الطيب مصطفى: لمصلحة مَنْ إضعاف الجيش السوداني والشرطة؟!

سودافاكس- الخرطوم : وهكذا يتحرك شياطين الانس من الشيوعيين وواجهاتهم مثل تجمع المهنيين والحركات المسلحة المتمردة لاضعاف القوات المسلحة السودانية والشرطة، بل لتحقيق هدفهم الاستراتيجي المتمثل في اعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية جميعها واحلال قواتهم محلها، وذلك بافتعال معركة وهمية يغرقون بها صحافتهم واعلامهم الاسفيري بأحاديث الافك والبهتان ويحركون حتى مجلس الوزراء لتحقيق اهدافهم الخبيثة.
لذلك لا غرو أن يدعو تجمع المهنيين التابع للحزب الشيوعي لحراك الخميس الماضي للمطالبة بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، متخذاً من إحالة الضابط محمد صديق للمعاش حجةً للضغط باتجاه ذلك الهدف، ثم بعد قيام موكب الخميس يحرك وحلفاؤه دجاجهم الالكتروني للاحتجاج على تعامل الشرطة (العنيف) مع المتظاهرين، وكأن ذلك الضابط المفصول جزء من تجمعهم الانتهازي او من الحزب الشيوعي!
معلوم أن إعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية ظلت هدفاً ثابتاً واستراتيجياً للحزب الشيوعي وللحركة الشعبية والحركات العنصرية المتحالفة معها، منذ ايام حرب الجنوب التي ظل قرنق يخوضها ضد الجيش السوداني في اطار (مشروع السودان الجديد) القاضي بأن يحكم الجنوب (قرنق) كل السودان مع احلال قواته محل الجيش السوداني وتغيير عقيدته العسكرية. بعد الانفصال وخروج الجنوب ظل اتباع قرنق في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الازرق) يعملون لتحقيق ذات اهداف مشروع السودان الجديد (الخطة ب) لاعادة هيكلة الجيش السوداني على أسس عنصرية معلومة، وانشأ الحزب الشيوعي واجهته (تجمع المهنيين) لخدمة ذلك الغرض ضمن اهداف اخرى مستغلاً الرياح التي هبت في اشرعته بعد قيام الثورة وتقلد الشيوعي محمد يوسف القيادي بالحركة الشعبية (قطاع الشمال) منصباً رفيعاً في تجمع المهنيين.
لذلك لم يكن غريباً ان يصبح محمد يوسف جزءاً من وفد التفاوض التابع لقطاع الشمال (فصيل الحلو)، ولا اظن الناس نسوا هتافات محمد يوسف في ميدان اعتصام القيادة العامة وهو يرتدي علم الحركة الشعبية ويصرخ: (سودان جديد او لا سودان)، ويردد عبارات الحركة الشعبية باللهجة الجنوبية (او يي)، بينما صبية الشيوعيين ومغفليهم النافعين يحاكونه كأنهم مخدرون!
نعم، كان ذلك على الدوام هدفاً استراتيجياً للحزب الشيوعي وواجهاته خاصة تجمع المهنيين والحركة الشعبية لتحرير السودان ــ قطاع الشمال ــ فصيل عبد العزيز الحلو الذي اعتنق الشيوعية منذ ايام الدراسة الجامعية ثم انخرط في مشروع السودان الجديد العنصري الاستىصالي بقيادة قرنق اسوة بالشيوعي الآخر يوسف كوة مكي.
لذلك لم يكن غريباً أن نرى من بين (الغنائم) التي عثرت عليها الشرطة بعد فرار المتظاهرين بطاقة عسكرية لضابطة تابعة للحركة الشعبية (قطاع الشمال)، فكم من اتباع الحركة الشعبية (اصحاب المصلحة في إحداث الاضطرابات والفوضى) شاركوا في تلك التظاهرات؟!
نعود للاحتجاج على تعامل الشرطة مع المسيرة التي سميت زوراً وبهتاناً بالمليونية بالرغم من انها لا تتجاوز بضعة آلاف، ووالله انه لمن المحزن بحق ان يخوض حتى مجلس الوزراء في الامر ليصب جام غضبه على الشرطة وكأنها تابعة للشرطة الاسرائيلية بالرغم من أنها تعرضت للاعتداء من المتظاهرين واصيب العشرات من افرادها بجروح، وما كنت لاكتب ما كتبت الآن لولا أني رأيت بعيني رأسي فيديو لبعض الشباب والصبية وهم يطاردون عربة للشرطة ويمطرونها بوابل من الحجارة.
لماذا بربكم نكذب بيان الشرطة حول الأحداث، بل نكذب اعيننا، ثم لمصلحة من الاستخفاف بالشرطة التي عانت خلال الاشهر الماضية من التطاول عليها والسكوت على تجاوزات المتفلتين الذين عادوا لذات الممارسات الخاطئة باغلاق الشوارع واقامة المتاريس، مما لم نره يحدث في بلاد العالم الأخرى؟!
ثم نأتي لقضية الضابط محمد صديق الذي اعجب أن يقدمه اصحاب الغرض، ممن يريدون بلادنا غارقة في الفوضى، على قواتهم المسلحة, وقد حزنت ان تضطر القوات المسلحة لاصدار بيان توضح فيه لماذا قامت باحالة ذلك الضابط للمعاش, ووالله إنه حتى لو كان ذلك الضابط او عشرون غيره قد فصلوا ظلماً لما قدمتهم على صورة (جيشنا الحارس مالنا ودمنا) والتي اهتزت كثيراً بتلك التظاهرات المؤيدة له على حساب مؤسسة قدمت عشرات الآلاف من الشهداء منذ الاستقلال، واقولها بقناعة راسخة إن تصرفات ذلك الضابط تستحق عقوبة صارمة حتى لو كان مدنياً ناهيك عن أن يكون عسكرياً. اعتدنا ان نصدع بما نعتقده رضي من رضي وغضب من غضب، ولا ينبغي لمن قدم في سبيل وطنه ان يتخذ ذلك مبرراً للخروج على ضوابط العمل العسكري.
كلمة أخيرة اقولها للقنوات الفضائية العربية التي ظلت تقتات بـ (فضائحنا) لتنشرها على العالم، بل لتثير الخلافات بين مكونات شعبنا: (هل تسمحون بتلك التظاهرات في بلادكم، وهل يجرؤ ضابط من أفراد قواتكم المسلحة على فعل ما فعل الضابط محمد صديق، أم أن الفوضى لا تليق إلا ببلادنا المحتقرة عندكم؟!
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.