احالات في صفوف الجيش السوداني والقيادة العليا تتراجع جزئيا تحت غضب الثوار

أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، قرارا بإحالة عدد من الضباط بينهم مؤيدون للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وأغضبت الخطوة أنصار الثورة ما دفع بالجهات ذات الصلة للتراجع عن القرار جزئيًا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد عامر محمد الحسن، في بيان، تلقته “سودان تربيون”، إن: “قيادة القوات المسلحة، أصدرت كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات حسب ما هو معتاد بداية كل عام جديد، وفقا للوائح فرع شؤون الضباط وشروط اجتياز حواجز الترقي والاستمرارية بالقوات المسلحة”.

وأوضح أن، “كشوفات التقاعد التي صدرت حاليا شملت رتب الضباط من العميد حتى الملازم، وسوف تتوالى بقية الكشوفات لاحقا”.
وأضاف “هذه الكشوفات مترقبة في هذا التوقيت من كل أفراد القوات المسلحة، ولا تعتبر كشوفات فوق العادة وتنجز بمهنية عالية”.
واشتملت كشوفات التقاعد، التي تلقتها “سودان تربيون”، على 29 ضابط برتبة رائد، و35 برتبة عقيد، و15 برتبة ملازم أول.
وأثار قرار إحالة عدد من الضباط للتقاعد، موجه غضب وسط أنصار الثورة، حيث حمى بعض الضباط المحتجين من بطش الأجهزة الأمنية التابعة لنظام البشير في بداية الاعتصام، أثناء محاولاتهم فضه من، قبل أن يعلن قادة الجيش الانحياز للمحتجين وعزل البشير.
وفور اشتمال القائمة المحالة الى التقاعد الملازم محمد صديق وهو أحد حماة الثوار، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا وتعاطفا، ودعا المئات من أنصار الثورة إلى التظاهر الخميس المقبل، تحت شعار “مليونية رد الجميل” للضباط الذين حموا المتظاهرين، وللضغط على قادة الجيش لإعادة المحالين إلى التقاعد للخدمة مجددًا.

وبالفعل أعلن عضو بالمجلس السيادي، مساء الثلاثاء، إعادة الملازم أول محمد صديق إلى الخدمة بعد ساعات من قرار إحالته إلى التقاعد، وهو قرار فيما يبدو أتي استجابة لرغبة أنصار الثورة.
وقال عضو المجلس محمد الفكي سليمان على صفحته بـ “فيس بوك” “الملازم أول محمد صديق سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارساً لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة”.
وعلمت “سودان تربيون” من مصادر عسكرية موثوقة إن القيادة العليا للجيش رأت مراجعة القرار الخاص بإحالة صديق وإعادته للخدمة.
ويعتبر محمد صديق، ثاني ضباط يعلن انحيازه للمحتجين قبل عزل البشير، بعد النقيب حامد عثمان الذي بادل الأجهزة النظامية النار أثناء محاولاتها فض الاعتصام في بدايته.
وبعد الإعلان عن إحالة الملازم أول محمد صديق إلى التقاعد، وضع العشرات من محبيه صورته على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. كما وضع آخرين صورة للنقيب سليمان بابكر، الذي اشتهر بتوجيه نقد قاسٍ إلى قوات الدعم السريع.
وسبق وأن استوضحت قيادة فرقة الدمازين بولاية النيل الأزرق، التي يتبع لها النقيب سليمان بابكر، حول إفطاره مع المعتصمين أمام مقر قيادة الفرقة في شهر رمضان.

واعتصم آلاف السودانيين أمام محيط قيادة الجيش في الخرطوم، وأمام الفرق العسكرية في الولايات، مُنذ السادس من أبريل وحتى الثالث من يونيو 2019، حيث أسهمت الاعتصامات في إسراع إعلان قادة الجيش الانحياز للمحتجين وعزل الرئيس عمر البشير في 11 أبريل من العام الفائت.
وفضت قوات تابعة للمجلس العسكري في الثالث من يونيو، الاعتصامات، حيث اسفر فض الاعتصام أمام قيادة الجيش بالخرطوم عن مقتل أكثر من 200 شخص بحسب لجنة طبية مؤيدة للمحتجين، فيما تقول وزارة الصحة أن عدد القتلى لا يتجاوز 65 قتيل.

سودان تربيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.