حيدر المكاشفي: الدولار من الستين الى شارع الهوا

عاودت أسعار العملات الأجنبية ارتفاعها القياسي أمام الجنيه السوداني، وأغلقت تداولات الأحد على تراجع كبير في المعروض وتزايد الطلب بما ينذر بتواصل الزيادة خلال الأيام المقبلة، وطبقا لمتعاملين تحدثوا لـ (سودان تربيون) فإن سعر بيع الدولار ارتفع إلى ٧٨ جنيها مقارنة بـ٧٧ جنيها نهاية الأسبوع الماضي فيما بلغ سعر البيع للريال السعودي ٦ 20. مقابل ٢١جنيها للدرهم الاماراتي ووصل سعر البيع لليورو ٨٨ جنيها ونفى تجار العملة تأثر السوق الموازي بإعلان وزير المالية اتفاق مع اصدقاء السودان لتمويل موازنة 2020م.

وقال أحد المتعاملين لـ (سودان تربيون) إن السوق الموازي يحتكم لعوامل العرض ولا توجد موارد كبيرة من النقد دخلت السوق وتابع ” عملية التداولات تمضي كما هي ولا أتوقع انخفاض أسعار العملات الأجنبية قريبا ونهاية الأسبوع الماضي أعلن وزير المالية السوداني، ابراهيم البدوي عن خطة لإنعاش الاقتصاد السوداني بعد التوافق مع المجتمع الدولي على خارطة طريق تبدأ ببرنامج لإعادة تأهيل الاقتصاد السوداني بتقديم دعم مالي دون دفع متأخرات الديون الخارجية وأعلن عن مساع لمعالجة ديون السودان الخارجية قبل نهاية العام المقبل التي تبلغ أكثر من 50 مليار دولار كما كشف عن اتفاق مع اصدقاء السودان لتمويل موازنة 2020 عبر عشرين مشروعا تم التوافق عليها..

هذا التصاعد المتسارع للدولار يعيد للأذهان التحذير الذي أطلقه وزير المالية الأسبق وعراب سياسة التحرير الاقتصادي عبدالرحيم حمدي، قبل اسابيع قليلة من نجاح الثورة حذر حمدي من تصاعد سعر الدولار وبلوغه “60” جنيهاً حال تحرير سعر الصرف، ورأى حمدي أن تصاعد سعر الدولار وبلوغه الـ(60) جنيهاً حال تحرير سعر الصرف (حيصل شارع الهوا)، جازماً بإن الإجراءات الحكومية الأخيرة، تعتبر تحريراً رغم النفي، مؤكداً أن معالجة الأزمة تحتاج إلى مدة لا تقل عن عامين وطالب ببرنامج “دعم سريع” لإنقاذ الاقتصاد بزيادة إنتاج البترول إلى (180) ألف برميلاً يومياً عبر سداد الديون بالعملة المحلية، وزيادة المرتبات والمعاشات المدنية والعسكرية وزيادة برامج الإسناد الاجتماعي للفقراء.

وأقترح تخفيض سعر الدولار الجمركي لحوالي (10) جنيهات، محذراً من رفع الدعم، وأضاف: (الحديث في الوقت دا غير صحيح)..وايرادنا لرؤية حمدي هذه لم يكن بقصد تبنيها، وانما جاءت على سبيل الشئ بالشئ يذكر، صحيح أن فلتان الدولار والعملات الأخرى من التركات المثقلة التي ورثتها الحكومة الحالية للأوضاع الاقتصادية المضطربة والسياسات الفاشلة للنظام البائد، ولكن الصحيح أيضا أن الحال مازال يراوح مكانه، ومازال الاضطراب حاصلا لعملات أجنبية هي كل يوم في شأن، ومن هنا يجئ استلافنا لتحذير حمدي خوفا من أن يبلغ الدولار شارع الهوا وهو شارع مرور سريع بعد أن تجاوز شارع الستين بل لامس حدود الثمانين بحسب الخبر أعلاه..فهل نقول ما أشبه الليلة بالبارحة..

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.