تقرير خطير .. هذا ما تريده واشنطن من الخرطوم بشأن سد النهضة

أشار خبراء إلى أن اهتمام أمريكا بمباحثات سد النهصة واستضافتها للمفاوضات حوله وتحولها من مراقب إلى وسيط في التفاوض ماهو إلا محاولة للسيطرة على الملف ووضع يدها لاستخدامه من أجل مصالحها السياسية وإبتزاز الأطراف خاصة السودان عبر التلويح بإزالة إسمه من قائمتها السوداء لتمرير أجندتها الخاصة بالسيطرة على أهم الموارد الإستراتيجية في المنطقة المياه بإعتبار السد أداة للتأثير على ثلاث دول وربما مجمل شعوب حوض النيل الجغرافي.

ويأتي الاهتمام الأمريكي بالمباحثات الثلاثية بين أطراف سد النهضة (الالفية) الإثيوبي، لأنها تعتبره أداة واحدة للتأثير علي ثلاث دول بشعوبها المتنوعة وربما يؤثر على مجمل دول الحوض بما يجعل منه آلية مثالية للتحكم علي هذه الدول في اهم الموارد الاستراتيجية، فالسد لا يبعد موقعه من الحدود السودانية بأكثر من 20 كم على النيل الأزرق، ويمد حوض نهر النيل بالكمية الأكبر من المياه المتدفقة على طول مجرى النيل، حتى مصبه عبر دلتا مصر في البحر الأبيض المتوسط. وتنبع أهمية السد في تنظيمه لهذه الكميات الضخمة من المياه بما لها أثر بالغ على حيوات دول حوض النيل مجتمعة. 

لكل ذلك ليس من الغريب أو المدهش أن تتحول أمريكا من مراقب إلى وسيط في المفاوضات بين الأطراف المعنية بالسد لإحكام سيطرتها على هذه الأداة الفعالة، واستخدام أضعف حلقاتها من أجل مصالحها وأجندتها الخاصة كما العادة دائماً حيث لا تعمل أمريكا إلا لمصالحها العليا ولا نحتاج إلى كبير عناء في بيان أن أضعف هذه الحلقات هو السودان الذي يسعى جهده إلى نيل رضاء أمريكا وهو في أتم الاستعداد لتقديم أي تنازل أمامها مهما كان لإزالة إسمه من قائمتها الخاصة بالدول الراعية للإرهاب بل ويعتبر ذلك فوزاً كبيراً له ومكسباً سياسياً في ظل ما يعيشه من أوضاع اقتصادية بالغة التعقيد تجعله لا يستعصم أمام أية مغريات أمريكية تلوح له برفع إسمه من القائمة السوداء. ولن تجد أمريكا فرصة أفضل من هذه، للإبتزاز السياسي في استخدام البلاد لمصلحتها في المنطقة على الرغم من عدم معرفتنا لحجم التنازلات التي قدمناها أو الشروط التي أمليت علينا في المقابلات العديدة لوزير الخزانة الأمريكي أو حتى لترامب نفسه خلال الزيارات المتكررة  لأطراف التفاوض  إلى أمريكا   وانعقاد مفاوضاتهم بها. وما رافق العملية التفاوضية من غموض وعدم شفافية منذ انتقال الملف إلى أمريكا ووضع يدها والسيطرة عليه بإشراف مباشر من أعلى مستويات القرار بالإدارة إلا أننا لا نشك مطلقاً في أن الاهتمام الأمريكي بأطراف مفاوضات السد ليس سوى اهتمام بمصلحتها وأجندتها السياسية والعمل على استخدامه كأداة داعمة لسيطرتها على موارد الإقليم والمنطقة.

الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.