أسامة عبد الماجد: (متاعيس ومتاريس)

سودافاكس- الخرطوم : في اللغة متاعيس، جمع مَتعوس .. ومتعوس الحظ، قليله أو بائسه .. ويقال كذلك تعس عمله أي هلك.
٭ أجده ينطبق على قوى الحرية والتغيير .. حال قيمنا (موكب الخميس) .. دخل (قحت) في حرج بالغ، فنهايات الموكب نتج عنها مواجهة جديدة مع قوة نظامية ثانية (الشرطة) .. فالموكب في الأصل تحرك لمناهضة قرارات خاصة بالمؤسسة العسكرية .. وهي سابقة أولى من نوعها يحدث فيها اعتراض على إحالات داخل الجيش.
٭ وجدت الحرية والتغيير نفسها في مأزق .. فالجيش استبق الموكب وقطع بعدم عودة أي ضابط أحيل للتقاعد .. وهو أمر طبيعي ومتوقع .. وإلا لصدق الشعار المخزي (معليش ماعندنا جيش).. لو كانت القوات المسلحة تتراجع عن هكذا قرارات إدارية داخلية .. كيف سيكون حالها في الميدان.
٭المقولة التاريخية للشهيد عبد المنعم الطاهر تعرفك بمنسوبي الجيش .. (إن أمهاتهم لما ولدنهم ماكحلوهن بي كحل، كحلوهن بالشطة .. والرجال بتتعرف لامن الكوع يحمى والسان يبقى دقيق).
٭المواجهة الجديدة مع الشرطة وعقب انفضاض الموكب لم تكن متوقعة.. الشرطة أعلنت أن استخدام أدوات الشغب تم بإشراف النيابة .. وأن (60) من منسوبيها أصيبوا في الأحداث .. المحتجون كذلك أصيبوا جراء استخدام العنف والغاز المسيل للدموع.
٭حسناً .. من الواضح أن جهة ما استثمرت في موكب الخميس وبشكل كبير .. أحدثت وقيعة بين الحرية والتغيير والشرطة من جهة .. و(قحت) والقوات المسلحة من جانب آخر .. ومنذ زمن باعدت تلك الجهات المسافة بين (قحت) وجهاز المخابرات .. ووصلت مرحلة المطالبات بحل الأمن .. لولا تدخل العقلاء.
٭ التغيير حظها تعيس في الحكم .. في كل يوم تسعى جهات لزرع بذور الفتنة بينها وشركائها العسكريين .. وغداً ستعمل ذات الجهات على الوقيعة بينها والقادمين إلى الخرطوم عبر طائرة السلام القادمة من جوبا.. ولن يكون بال أولئك طويلاً مثل العسكريين.
٭على التغيير أن تعي الدرس .. وأن تعرف أنها ستؤتي من المواكب التي تخرج للشارع كل يوم .. ذات المواكب التي كانت تريدها وتناصرها في أحلك الأوقات.. ربما رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك فطن لذلك .. أنظروا إلى بيانه في الساعات الأولى من صباح أمس.
٭امتدح حمدوك دور الشرطة التي خرجت مطالبات بإقالة مديرها ووزير الداخلية .. وقال نصاً (التحية والتجلة لأجهزة إنفاذ القانون التي تسهر على حماية المواطنين وأمنهم) .. وكذلك لم يتطرق من قريب أو بعيد لدوافع الموكب .. لإدراكه أن عمليات الإحالات والترقيات داخل الجيش ليست من اختصاصه.. وشأناً عسكرياً بحتاً.
٭ موكب الخميس كفيل بأن تعيد التغيير ترتيب أوراقها من جديد .. الشارع لم يعد ملكاً لها .. ولا لتجمع المهنيين .. ما من جهة تستطيع الإدعاء أن (ريموت كنترول) الشارع بيدها .. (قحت) بدأت تفقد شعبيتها، الكثيرون يشغلهم (الجوع) لا (الجموع) .. وتوفير (الاحتياجات) لا المشاركة في (الاحتجاجات) .. أصبح الناس (صابنها) في انتظار (المواصلات) ، ولا يأبهون بـ(الشعارات).
٭ الدليل تحول الشعار الجميل (حنبنيهو) إلى (حنقيلو)
نقلا عن : كوش نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.