قطع رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” بأن أي زيادة في أسعار الكهرباء على أصحاب الدخول الضعيفة والمتوسطة من المواطنين خط أحمر.
وبحث خلال اجتماع موسع ومطول ضم نائبيه ووزراء رئاسة الجمهورية ومدير جهاز الأمن والمخابرات، أزمة التيار الكهربائي مع المسؤولين في وزارات النفط، والكهرباء والموارد المائية.
ووافق “البشير” خلال الاجتماع على وثيقة لتطوير واستدامة التيار الكهربائي على عدة مراحل، دفعت بها وزارة الموارد المائية ووعد بمتابعة مراحل عملها.
وفي الأثناء أصدر وزير الموارد المائية والكهرباء “معتز موسى” (الأربعاء) قراراً بإعفاء مدير شركة توزيع الكهرباء “علي عبد الرحمن”، وعين مكانه “عبد الرحمن حجاج” الذي كان يعمل مديراً للتخطيط والمشروعات بالشركة.
وجاء قرار إعفاء مدير شركة توزيع الكهرباء بعد تعيينه وزيراً للشؤون الهندسية في حكومة الولاية الشمالية.
وأرجع “معتز موسى” العجز في الإمداد الكهربائي، إلى عدم استدامة الوقود وتذبذب المياه في النيل والبحيرات الرئيسة في سدي مروي والروصيرص، فضلاً عن بعض الإشكالات المتعلقة بالاختناقات في شبكة التوزيع والنقل.
وأكد في تصريحات صحفية عقب الاجتماع أن الوزارة وضعت المعالجات التدريجية التي أدت إلى تحسين الإمداد بنحو أفضل مما كان عليه سابقاً، نافياً وجود برمجة للقطوعات حالياً.
وأوضح أن الوثيقة وجدت اهتماماً من الرئيس ونوابه قسمت الأعمال إلى مدى قصير لمعالجة العجز في التوليد بأنواعه المختلفة، والاختناقات في شبكات النقل والتوزيع للعام ( 2015 – 2016م) مع استدامة بعض الصيانات، وتعزيز التوليد بإضافات إسعافية بجانب خطة متوسطة المدى للأعوام (2017 – 2020م) ومؤشرات هادية للمرحلة ما بعد العام 2020م.
وبشأن التوليد في سد مروي قال وزير الموارد المائية: إن الوحدات العشر في السد جاهزة للعمل.
واستدرك بالقول: (إلا أن هذه الفترة من كل عام يكون مستوى البحيرة منخفضاً جداً وأن الأيام العشرة الماضية كان إيراد النهر فيها منخفضاً دون المعدل، مما يعني انخفاضاً كبيراً في القدرة على التوليد وهو أمر خارج سيطرة البشر).
وأضاف: (الوزارة أعادت إدارة التخزين المائي بالبلاد على نحو منظومة واحدة لتعديل الأوضاع نحو الأحسن في مروي وهو ما يجري هذه الأيام).
وأشار إلى أن ازدياد كمية المياه خلال الخريف يجعل حجم المياه أمام وخلف السد متقارباً مما يتسبب في انخفاض التوليد مرة أخرى في سد مروي، لافتاً إلى أنها ظواهر موسمية لا تتعلق بالأداء في سد مروي بل تؤثر على كافة السدود .
وأوضح “موسى” أن انفصال الجنوب وفقدان البلاد لموارد مهمة من العملة الحرة أدى إلى انخفاض التوليد الحراري إلى أدنى مستوياته، مشيراً إلى أن الإنتاج الحراري ارتفع من (19%) إلى (40%) من الشبكة القومية، وتوقع أن يرتفع حجم التوليد الحراري من (900) ميقاواط إلى (1350) ميقاواط العام القادم .
وحول استيراد الكهرباء من إثيوبيا أكد الوزير أن الطلب على الكهرباء في إثيوبيا أصبح عالياً، ومن ثم انعدم الاستيراد خلال الشهرين الماضيين، مما أثر على حجم الإمداد لأنه كان جزءاً من حسابات الكهرباء .
وحول زيادة أسعار الكهرباء قال وزير الموارد المائية: (أعرف أمرين، الأول أن الكهرباء تباع الآن بـ(20%) من تكلفتها والناس فيها سواء الغني والفقير، والأمر الثاني أن رئيس الجمهورية وضع خطاً أحمر بعدم المساس بأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، وفي هذا الإطار يتم التداول وسنرى ما يأتي به المستقبل).
المجهر