احتيال باسم القرءان

الخرطوم : سودافاكس

مؤسسات وجمعيات ومنظمات كثيرة أسستها الحركة الإسلامية تحت أهداف شريفة و بإسم الدين ومكنت فيها كوادره و فتحت لهم خزائن الدولة لينهبوا جهراً تحت حماية حكومتهم ودون محاسبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جمعية القرءان الكريم التي ينص نظامها الأساسي بأن أهدافها تتمثل في تحفيظ القرءان الكريم و تدريس علومه وطباعة ونشر كتبه وتوزيعها ودعم مراكز البحوث للعناية به، والتنسيق مع الهيئات التي تعنى بالمحافظة على القرءان الكريم وعلومه في البلاد الأخرى.

 

اليوم وبعد سقوط النظام اتضح أن الجمعية ما هي إلا شركة استثمارية تملك استثمارات ضخمة عائدها وحده يكفي لحل مشاكل التعليم بجميع مستوياته إلى الأبد، ولم يكن للشعب أن يكتشف حجم تلك الأموال لو لا ثورة ديسمبر.
أول أمس كشفت لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام المخلوع عن وجود منجم للذهب يتبع لجمعية القرءان الكريم، وقالت إنه بعد صدور القرار أسرع قيادات الجمعية إلى تفكيك المنجم ومحاولة الهروب بالذهب والآليات لولا تدخل الشرطة، وتدوين بلاغات جنائية في مواجهتهم، إلى جانب ذلك تملك الجمعية فندقين ومبنى في الرياض متعدد الطوابق وأسطولاً من العربات ودعماً مالياً يقدر بـ 750 ألف جنيه شهرياً هذا ما تم معرفته وما خفي أعظم.

 

الجمعية بما توفر لها من مال إن كانت حريصة على القرءان لاستطاعت جعل كل شعب السوداني حافظاً وعالماً بتجويده وتفسيره ومتفقهاً في علومه، ولامتلك كل مواطن مكتبة من المصاحف وكتب التفسير وعلوم الدين في منزله، ولكن الجمعية لم تصل حتى إلى مناطق تقع على أطراف الخرطوم و على بعد كيلو مترات قليلة من مقرها الفخيم في وسط الخرطوم حيث ما زال هناك من لم يحفظون الفاتحة و لا يعرفون حتى من هو رسول الإسلام .
حقيقة كل يوم تكشف لنا الأيام أن نظام الحركة الإسلامية هذا يستحق أن يسجل في الموسوعة العالمية كأول أفسد نظام في تاريخ البشرية، حسب كمية الفساد ونوعه وطرق ارتكابه التي لم تحدث من قبل في أية دولة، فهو ارتكب جرائم جديدة لأول مرة في تاريخ البشرية يسمع بها الناس، فهي جرائم لا يمكن أن تخطر بعقل أوسع الناس خيالاً في الإجرام ولا أعتقد أنها سترتكب حتى يوم القيامة .

 

لا أعتقد إن هناك أحد يمكن أن يتخيل أن هناك مسلماً في العالم مهما كان فاسداً يمكن أن يفكر في هذا العمل الإجرامي، بل ولا حتى أولئك الكفار الذين تتهمهم الحركة الإسلامية بأنهم أعداء الدين الإسلامي يمكن يرتكبوا جرماً بهذه البشاعة كما فعلت هي، وحقيقة هذا قليل من كثير، ومثال لقاعدة اعتمدت عليها الحركة الإسلامية منذ وصولها للسلطة فقد اعتبروا الدولة (حقتهم) كما قالوا في التسجيلات التي بثتها قناة العربية .

 

جمعية القرءان الكريم ليست هي المؤسسة الوحيدة التي أسستها الحركة الإسلامية للاحتيال علينا باسم القرءان أو الإسلام أو الاقتصاد أوالعدل أو غيره، فهناك مؤسسات كثيرة أخرى بالإضافة لاستغلالها جميع المؤسسات على مستوى الدولة والمجتمع، ولذلك يجب أن تفكك كل المؤسسات التي أسستها وتراجع كل مؤسسات الدولة الأصلية وتصحيح مسارها فمن هنا يبدأ بناء السودان الجديد الذي يحلم به الجميع.

 

 

التيار نت

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.