الطيب مصطفى : البرهان : لا تفريط في الدين

أصدقك القول أيها القائد إن حديثك عقب صلاة الجمعة احتفاءً بافتتاح مسجد الزمالك بجبرة ، الذي قام نائبك حميدتي بإنشائه على نفقته الخاصة، أطربنا وأثلج صدورنا ونزل علينا برداً وسلاماً فهل أعظم من أن يتعهد رأس الدولة بحماية الدين من أن تطوله أيدي السفهاء والأعداء، وهل اُرسل الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم إلا لإقامة الدين الذي هاجر ، حين حيل بينه وبين الدعوة إليه، من موطنه مكة التي تضم أعظم بقعة في الكرة الأرضية؟
] لن نشكك في حديثك , ولا يحق لنا , سيما أنك صدعت به أمام المصلين وفي بيت الله العزيز المطلع على أقوالنا وأفعالنا والموكل ملائكة يرصدون أقوال العباد :(مَّا یَلفِظُ مِن قَولٍ إِلَّا لَدَیهِ رَقِیبٌ عَتِید) , خاصة ولاة الأمر الذين تعظم مسؤوليتهم عن الحفاظ على الدين من أن يعبث به العابثون أو يتطاول عليه الزنادقة والمارقون.
] أكثر ما أعجبني في قول البرهان تلك العبارة التي أوردتها (النورس نيوز) :(لن نفرط في الدين ولن نسمح لأحد بالمساس بالدين).
] سبق كذلك لنائب رئيس المجلس السيادي حميدتي أن قال بأن (الدين خط أحمر) ولذلك فإن الرئيس ونائبه ملتزمان بحماية الدين.
] لا أريد والله أن أنكأ الجراح وأبدل إعجابي بتعهدات البرهان بما يكدّره أو يشكك في نواياه ولكني فقط أريد تذكيره بما أحدثه بعض رجال دولته من حرب على الإسلام، وسأحسن الظن به وأقول إنه انشغل عنهم بمهامه الوطنية الجسيمة ولا بأس من أن يعود لمراجعة ما أحدثوه ليصحح المسار ويستدرك ما فاته فالرجوع إلى الحق فضيلة وسيجزى فاعله الجزاء الأوفى :(إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صالحاً فَأُولَـئكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَئاتِهِم حَسَنَات وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورا رَّحِیما) ولن نتعنت في منح الرئيس البرهان الوقت الكافي لتصحيح المسار قبل أن نحكم له أو عليه.

] أقول لمن لا يعلمون إن البرهان سليل أسرة صوفية عريقة في الدعوة إلى دين الله وفي نشر الإسلام فالرجل ينتمي إلى أسرة الشيخ العابد (علي الحفيان) الذي أحسبه من الصالحين والذي يوجد مسيده في القرية التي سميت باسمه (الحفيان) بالقرب من مدينة شندي.
] أود أن أذكر الرئيس البرهان ببعض ما اقترفته حكومته من استهداف للدين الذي تعهد بحمايته والذود عنه، وسأتجاوز الحديث عن كفاءة الوزراء بمن فيهم رئيسهم حمدوك والذي اعتبر ضعفه الإداري من أهم أسباب الفشل الذريع المخيم على المشهد الحالي بكل هزاله الذي أحال حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق.

] لن أتحدث عن الفترة الانتقالية التي طالت وتمددت إلى عهدة انتخابية كاملة بدون تفويض شعبي ولا عن منح السلطة لمكون واحد من مكونات الشعب السوداني مما زاد من الاحتقان السياسي ولا عن السلام الذي بات حلماً بعيد المنال بعد أن تعددت مسارات التفاوض وتعقد الأمر أكثر مما كان عليه عشية قيام الثورة ولا عن التمكين الجديد لمنسوبي قحت دون غيرهم من أبناء السودان ولا الاعتقالات بدون محاكمة بتهمة الاشتباه التي اتخذت (مقصلة) للكيد السياسي والتشفي والانتقام بالمخالفة للقاعدة القانونية الأصولية (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) إنما ساكتفي ببعض المخالفات الفاضحة.

] هل أبدأ بالوثيقة الدستورية التي أقصت الإسلام وشريعته من مصادر التشريع كما أقصت اللغة العربية كلغة رسمية للدولة أم أذكر بتعديلات القوانين التي أباحت الدعارة والتفسخ الأخلاقي وقضت على قانون ولوائح النظام العام مما فتح الباب على مصراعيه لكل مظاهر الانحلال العقدي والأخلاقي والسلوكي أم استشهد بالوزراء ومديري الهيئات الحكومية الذين تباروا في إظهار استهدافهم للإسلام وهل أدل على ذلك من مدير المناهج (القراي) الذي اختير بعناية فائقة لشن الحرب على الإسلام والقرآن فقد أعلن ذلك الجمهوري أنه سيمنع القرآن الكريم من رياض الأطفال اعتباراً من العام القادم مستبدلاً ذلك بأناشيد الثورة، كما شكا من كثافة القرآن الكريم في المناهج، أما وزير الشؤون الدينية فقد أعلن عن حملة للبحث عن عباد الأوثان والحجارة (لأنهم جزء من وزارته)! على حد تعبيره أما وزير العدل فبالرغم من اندعارته ونشاطه الجم في استصدار القوانين المناهضة للشريعة الإسلامية فقد ظل ينافح عن العلمانية حتى قبل أن يؤدي القسم في منصبه الوزاري، كما أن الرجل طفق يدافع عن المريسة كـ(ثقافة سودانية) ينبغي أن يعبّر عنها في سلوك الأفراد، أما وكيل وزارة الإعلام الفرنسي الجنسية رشيد سعيد فقد فعل بتلفزيون السودان الأفاعيل محولاً إياه إلى قناة تنشر عقيدة الثالوث بدلاً من رسالة التوحيد!
] نرجو من البرهان أن يتبع القول بالعمل وإنا لمنتظرون.

الانتباهة أون لاين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.