مدني..كنانة تمت الناقصة..

سودافاكس- الخرطوم :
قبل أسبوعين، تناولت في هذه الزاوية، ارتفاع الأسعار،الذي أصبح واقعاً، حار في أمره المواطن المغلوب،في مقالنا ذاك، صوبنا الرسالة تجاه وزير التجارة والصناعة، الأستاذ، مدني عباس مدني، الذي وعد من قبل، وفي أكثر من موضع، عزم وزارته الأكيد، قيام التعاونيات، لمحاربة الغلاء ووقف تفلت السوق، الذي فاق كل التصورات، التي وقف حيالها المواطن، حائراً ومشدوهاً، مكتفياً فقط،بالنظر الى السلع المرصوصة في الرفوف، دون الحصول عليها..
وزارة التجارة، كما تشير قرائن الأحوال، كأنها قد صرفت النظر، وأدارت وجهها، الى وعودها السابقة، لم تحرك ساكناً، لتظهر جديتها في الإسراع بقيام التعاونيات، التي يرى الاقتصاديون، إنها واحدة من أساليب الخروج من الأزمة، وتجاوز تصاعد الأسعار، التي باتت رهينة، مزاج التجار، حسب رغبتهم في تحقيق الكسب السريع، في ظل غياب الرقابة ومسؤولية الدولة، في تحديد أسعار السلع، وبسط هيبة القانون، لمعاقبة المخالفين، في عهد الثورة المباركة، التي جاءت شعارتها، تدعو للشفافية، وحكم القانون..
في كل صباح جديد، يرتفع مؤشر الأسعار بشكل مخيف، يشمل ذلك كل قوائم السلع، الضرورية وحتى الكماليات،لا ننكر مطلقاً، جهود الدولة وسعيها، لمحاصرة السوق، وترتيب معاش الناس، من خلال حزمة من القرارات وجملة من الإجراءات، نتمنى أن تؤتي أكلها، تخفيفاً لحدة الغلاء، التي ظللت حياة المواطنين، من الذين أورثهم الغلاء، فقراً مدقعاً، وفاقة لاتخطئها عيون الرقيب..
حتى كتابة ، هذا المقال، نهار الأمس، مازلت صفوف الخبز، تتمدد طولاً، أمام المخابز، للحصول على (رغيفات)،رقيقات الحال، لا،تطفئ الجوع، ولا تشبع، نهم النفوس الجائعة. وزارة التجارة، التي تتوجه نحوها الأنظار، تحاول معالجة أمر الخبز، باستمرار الدعم تارة، وأخرى برفعه، وتحرير سعره، لقفل مسارات التهريب، والبيع خارج الأفران، يرى الكثيرون ضرورة رفع الدعم، والبعض، يرى غير ذلك، نظراً لظروف أغلب المواطنين، من محدودي الدخل، إذا رأت الوزارة، الإنصياع لرؤية مناصري استمرار الدعم، فليكن ذلك، وفق سياسات جديدة، يأتي في أولها، تقديم الدقيق للمخابز جاهزاً، بعد إضافة، الذرة، والملح ومحسنات صناعة الخبر، ثم تقديم الدعم المادي للمخابز، في حساباتها طرف البنوك، بعد العجن، وإخراج الرغيف من الأفران..
في ظل ذلك كله، قررت شركة سكر كنانة، مكآفأت الشعب الصابر، بزيادة أسعار السكر، وشهر رمضان الكريم، سيحل علينا بعد أسابيع معدودة،(السوق أصلو عاير أدتو سوط)! كنانة يا جماعة الخير(تمت الناقصة).
في الجانب الآخر، تصاعدت أسعار الأسمنت، لتبلغ أرقاماً فلكية، تعلل أصحاب الشركات والمصانع، في تبريراتهم الواهية، أن الزيادة مردها يعود الى شح الوقود، وارتفاع قيمة الترحيل، وتصاعد أسعار الدولار، الذي ليست له علاقة بصناعة الأسمنت. سألني ذات صباح، ابني محمد، وقد علت وجهه علامات الدهشة، يا أبوي، أنت الصخور والحجار، التي يصنع منها الأسمنت، بجيبوها من بره؟ ..
وزارة التجارة، نراها أمام تحدٍ جد كبير، عليها، اليوم قبل الغد، الدخول الى ميدان الأسعار بثقلها، لتعيد الأمور الى نصابها، بتفعيل المراقبة، وتحديد أسعار السلع الضرورية، حتى لا يقع المواطن فريسة للأطماع، وجشع الانتهازين، الذين لا تشبع نفوسهم، من أكل السحت والمال الحرام. رسالتنا هذه، نحسبها، تعبر عن رأي الكثيرين، نرسلها لصاحب المقام، وزير التجارة والصناعة، وأركان حربه، من (أفندية) الوزارة، ليتحركوا ويفعلوا شيئاً، حماية للثورة، التي دعمها المواطن، بالغالي والنفيس..
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.