عندما يجهش الأطباء بالبكاء لعجزهم عن معالجة المصابين

الخرطوم : سودافاكس

في مدينة ووهان الصينية، منشأ فيروس كورونا الفتاك، يرتدي بعض الأطباء الحفاضات داخل ملابسهم الواقية، بينما يمضي آخرون 12 ساعة دون ماء وطعام حتى يتجنبوا الذهاب إلى دورات المياه.

ويبقى بعضهم دون سترات واقية رغم أنه من شبه المؤكد أنهم بذلك يعرضون أنفسهم للإصابة بالعدوى، وأما السبب فهو نفادها من الأسواق.

 

 

وتقول صحيفة تايمز البريطانية في تقرير من ووهان مهد الوباء القاتل، إن طبيبا صينيا كبيرا أماط اللثام عن “الحقيقة المروعة” بشأن الظروف القاتمة التي تكافح فيها الكوادر الطبية فيروس كورونا.

فقد حكى الطبيب -ويدعى بينغ زيونغ الذي يعمل بمستشفى تابع لجامعة ووهان بوسط الصين- قصصا عن بسالة الطواقم الطبية في المدينة المنكوبة، كاشفا عن أن نحو ألف منهم أصيب بالعدوى، وكيف أن السلطات المحلية حاولت التضييق عليهم في التصدي للأزمة.

 

 

 

ملابس وامتناع
حتى أولئك الذين حالفهم الحظ بالحصول على ملابس واقية، فإن العمل في نوبات لمدة 12 ساعة في اليوم أخذ منهم كل مأخذ. وتنقل الصحيفة البريطانية عن بينغ أن الأطباء في المستشفى التي يعمل بها امتنعوا عن الأكل أو الشرب لأن الملابس التي يرتدونها لم تعد تقيهم عند الذهاب إلى دورة المياه.

يقول بينغ “البدلة الواقية سميكة ومانعة للهواء وخشنة على أجسادنا. وفي أول الأمر لم نكن نشعر بالارتياح عند ارتدائها لكننا الآن تعودنا عليها”.

واضطر بعض الأطباء لارتداء حفاضات البالغين. ومضى نحو شهر لم يجد زملاء بينغ في وحدة العناية المكثفة بالمستشفى فرصة لأخذ إجازة، بل إن قلة منهم وجد فسحة من الوقت للذهاب إلى منزله بسبب طول نوبة العمل أو لخوفهم من نقل العدوى إلى عائلاتهم.

 

 

ووصف بينغ كيف أنه انخرط في البكاء عندما شاهد مرضى يستجدون العلاج لكنهم أُبعدوا. “كانوا ينتحبون أمام المستشفى، وجثا البعض منهم على ركبتيه يتوسل لي لأدخلهم إلى المستشفى، لكنني لم أستطع أن أفعل شيئا لأن جميع الأسرة في المستشفى مشغولة”.

 

 

 

رفض ودموع
وأضاف “كنت أذرف الدمع وأنا أصرف المرضى، حتى جفت عيوني من الدموع”.
وتعلق صحيفة تايمز على ما قاله الطبيب بينغ، مشيرة إلى أن القصص التي رواها تعطي لمحة نادرة لما يحدث في الصين حيث اضطر النظام لتخفيف قبضته على الإعلام للتنفيس عن غضب الجماهير، إلا أنه عاد الآن على ما يبدو لإحكامها مرة أخرى.

وترى الصحيفة أن صراحة بينغ في حديثه عن تستر النظام عن الوباء عند أول ظهوره يأتي بينما يعتمل الغضب ويسود الحزن أرجاء الصين على وفاة الطبيب الصيني “لي وينليانغ”، أول من حذّر من انتشار فيروس كورونا.

وصرح بينغ زيونغ لقناة تلفزيونية محلية أن 40 من أفراد فريقه العامل بوحدة العناية المكثفة التقطوا -مثل لي وينليانغ- العدوى من مرضى. غير أن معدل الإصابات بالمرض أسوأ بكثير في مستشفى آخر بالمدينة، حيث انتقل الوباء إلى ثلثي العاملين بوحدة العناية المكثفة.

 

 

ووفقا لصحيفة تايمز، فإن قرار الطبيب بينغ التحدث علنا يعكس ما يسميه ريتشارد ماكغريغور -الخبير في الشؤون الصينية بمعهد لوي الأسترالي- بــ”تمرد المهنيين” حيث تجرأ أطباء وصحفيون صينيون على انتقاد السلطات في بلدهم علانية رغم ما يترتب على ذلك من مخاطر عليهم.

وبرأي بينغ، فإن الفيروس “لن يتغير نزولا على إرادة الإنسان”، مضيفا أنه يتعين التعامل مع المرض بجدية وفق مقتضيات العلم.

وفي ما يشبه الانتقاد، أشارت الصحيفة إلى أن منظمة الصحة العالمية تبنت نهجا مختلفا في التعامل مع الوباء الجديد، حيث أثنت على الصين لتجاوبها مع تفشي الفيروس. واعتبرت تايمز في تقريرها أن المنظمة الدولية كانت تخشى عندما أشادت بالصين استعداء إحدى أقوى أعضائها عليها.

 

 

الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.