الزحف الأخضر فى الفولة: لا يحتاج لقانون طوارئ

الزحف الأخضر فى الفولة: لا يحتاج لقانون طوارئ

الزحف الأخضر عبارة عن نشاط تكتيكى مُخطط على سلسلة من الإجراءات تنتهى بإنقلاب على الحكومة الإنتقالية, و من ثَمّ يستعيد المؤتمر الموطنى دولة القراصنه بثوبٍ آخر , إذن الزحف الأخضر هو, من ناحية أخرى إستراتيجية للإنقضاض الناعم على الثورة الشعبية عبر إجراءات تنويمية , تحقق أهدافها عبر محكاة ثورة ديسمبر بشعارات مثل ( لا للأقصاء, لا للعلمانية و تصحيح مسار الثورة …….), و يتم تنفيذ تلك الإجراءات فى عدد من المناطق من بينها الفولة لأسباب تاريخية و تُختم فى العاصمة.

هل مثل هذا السيناريو يمكن أن يأتى بنتيجة فى الفولة ؟؟؟؟؟ . لا طبعاً للأسباب الآتية :-
العقلية التى دبرت هذا البرنامج مدفوعة بعوامل النزعة المركزية و بالتالى أختذلت فكرة التطبيق إلى وحدة جغرافية صغيرة تُسمى الفولة بإعتبارها مركز تعبوى, و نست أن الأمير و الناظر فى مركز غرب كردفان هو خادم لأهله و ليس سيدهم .
التجارب التاريخية لشعب المنطقة مع المؤتمر الوطنى خاصةً و الحركة الإسلامية عامة حددت زوايا الرؤى و منطق التعامل و حيثيات التوقع, و من التجارب البارزة الآتى:-

– المؤتمر الوطنى كربيب للحركة الإسلامية أتخذ الإسلام تجارة رائجة لحشد شعب المنطقة ضد الحركة الشعبية بالأخبار الزائفة التى تستدر العاطفة منذ منتصف التسعينيات , و بعد إنتهاء المهمة أنتهت صلاحية القادة الإسلاميين من أبناء المنطقة بدون مستحقات.
– عندما تم إستخراج البترول بعد تأمينه بواسطة أبناء المنطقة ,قام القراصنة بإبعاد أهل المنطقة من دائرة القطوف الدانية التى خُصِصت فقط لفئة معينة من المركز , فى العائد المادى و التوظيف . لكن لم ينتفض الشعب ضدهم لأسباب ترجع لتركيبة المجتمع.
– أحتوت إتفاقية السلام الشامل ( برتكول أبيى) على نصوص لا يمكن تطبيقها لإعتلال المنطق فى سياقها, و ظهرت بعضها فى النصوص المترجمة إلى العربية.
هل أهل المنطقة لم تكن لهم دراية بتلك الوقائع ؟؟؟ الفساد الذى مارسه المؤتمر الوطنى لا يحتاج إلى قصّاص يتتبع أثر اللصوص و لا جاسوس يسترق همس المؤتمرين ليلاً , لكن الشعب لم يرد على كثير من الأشياء مع المقدرة, إلاّ فى حالات طارئة يجب أن تكو عظة لمن لم يتعظ و ذلك مثل الآتى:-

– عندما حاول المركز مُمثّل فى المؤتمر الوطنى الإلتفاف على مستحقات قانونية لبعض الأفراد و أوفد إبراهيم شمس الدين بإعتباره صاحب عين حمراء إلا إنّه أنقلب إلى أهله مدحوراً رغم تدجيج صحبه بالأسلحة الفتاكة.
– عندما زار عوض الجاز منطقة الدبب و أستفز المواطنين بأسم القبيلة كان الرد آنياً ولم يستطع الجلادون فعل شىءِ رغم أنّ المؤتمر الوطنى كان فى أوج عظمته و جبروته.

– مرةً أخرى عندما حاول قراصنة المركز التملص من بعض الألتزامات فى 2008 قام المسيرية بتكوين كتيبة الدبب فى لحظات من 27 ألف فرد عندها عندها رضخ المؤتمر الوطنى و أضطر البشير للذهاب إلى المجلد لإستعطاف شعب المنطقة .
– قبل كل ذلك عندما فشل السياسيون قبيل الإستقلال فى تطييب خاطر الجنوبيين أستطاع المسيرية عبر بابو نمر تسجيل أكبر نصر فى تاريخ السياسية عندما تنازل لسلطان الدينكا عن رئاسة مجلس المسيرية فى 1955.
– و أخيراً بعد سقوط الإنقاذ و تكوين الحكومة الانقالية حاول قادة المؤتمر بدفع مليارات الجنيهات فى أواخر 2019 لإعادة إنتاج ثورة 19/ ديسمبر و إعادة توجيها لصالحهم ,عن طريق حشد شباب غرب كردفان للتخريب و أدعوا ان هناك حوالى 7500 شاب جاهز و بالفعل تم الإتصال بهم , ولكن لم يعلم المؤتمرجية ان هؤلاء جزء من شباب الثورة التى أسقطتهم.

على ضوء هذا الطرح المختصر, الزحف الأخضر فى الفولة لا يحتاج لقانون طوارىء لمحاسبة قادته و المتفلتين , الذين سوف يحضرون إلى الزحف الأخضر يومَ غدٍ لا يشبهون الرموز المذكورة أعلاه, سوف يحضر بعض تجار الدّين و أرباب المصالح الخاصة إلى ساحة الزحف, و بعض المتردية و المنخقة بقيادة من سبّوا الدين فى زحف الخرطوم الأخضر 14/ديسمبر.

عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
رسائل الثورة (22) 17/1/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.