور ببيت الأمانة دون أن يفرض عليها إيجار أو مقابل، وعندما تم تحويل الإذاعة إلى منطقة البوستة لم يستخدم عبد النور منزله بل حوله إلى مدرسة، وهي مدرسة بيت الأمانة الموجودة إلى يومنا هذا.
(5)
عندما توفي عبيد عبد النور إلى رحمة مولاه في أواخر الخمسينيات ترك وصية على أن يدفن في مدرسة بيت الأمانة، ولكن حنق الإنجليز وسخطهم عليه جعلهم لا يتركوه حتى وهو ميتاً فرفضوا دفنه بالمدرسة فووري جسده بالمقابر، ولكن بعدما تولى الزعيم إسماعيل الأزهري زمام الأمور وخرج الإنجليز بكلياتهم من البلاد، أمر الزعيم بتحويل رفاته من المقابر إلى مدرسة بيت الأمانة (نسأل الله له الرحمة والمغفرة).

صحيفة السوداني

,الاذاعة السودانية بث مباشر ,الاذاعة السودانية اغاني ,الاذاعة السودانية دف , ,الاذاعة السودانية المكتبة الصوتية , ,الاذاعة السودانية البث الحي ,الاذاعة السودانية برنامج حقيبة الفن ,الإذاعة السودانية دفء الكلمة وصدقها حسن عطية ,الاذاعة السودانية دفء الكلمة , ,الاذاعة السودانية يوتيوب ,الاذاعة السودانية وردي ,الاذاعة والتلفزيون السودانية ,الاذاعة والتلفزيون السودان ,الاذاعه والتلفزيون السوداني ,الاذاعة السودانية النشأة والتطور ,مكتبة الاذاعة السودانية وردي ,الاذاعه السودانيه دفءالكلمه وصدقها ,الاذاعة السودانية اغاني وردي ,اذاعة ودمدني السودان ,اذاعة وتلفزيون السودان ,الاذاعة السودانية هنا امدرمان ,اذاعة هلا السودانية ,مكتبة الاذاعة السودانية هاشم ميرغني ,اذاعة هوا السودان ,اذاعة هلا السودان ,هيئة الاذاعة السودانية ,الاذاعة السودانية نت ,الاذاعة السودانية في نصف قرن ,تردد الاذاعة السودانية نايل سات ,مكتبة الاذاعة السودانية مدائح نبوية ,نشأة الاذاعة السودانية ,تردد الاذاعة السودانية على نايل سات ,الاذاعة السودانية مباشر ,الاذاعة السودانية مكتبة الاغاني ,الاذاعة السودانية مكتبة ,الاذاعه السودانيه مكتبه صوتيه ,الاذاعة السودانية محمد وردي ,الاذاعة السودانية مدائح ,الاذاعه السودانيه مديح ,الاذاعة السودانية موبايل ,الاذاعة السودانية منتديات ,الاذاعة السودانية مؤتمر اذاعي ,الاذاعة السودانية لسان العرب ,اذاعة السودان للقران الكريم ,مكتبة الاذاعة السودانية للاغاني ,الاذاعة السودانية برنامج لسان العرب ,مكتبة الاذاعة السودانية للصوتيات ,الاذاعة السودانية اون لاين ,الاذاعة السودانية كابلي ,الاذاعة السودانية قران كريم ,مكتبة الاذاعة السودانية كلمات ,مكتبة الاذاعة السودانية ,اذاعة قناة السودان ,قنوات الاذاعه السودانيه ,قانون الاذاعة السودانية ,الاذاعه السودانيه فيس بوك ,الإذاعة السودانية فيسبوك ,الاذاعه السودانيه في رمضان ,الاذاعه في السودان ,الاذاعة السودانية حلم في حلم ,الاذاعة السودانية دراسات في القران الكريم ,برامج الاذاعة السودانية في رمضان ,الاذاعات في السودان ,الاذاعة السودانية برنامج دراسات في القران الكريم ,الاذاعة السودانية ,الاذاعة السودانية البث المباشر , ,الاذاعة السودانية الرياضية ,الاذاعة السودانية عبر الانترنت ,الاذاعه السودانيه عثمان حسين

تعليقات الفيسبوك

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.