مصمم أزياء سوداني يصف مذيعي القنوات بـ(البهدلة).. طه سليمان مطرب لا يختلف عليه إثنان.. والأزياء التي إرتداها كانت جميلة لكن في الزمان و المكان غير المناسبين

تحمدي داؤود من مواليد سنار.. درس القانون والعلوم السياسية بالمملكة المغربية؛ رغم دراسته لمادة الفنون بالثانوية ..لكن الأسرة كانت تمني نفسها بدراسة إبنها للقانون والحقوق.. عمل بعد التخرج بالمملكة العربية السعودية مترجمًا في الأمن العام؛ ليتجه إلى (باريس) لدراسة تصميم الأزياء، بغرض تجميل الزي القومي السوداني والخروج به من المحلية إلى الإقليمية والعالمية.. بعد الدراسة عاد للسودان حتى إستقر به المقام أخيراً بالخرطوم في العام ٢٠١١م ليؤسس ماركته الخاصة (أرابيسك ستايل) بأيدي عاملة هندية.. (السياسي) جلست مع المصمم السوداني حمدي باريس في دردشة رمضانية وهذه محصلتها:

*لماذا الزي القومي والـ(على الله) تحديداً؟
-وضعت لمسات جمالية وفنية على الجلابية بهدف ترغيب الشباب في زينا القومي الذي هجره عدد كبير من الشباب بإتجاه الجينز والتي شيرتس، وواجهتني مشكلة في تصميم الجلابية بحكم أنها غير عملية فالأكمام واسعة وتحد قليلاً من الحركة بحرية، لذلك وجهت تصميماتي أولاً نحو الـ(على الله) التي تعتبر مرحلة أولى لإرتداء الجلابية ..والمعروف عنها أنها تلبس في المناسبات والأعياد وصلاة الجمعة فقط، وتتميز باللون الأبيض.. ولا تتقبل ألوان غير؛ عكس الـ(على الله (التي أجاد عدد من المصممين في ألوانها وتشكيلاتها.. ولكنها أشكال تقليدية لم تخرج من عباءة (الأنصار) ولكني غيرت في تصميمها بإضافة ألوان شبابية وشالات بنفس اللون، و(ألغيت) خطوطها الخلفية.
*هل هي تصاميم للكبار فقط؟
-بالعكس لديّ تصاميم للمراهقين والأطفال، وأضفت لها رسومات مثل الرسومات المطبوعة على (التي شيرت) ووجدت إقبالاً كبيراً خاصة من أبناء السودانيين المغتربين بالخليج وأوروبا وأمريكا.. بحكم أنهم أقل عرضة للإنتقاد عند إرتدائها في شوارع الخرطوم، بإعتبارها تشكيلات جديدة على الذوق السودان، والأن أصبح هناك زبائن من الشباب يطلبون بمواصفات خاصة للفت الأنظار يسمونها (وهمات).
*مسألة الألوان الصارخة والجديدة.. هل عليها إعتراض من الأسر.؟
-شوف هناك أسر تفرض على أبنائها أنواع معينة من الأزياء ..وبالتالي هناك أيضًا أسر تتقبل هذه الأزياء؛ وتأتي مع أبنائها لإختيار نوعية الأقمشة وألوانها حتى ..وأنا لا أجد أي سبب للمعارضة، فالقمصان الآن ومعظم الأزياء الرجالية تجدها تحمل ألواناً متعددة مثل التركواز والفوشي، فلماذا التحفظ عليها عندما تفصل الأقمشة الملونة كجلابية أو على الله ..!!في حين يرتديها هؤلاء في الزي الهندي المطرز والملون وبالمناسبة الأزياء قديمًا في الجزيرة العربية وحتى بعد ظهور الإسلام كانت ملونة.
*أنت تمتلك مشغلاً في مكان يراه البعض للمرفهين، فهل أسعارك في متناول الجميع.؟
-أنا أعتقد أن مهنتي هي نوع من الفن، ولا أمتهن التصميم من باب الربح إن كنت تقصد ذلك.. وجميع تصاميمي متفردة ولا أكررها أبداً، إلا إذا طلب مني زبون ذلك.. عشان كده بعتقد إنو القطع الفنية تحتاج لمن يقيمها.. وأعمالي قطع فنية؛ إذاً هي بدون مقابل لمن يقدرها.
*يقولون تصاميمك تطمس الهوية السودانية في الجلابية؟
-أقول لهؤلاء أنا من أكثر المحافظين على هوية الزي القومي، وتصاميمي تشجع الشباب على إرتداء الجلابية والـ(على الله)، التي هجروها كما ذكرت لك في البداية.. وحداثة التصاميم هي الطريق الأمثل لعودة شبابنا للزي القومي متجهين نحو (السيستم) و(أديني حقنة).. ومثال الثوب السوداني إحتفظ بملامحة وشكله، مع دخول الحداثة في التصاميم والزركشة، لكنه نفس المقاس (٤ أمتار ونص) والجلابية هي نفسها في الشكل وتحمل نفس المقاس المتعارف عليه (٥ أمتار)
*ذكرت أنك درست بالمغرب؟ وبالتأكيد صمت رمضان هناك؟
-نعم درست حسب رغبة الأسرة، والمغاربة طيبون جداً ويحبون السودانيين جداً جدًا .. ولم أحس بأنني غريب في بلادهم.. وهم يشتهرون بالكرم، وفي شهر رمضان الفضيل يتشاجرون في ضيافة الطلبة السودانيين؛ وتجد موائدهم تمتد على جميع (زنقاتهم) شوارعهم، ورمضان هناك نستلذ فيه بالروحانيات والليالي الدينية.. وبالمناسبة الفنان سامي المغربي دفعتي درسنا بنفس الكلية هناك .
*هل لك تجربة مع القنوات الفضائية في تصميم أزياء مقدمي البرامج؟
-لديّ تجربة مع قناة أم درمان الفضائية، وهي بحساباتي الخاصة تجربة ناجحة وجدت الإشادة، وأتمنى تكرارها.
*ما رأيك في أزياء مقدمي البرامج والمطربين؟
-عند المقارنة بالقنوات الخارجية للأسف مذيعي تلفزيوناتنا يلبسون على حسابهم الخاص، وتحس في بهدلة كده في اللبس.. وحتى البرامج الغنائية، ومثال لذلك أغاني وأغاني فالضيوف يدوك إحساس بالضياع، فمن المفترض ألا يرتدي الفنان أو النجم الملابس العادية.. لابد أن تجد فيها الإبهار.
*حدث هجوم على طه سليمان عند ظهوره في البرنامج بسبب (زيه)؟
-الهجوم على طه سليمان ليس بسبب اللبس؛ ولكنه هجوم شخصي، فهو مطرب لا يختلف عليه إثنان.. والأزياء التي إرتداها كانت جميلة، فقط أعيب عليه أنها كانت غير مناسبة في مسألة توقيت العرض والسهرة.. وبالمناسبة النظارة السوداء التي ظهر بها، كل النجوم العالميين يرتدونها، وهي ليست شمسية؛ بل هي تحفظ العين وتقيها من الأضواء، وأنا أرى أن كل مجموعة أغاني وأغاني تحتاج لمن يقوم بتوجيهها في مسألة اللبس، فمن غير المعقول أن يرتدي أحد الفنانين لباس صيفي وتجد في نفس الحلقة فنان آخر يرتدي بدلة كاملة أو زي شتوي..! إذاً يجب التوحيد في الأزياء، ولا أدري لماذا الإصرار على إرتداء البدل الكاملة، حتى للمذيعين، فالزي القومي أجمل وأخف من البدل الرسمية.
*العمالة بالمشغل هنود؟
-نعم فهم يمتازون بطولة البال، وغير تقليديين مثل السودانيين، ويقومون بتنفيذ تصاميمي بصورة دقيقة.
*أخيرًا.. ماذا تقول لقراء (السياسي)؟
-أقول لهم كل عام وأنتم بخير، والتحية للجميع مع التمنيات بحياة طيبة وجميلة للجميع.

صحيفة السياسي

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.