الطيب مصطفى : حمدوك هو المشكلة!

لم استغرب (جليطة) رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وهو يشكل لجنة برئاسة النائب العام للتحقيق حول احداث الخميس الماضي والتي شكا كل من متظاهري تجمع المهنيين والشرطة السودانية من اعتداء الآخر عليه، فهذا وغيره عرض من المرض الذي ظللنا نعاني منه منذ ان اعتلى حمدوك منصة رئاسة الجهاز التنفيذي في بلادنا المنكوبة به وبغيره من الفاشلين الذين امتطوا ظهورنا في غفلة من الزمان فأرهقوها وأدموها بعجزهم وتخبطهم العجيب!
اعجب أن يجهل من نصبناه رئيساً لوزراء حكومة السودان اهم ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي اجلسته في منصبه الرفيع، فيقوم بتكليف لجنة برئاسة النائب العام الذي يفترض أن يعلم راعي الضأن في بوادي السودان أنه يتمتع باستقلالية عن كل السلطات الأخرى خاصة التنفيذية، وأنه ما تم الفصل بين منصبي وزير العدل والنائب العام الا لمنح الأخير استقلالية عن الجهاز التنفيذي، بحيث يكون على مسافة واحدة من الجميع متمتعاً بسلطة تحصنه من الخضوع للسلطة التنفيذية التي يمكن للمواطن أن يشتكيها للنائب العام ويقدمها عبره للقضاء المستقل.

لن اتحدث عن (البلاوي) الأخرى المتعلقة بخطاب منتصف الليل الذي القاه حمدوك والذي سهر الخلق جراه واختصموا في انتظار الحدث (الانقلابي) الكبير الذي يستحق أن يجمع الأمة في ذلك الوقت المتأخر حول التلفزيون, فإذا به يتمخض ليلد فأراً مريضاً, فوالله لن الوم (سونا) او غيرها بما في ذلك مكتب حمدوك، إنما الوم الرجل الذي يفتقر الى ابسط مقومات ومؤهلات القائد الحصيف ذي الخبرة والحصافة والشطارة والحس السليم الذي يجنبه تلك المزالق والأخطاء الساذجة!

ظللنا نقول منذ ان جثم حمدوك على صدر هذه الحكومة إنه يظل اكبر عوامل فشلها المريع، ولم نصدع بذلك القول بغضاً للرجل او تحاملاً عليه وانما تتبعاً لسيرته وأدائه وهو يقف عاجزاً عن مواجهة التحديات الكبرى الموكلة لمنصبه الرفيع, ومتجاهلاً للأخطاء الكارثية لوزرائه وكبار موظفيه وهم يخرمجون ويفعلون به وبالبلاد الأفاعيل, بل صامتاً عن تسلط قحت وغيرها عليه وتنمرهم على سلطته التي ظل عاجزاً عن حمايتها من تغول المتسلطين، الأمر الذي اضعف كفاءتها وقدرتها على الإنجاز وأدخلها في مخالفات (دستورية) باعتبار أن تلك الوثيقة الدستورية التي مزقت بأخطائه وباخطاء الآخرين، هي الدستور الحاكم لبلادنا التعيسة بهؤلاء الذين ابتليت بهم ومازالت تعاني من ويلاتهم وسعير (خرمجاتهم)!

هل اتحدث عن شكوى حمدوك وهو يلوم قحت على عدم تزويده بالبرنامج الذي ينبغي ان يسير به الفترة الانتقالية، بالرغم من أننا ظللنا نطالبه بالا يسمح لأحد بأن (يريسه ويتيسه)، سيما أنه يفترض أن يكون (نقاوة) بين كل النخب، والخبرات السودانية لم يتم اختيارها الا لكفاءتها وخبرتها النادرة، ام عن اختياراته الخرقاء لوزرائه ومديري الخدمة المدنية الذين رأينا عجباً من تصرفاتهم وتجاوزاتهم، ام عن تجاهله لوزرائه ومديري مؤسساته وهيئاته وهم يفعلون ما يشاءون بدون مساءلة او محاسبة عن اخطائهم الكارثية التي الحقت الأذى بالبلاد والعباد, ام عن حملات الدفتردار الانتقامية التي مارسها الشيوعيون وبقية القحتيين في الخدمة المدنية كسحاً ومسحاً وكنساً وظلما ابشع من ذلك الذي مارسه الشيوعيون ايام تسلطهم في السنتين الأوليين لحكومة مايو، ايام (هتف الشعب من الأعماق التطهير واجب وطني) وأيام التأميم الذي ادخل السودان في ازمات اقتصادية مازال يعاني من عقابيلها، ام عن الحملة على الاسلام وشرائعه وشعائره، ام التمكين الجديد الذي جعل بني قحتان يتراكضون كالوحوش على الغنائم، ام على تعويق مناخ الاستثمار باعتقال كبار رجال الأعمال والتضييق على المستثمرين الأجانب، ام عن الفساد الذي بدأ يطل برأسه من خلال تعيين المحاسيب والأصدقاء (شركة الفاخر مثلاً)؟!

الأمثلة كثيرة على ان حمدوك (لا يهش ولا ينش) ولا يغضب، وقد كتبت مرة في مقال عنونته: (متى تغضب) تساءلت فيه عن مأساة صادر الماشية التي تسبب فيها وزير الصحة بتصريحه الأرعن والتي حرمت السودان من مليارات دولارية كانت كفيلة برتق بعض فتوق خزانته الخاوية!
وزير المالية ود البدوي ارتكب (جلايط) لا تحصى ولا تعد وظل باقياً وصامداً كالطود الأشم, وزير الخارجية التي ظل حمدوك يشيد بها بالرغم من انها كارثة تمشي على قدمين، ولم يزحها حتى بعد أن عين عمر قمر الدين وزير دولة, الشاب مفرح (الفرحان) الذي تحدث بعلم فاق فيه عباقرة العلوم السياسية حين منح أرض الحرمين لقب (جمهورية المملكة العربية السعودية)!

كل هذا لا يعني شيئاً عند حمدوك الذي قال لرئيس مجلس السيادة البرهان Go ahead وهو يتجاوز صلاحياته الدستورية ويعتدي على سلطة رئيس الوزراء ويقابل نتنياهو!
أما ما فعله وهو يطلب من رئيسه السابق الأمين العام للأمم المتحدة أن يدرج السودان تحت الوصاية الأممية تحت الفصل السادس، فهذا يعكس جانباً آخر من شخصية الرجل المتعدد الوجوه!
ألم تقتنعوا اهلي وعشيرتي بأننا أمام كارثة (وطنية) تسمى حمدوك ينبغي أن نزيحها قبل أن تلحق ببلادنا كارثة ساحقة ماحقة ترديها بعد أن تمزقها أربا؟!

الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.