عابد سيد أحمد: براءة مأمون حميدة

فى اليوم الأول لحبس العالم الإنسان البروفيسور مأمون حميدة في سجن كوبر، قلت في هذه المساحة إن سجن إنسان دون توجيه أي تهمة له، أمر يجب ألا يتم في حكومة شعارها حرية سلام وعدالة، ولكن هذا ما حدث بالضبط ليجد البروف لسان حاله مثل خواطر الفيل للفنان النور الجيلاني (جابوني ليه .. سجنوني ليه)، والمدهش أكثر أن هذا السجن الذي تم بلا ذنب امتد لقرابة العام.. فالغريب أن يسجن شخص أولاً ثم يتم البحث له عن تهم.. وهذا ما تم مع مأمون الذي لا يستحق هذه البهدلة.. أقول هذا من معرفة به قرب منه..

فالرجل دخل الحكومة وأسرته والمقربون منه رافضون للدخول.. لأن مأمون لم يكن بحاجة إلى مال الدولة ولا لسلطة وزارة الصحة ولا للشهرة.. فقد حباه الله كل ذلك من خلال نجاحاته العلمية الدولية.. ومن خلال مؤسساته الخاصة التي بناها بجهده قبل أن يصبح وزيراً ويقدم تجربة مميزة في الوزارة التي قبلها لخدمة الناس.. فهو من الذين اختصهم الله بقضاء الحوائج. وشهادتي لله.. إنه كان يذهب كثيراً جداً لأصحاب الحوائج في أماكنهم والذين لو وجدوا الفرصة في الإعلام لقالوا الكثير المدهش.. ومع كل هذا كان جزاء رجل مثله لم يكن يأخذ مرتباً من الحكومة أو يركب سيارتها يوماً أو يسافر من مالها وكان يتحمل أذى الذين حاربوه في صبر مدهش من أجل قناعاته وحبه لبلده وأهله ماشياً فوق الأشواك.. ليجد نفسه مسجوناً في النهاية بلا تهمة.. وقد انتقدت من خلال هذا الباب كثيراً سجنه الذي لم يتم لشيء إلا لكيد أو إرضاء مجموعة.

المهم خرج مأمون من السجن الذي كرهه أحبابه في البداية.. فكان الخير في نهايته أنه أكد براءته وكشف العجز عن وجود تهم تبقيه في السجن أو تقدمه لمحاكمة.. عاد لإلى بيته مرفوع الرأس ومعه شهادة إبراء الذمة.. فعذراً البروف لظلمنا لك فإن من يعمل بإخلاص وتفانٍ في العمل العام في بلادنا.. نرميه بالحجارة لنوقفه وإن لم نفلح ننتظر مغادرته الموقع لنعمل على تشويه صورته عقاباً على نجاحاته.. إلا أن لطف الله الذي لا يغفل ولا ينام.. والذي حرم الظلم على نفسه.. جعلك تخرج بأبهى وأنصع صورة براءة.

آخر الكلام:
ليت من باب العدالة المرفوعة شعاراً أن نطلق كل من زج به فى السجن بلا تهمة معلومة.. وأن نسرع في محاكمة من تتوفر البينات لتهمهم.. فإنه بالعدالة ترزق بلادنا من الثمرات.. وبها يزول هذا الضنك الذي نعيشه.. وبها يتم التراضي الوطني.

صحيفة أخر لحظة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.