ما الذي يشعر به المرء عندما يكون في غيبوبة ..بين الحياة والموت؟

يحاول العلماء منذ سنوات التوصل إلى ما يشعر به الشخص عند دخوله في غيبوبة بعد تعرضه لحادث ما، مما يجعله بين الحياة والموت.

في هذه الأثناء يحاول العلماء منذ سنوات التوصل إلى ما يشعر به الشخص عند وقوعه في مثل هذه الحالة، وكيف يمكن مساعدته، لا سيما أن مهمة التواصل بوعي مع هؤلاء تكاد تكون مستحيلة.

وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “أرغومنتي إي فاكتي” الروسية، تحدثت الكاتبة، يوليا إليينا، عن الأشياء التي يشعر بها المريض عندما يكون في حالة غيبوبة.

ميت أم على قيد الحياة؟
أشارت الكاتبة إلى أن حوالي 230 ألف شخص سنويا يدخلون في أوروبا في حالة غيبوبة، يبقى حوالي 30 ألف منهم في تلك الحالة لفترة طويلة، وأحيانا تلازمهم تلك الحالة طيلة حياتهم.

وفي الواقع، يعد الرقم مفزعا ويزداد عاما بعد عام بسبب بعض التجارب الطبية. وعموما، ارتفع عدد هؤلاء المصابين في القرن العشرين عندما تم اختبار ابتكارين اخترعهما العلماء، وهما جهاز مزيل الرجفان، الذي يستخدم في معالجة اضطرابات دقات القلب، وجهاز تنفس اصطناعي يمكنه التنفس بدلا من المريض.

في 19 ديسمبر/كانون الأول عام 1999، اصطدم الطالب الكندي سكوت روتلي البالغ من العمر 26 عاما بسيارة شرطة كانت تطارد المجرمين في مفترق طرق. وجراء ذلك الحادث، أصيب روتلي بتلف في الدماغ ودخل في حالة غيبوبة عميقة دامت حوالي 12 عاما، انتهت بوفاته بسبب انتقال عدوى له، رغم أن والديه كرسا حياتهما لرعايته وقراءة الكتب له وتشغيل التلفاز في غرفته.

في هذا الصدد، لاحظ والدا روتلي قبل وفاته أن ابنهما يحرك أصابعه عند وضع أغانيه المفضلة، وحاولا إقناع الأطباء بذلك. ونتيجة لذلك، قرر موظفو المستشفى اللجوء إلى اختصاصي علم الأحياء العصبي الذي يدير مختبر إصابات الدماغ والأمعاء العصبية في جامعة أونتاريو الغربية، أدريان أوين.

ورغم الشكوك التي تجول في ذهن أوين، فإنه وافق على التحقق من وظيفة دماغ المريض باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ونجح العلماء آنذاك لأول مرة في إقامة اتصال حقيقي مع شخص محبوس في جسده، ولكن يحافظ في الوقت نفسه على قدراته العقلية.

هل يشعر بالألم؟
ونقلت الكاتبة ما جاء على لسان أوين الذي أفاد قائلا “لقد تعاملت لسنوات مع مرضى يقعون في الحالة الرمادية، أي بين الحياة والموت. لذلك، وافقت على خوض هذه التجربة على مضض، وأحبطت أقاربه، الذين كانوا متأكدين من أن المريض أظهر علامات على الحياة، خلال العديد من المرات، وفي حالة روتلي، شعرت بنوع من المسؤولية المختلفة، لا سيما أن والديه لم يفقد الأمل للعديد من السنوات، وخلق كل الظروف الممكنة من أجل إعادته إلى هذه الحياة”.

وخلال التجربة التي أجريت على روتلي لمعرفة ما إن كان واعيا حقا، طلب منه تخيل نفسه وهو يلعب كرة التنس وبعض الأمور الأخرى، ليتبين للعلماء أن دماغ روتلي يستجيب لهم.

الشعور بالعطش
دخلت معلمة تبلع من العمر 26 ربيعا، تدعى كيت بينبريدج، في حالة غيبوبة بسبب التهاب في المخ نتج عن الإصابة بفيروس ما، وأجرى الأطباء التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مرات عدة، وخلال التجربة، توصلوا إلى أن كيت تتفاعل مع وجوه الناس.

وكان ذلك بمثابة إنجاز مذهل للعلم، لا سيما أنه قبل القيام بهذه التجربة اعتبر العلماء أن المرضى في حالة ميؤوس منهم. وفي أغلب الأحيان، لم يحاولوا حتى علاجهم. في المقابل، دفعت بيانات التصوير المقطعي بالأطباء إلى استئناف العلاج.

وبعد ستة أشهر من العلاج، استعادت بينبريدج عافيتها، وأخبرت الأطباء عما كانت تشعر به خلال تلك الفترة، حيث اتضح أنها كانت تشعر بالعطش الشديد ولم تستطع طلب الماء.

كما كانت تنتاب بينبريدج حالة من الخوف غير العادي بسبب قيام الأطباء والممرضات بالعديد من العمليات الطبية على جسدها دون التواصل معها، إلى جانب ذلك، اعترفت بينبريدج بأنها حاولت الانتحار عن طريق حبس أنفاسها، إلا أنها لم تنجح في ذلك.

وفي الختام، نوهت الكاتبة بأنه من وجهة نظر الفيزيولوجيا المرضية، تنتهي أي غيبوبة في موعد لا يتجاوز أربع أسابيع بعد بدايتها (إذا لم يمت المريض).

وتعتبر الحالة النباتية دائمة إذا استمرت من ثلاث أشهر إلى سنة، كما يعتمد تشخيص كل مريض على بعض العوامل، أهمها طبيعة الضرر الذي تلقته الحالة، وذلك بحسب مدير مركز موسكو العلمي للأمراض العصبية، الأكاديمي ميخائيل بيرادوف.

المصدر : الصحافة الروسية

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.