الناطق الرسمي للقوات المسلحة : تسليم أو مثول البشير أمام «الجنائية» أمر سياسي وليس عسكرياً

قطع الناطق الرسمي للقوات المسلحة،العميد ركن عامر محمد الحسن،أن قرار مثول البشير أمام المحكمة الجنائية يعود الى مجلسي السيادة والوزراء،رافضاً الشكوك التي تساور البعض حول دور القوات المسلحة في حماية الثورة. وقال إن بلوغ الفترة الانتقالية نهايتها وتحقيقها لغايتها، هدف لن يحيدوا عنه،منوهاً الى أن قضية فض الاعتصام في يد لجنة التحقيق والتي ستصل في النهاية الى نتائج واضحة تكشف عن من الذي فض الاعتصام، لافتاً الى أنه ورغم الأعباء الملقاة على كاهل الولاة العسكريين، إلا أنهم واجهوا مضايقات من بعض المكونات المدنية التي تنتسب للثورة، ولم تقدر الجهود التي بذلوها، مؤكداً أن تجربة الشراكة بين المدنيين والعسكريين تستحق الدراسة من قبل المختصين لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها حتى تكون أنموذجاً للدول التي تشهد خلافات ونزاعات. وفي المساحة التالية نستعرض إجابات الناطق الرسمي على الأسئلة :
] المتابع للمتغيرات في البلاد يلحظ حدوث تغيير في سياسة القوات المسلحة التي باتت بعد الثورة أكثر انفتاحاً على الإعلام والرأي العام ؟
أجواء التغيير التي خلقتها الثورة السودانية لاتقتصر على المدنيين، بل انسحبت على الأجهزة النظامية وعلى رأسها القوات المسلحة، التي بالتأكيد هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهي صناعة سودانية خالصة. وفي تقديري إن ثورة ديسمبر الظافرة، كان لها تأثير إيجابي على سياسة القوات المسلحة، خاصة الإعلامية. فقد أشرعت أبوابها أمام وسائل الإعلام المختلفة لتمليكها المعلومات الحقيقية لبذلها الرأي العام، دحضاً للشائعات والافتراءات التي تحدث هنا وهناك، وتسعى للنيل من الجيش.

] هل أثبتت سياستكم الجديدة نجاحها ؟
نعم..وأؤكد من خلال التجربة أن التنوير السريع له فوائد عديدة، فهو بخلاف أنه يبذل المعلومة الصحيحة، فإنه يضع حداً للشائعات، كما أن ذات سياسة الانفتاح تسهم إيجاباً. وكما أشرت آنفاً في تمليك المواطن الحقائق كاملة عن الأوضاع الأمنية في البلاد وعن مدى تماسك قواته المسلحة وثباتها على عهدها في حماية البلاد، وهنا لابد من الإشارة الى أن القوات المسلحة منتشرة في كل السودان وظلت تعمل على تأمين الثورة والثوار والمواطنين حتى لاينفرط العقد ولابد من تقدير جهود هؤلاء الرجال الذين ظلوا قبل وبعد الثورة يعملون على إرساء الأمن ويقدموا التضحيات ويجب أن تكون النظرة عميقة للجيش وألا نحصرها في القوات الموجودة فقط في الخرطوم، لأن في هذا تقزيم.
] هل تشمل هذه الحماية الفترة الانتقالية لأن البعض يشكك في ذلك؟
لا أعتقد بوجود أسباب تجعل الشكوك تساور البعض .القوات المسلحة تبدو أكثر حرصاً على حماية الفترة الانتقالية حتى تبلغ نهايتها، وفي تقديري أن الأدوار الحالية التي يلعبها الجيش في حماية البلاد وأمن وعرض المواطن، يعد دليلاً دامغاً على أننا نؤدي مهامنا من أجل أن تمضي الفترة الانتقالية مستقرة، والقوات المسلحة منتشرة في كل بقاع السودان وتعمل على أداء دورها وسنظل على هذا العهد. فالسودان أولاً وأخيراً، وحماية الثورة من أولوياتنا الأساسية.
] رغم الجهود التي تبذلونها، إلا أن الجفوة التي حدثت بعد فض الاعتصام العام الماضي ماتزال شاخصة بينكم وقطاع من المواطنين؟
أعتقد أن الإعلام المضاد للقوات المسلحة، لعب دوراً كبيراً في الجفوة، بالإضافة الى الأجواء المشحونة بعد فض الاعتصام، ولكن وعلى إثر الجهود التي بذلناها في سبيل تنوير الرأي العام بمشاركة عدد من العقلاء، فإن الصورة تغيرت، وعملنا خلال الفترة الماضية على التأكيد بأهمية وضرورة سيادة حكم القانون، لأن هذا من أبرز أهداف الثورة، وقضية فض الاعتصام حالياً في يد لجنة التحقيق والتي ستصل في النهاية الى نتائج واضحة تجيب عن السؤال عن من الذي فض الاعتصام؟!، ونحن ننظر الى هذه القضية من زاوية قانونية وهذا يعني أن نتركها لأهل الشأن، على أن تستمر مسيرة الثورة القاصدة بشراكتها بلوغاً لغاياتها المنشودة.
] حسناً..عدد من الولاة العسكريين تقدموا باستقالتهم الأخيرة. هل استعصي عليهم العمل التنفيذي، ام بسبب رفض الثوار لهم ؟
الولاة العسكريون، هم قادة فرق بالولايات وهذا دورهم الأساسي. وفرضت ظروف تأخر الوصول سريعاً الى الاتفاق الدستوري تكليفهم الى حين تعيين ولاة مدنيين، واستمر هذا التكليف منذ ذلك الوقت لعدم الاتفاق بين المكونات المدنية على تعيين الولاة، ونحن بالتأكيد نريد تسليم هذه الأمانة الى المدنيين لأن الولاة العسكريون ليسوا حريصون على الاستمرار في الحكم. ورغم زيادة الأعباء الملقاة على كاهلهم بتنفيذ تكليف إدارة الولايات، إلا أنهم واجهوا مضايقات من بعض المكونات المدنية التي تنتسب للثورة، ولم تقدر الجهود التي بذلوها ورغم حقيقة أنهم زاهدون في الاستمرار في المناصب وأن هدفهم الأساسي الحيلولة دون انفراط عقد الأمن .
] البعض يعتبرهم امتداداً لدولة المؤتمر الوطني التي يتم وصفها بالعميقة، ويتهموا بأنهم يعملون ضد أهداف الثورة؟
ذكرت لك أن الولاة العسكريين زاهدون في الاستمرار. والقوات المسلحة أكدت هذه الحقيقة والدليل على ذلك جاهزيتهم لتقديم استقالتهم متى ما تم التوافق على الولاة المدنيين بين المكونات السياسية بصورة نهائية، حتى لا يحدث تنازع مستقبلي. وأؤكد لك أن الولاة العسكريين ينصب جل تركيزهم على أداء تكليفهم المؤقت وليس في تخطيطهم والاستمرارية .
] ذكرت في حديثك أن البشير سيمثل أمام الجنائية ولن يتم تسليمه ؟
لم أذكر هذا الأمر وأنا ناقل لرؤية الجهات السياسية وهو شأن سياسي في المقام الأول وليس عسكرياً. والمجلس السيادي ومجلس الوزراء هما من يقرران حول هذا الأمر، وأكدنا أن المثول من عدمه أمام المحكمة الجنائية في يد السيادي ومجلس الوزراء.
] ما يزال وجود القوات السودانية في اليمن يثير جدلاً، متي يتم سحبها ؟
حتى الآن لايوجد اتجاه لسحب القوات من اليمن وقد عبر عن هذا الأمر الاخ القائد العام للقوات المسلحة الذي أكد أن سحب الجنود يتوقف على تحسن الأوضاع في اليمن بما يحقق مصلحة الشعب اليمني وهدوء الأحوال في الأقليم، وانه متى ما قرر التحالف أن الحرب قد وقفت، سيتم سحب هذه القوات.
] كيف تنظر للشراكة بين المدنيين والعسكريين في الفترة الانتقالية ؟
وجدت قبولاً إقليمياً ودولياً رغم تحفظات بعض المنظمات الدولية على وجود العسكريين على دست الحكم،وهي تجربة تستحق الدراسة من قبل المختصين ولمعرفة سلبياتها وإيجابياتها حتى تكون أنموذجاً للدول التي تشهد خلافات ونزاعات .

الانتباهة أون لاين.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.