زيارة حمدوك لألمانيا.. نظرة عن قرب

سودافاكس- الخرطوم :
كشفت زيارة رئيس الوزراء السوداني، د. عبدالله حمدوك إلى ألمانيا، ولقائه بالمستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، كشفت عن نتائج إيجابية يأمل الشعبان السوداني والألماني أن تكون لبنة أولى لعلاقات متينة بين الخرطوم وبرلين، أساسها المصالح المشتركة للبلدين.
ابتدرت ألمانيا منذ قيام ثورة ديسمبر تحركات إيجابية عززت العلاقات بين البلدين، حيث زار وزير خارجيتها هايكو ماس الخرطوم والتقى بعدد من المسؤولين وقد كان أول وزير أوروبي يزور السودان مباشرة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، وأشار حينها إلى طموح ألمانيا لأن يكون السودان قادراً على استغلال الفرصة التاريخية بعد سنوات من العزلة لتلقي الدعم الضروري من المجتمع الدولي. وتعهد ماس حينها على لسان ميركل بدعم السودان..
وقال ماس إن قيادة السودان الجديدة تحتاج إلى دعم ألمانيا وأوروبا. وكان قد استصحب معه خطاباً من انجيلا ميركل لتهنئة حمدوك، مؤكدة وقوفها معه كشريك جدير بالثقة رابطة ذلك بتحقيق السلام الداخلي والتنمية. ليس هذا فحسب بل تم الإعلان مؤخراً عن زيارة تاريخية سيقوم بها الرئيس الألماني، فرانك شتاينماير، للسودان نهاية فبراير الحالي.
قبل يومين غادر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للامن السادس والخمسين، وتزامن وصوله مع قرار من قبل البرلمان الالماني برفع العقوبات المفروضة على السودان واعادة التعاون بينهما بعد انقطاع فترة طويلة رغم اعتراض بعض احزاب اليسار داخل البرلمان بعدم التعاون العسكري سواء مع الاجهزة الرسمية او القوات الاخرى التي تمتلك السلاح. سفارة المانيا بالخرطوم اوضحت ان الخطوة تأتي في اطار دعم سياسات الحكومة الانتقالية في السودان وان بلادها تحرص على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين في المرحلة الانتقالية .
في ذات الوقت رحبت الحكومة السودانية سواء من قبل وزارة الخارجية او مجلس الوزراء بالخطوة، وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، بياناً اعلنت فيه التزام الحكومة الانتقالية بالانتقال من مرحلة العون الإنساني إلى خلق شراكات استراتيجية تنموية مستدامة، ترتكز على أسس التنمية الشاملة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. خاصة المانيا والعمل معها على ترقية التعاون والشراكة الاقتصادية في كافة المجالات .
من هنا يتضح التوافق بين الدولتين وسعي المانيا الى بذل الجهود في اطار مساعدة السودان، خاصة وانها رغم القطيعة لم تكن بعيدة عن قضايا الحرب والسلام سيما في دارفور ومناطق النزاع وهي من اكبر الدول اقتصاداً في دول الاتحاد الاوروبي التي تولي القارة الافريقية اهتماماً خاصاً .
فما هي اهمية زيارة حمدوك لالمانيا في الوقت الحالي؟ والى اي مدى يمكن ان تصب في صالح الاستقرار السياسي والاقتصادي في سودان الفترة الانتقالية ؟ وهل يمكن ان تكون المانيا صادقة في وعدها بدعم السودان بما يقارب الثمانين مليون يورو؟ ام تسير في ذات طريق الولايات المتحدة التي ما زالت تحاسب السودان بجريرة النظام السابق وتخالف الاعراف الدولية في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب ؟
السفير الاسبق علي يوسف يرى في زيارة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لالمانيا بانها تاريخية ومن اهم الزيارات التي قام بها، وقال لا بد من حسبان ان المانيا دولة مهمة جداً على مستوى الاقتصاد والسياسة في العالم وفي كل المجالات، رغم انها لاسباب معروفة ليست عضواً في مجلس الامن الدولي الا انها تمثل الرقم الاول من بين دول الاتحاد الاوروبي التي تضم اكثر من 26 دولة بعد انسحاب بريطانيا وهي الاولى في صنع السياسة فيه وفي تمويل الاتحاد نفسه وفي تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي للدول النامية، وتمتاز بمواقف ايجابية تجاه القارة الافريقية وتجاه قضية الهجرة .
ووصف يوسف انجيلا ميركل بانها قيادية من الطراز الفريد ولديها كاريزما وشخصية قوية، واضاف ان زيارة حمدوك لالمانيا فيها كسر مهم لحواجز العزلة المفروضة على السودان .
وقارن يوسف بين زيارة حمدوك لبروكسل ومقابلته لكبار الشخصيات في الاتحاد الاوروبي وبين زيارته لالمانيا التي وصفها بانها ليست سياسية فقط وانما بها من الجوانب الاقتصادية المهمة، حيث وعدت بتقديم دعم قيمته 80 مليون يورو للسودان، اضافة للمساعدات التي تتم من خلال الاتحاد الاوروبي.
وفيما اذا كانت كحليفتها الولايات المتحدة في استبطائها بشأن تنفيذ العهود في الدعم وتطبيق السياسات، قال على العكس انها تهتم ببرامج الدعم وتنفيذها على ارض الواقع هذا، اضافة لاهتمامها بقضية دارفور وعقدها للكثير من المؤتمرات الخاصة بها. اما من ناحية مساعدتها في ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، اشار الى انها من المؤكد ستسهم في ذلك خاصة وان العالم كله يشهد ان وضعه في هذه القائمة مجرد موقف سياسي قديم وعلى الولايات المتحدة اتخاذ القرار باعجل ما تيسر لانه استجاب وفقاً للمعايير الدولية واستجاب الى كل الشروط التي تجعله عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي .
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.