مزمل أبو القاسم : خطاب آخر الليل

عندما يختار المسئول التنفيذي الأول في الدولة أن يخاطب شعبه في ساعة متأخرة من الليل ينبغي أن تتوافر لديه مسببات قوية، ومسوغات كافية، تجعله يسهر بمواطنيه، ليحوي خطابه ما يستحق هجر المضاجع، ودرء النعاس عن العيون المنهكة.
* تُلقى مثل هذه الخطابات في العادة لإعلان حربٍ، أو إشهار هدنةٍ أو استقالةٍ، ويمكن أن تلي كارثة وطنية مروعةً، أو إنجازاً لافتاً لا يحتمل إعلانه التأخير، لذلك انتظر غالب أهل السودان خطاب الدكتور عبد الله حمدوك بترقبٍ شديد، ظناً منه أنه سيحمل ما يستوجب إلقاءه في ساعة متأخرة من الليل.
* سهروا وانتظروا وفوجئوا برئيس وزرائهم يردد ذات ما ذكره لهم وزير إعلامه قبل أربعة وعشرين ساعة، ليتحدث عن تكوين لجنة تحقيق في الأحداث التي صاحبت مسيرة الخميس، ويقول حديثاً معمماً عن المسئوليات التي يضطلع بها، وسعي الأمة إلى فتح صفحة جديدة من تاريخ الوطن، عنوانها الحرية والسلام والعدالة، ويتطرق إلى مصاعب تواجه حكومته، وتتطلب صبراً ومثابرة وعملاً مشتركاً لإنجاز شعارات الثورة ومهامها.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version